- ℃ 11 تركيا
- 22 نوفمبر 2024
ما حقيقة امتلاك «بيبسي» سفنًا حربية سوفيتية؟
ما حقيقة امتلاك «بيبسي» سفنًا حربية سوفيتية؟
- 28 أبريل 2022, 10:17:41 ص
- تم نسخ عنوان المقال إلى الحافظة
نشرت مجلة «هستوري إكسترا» التابعة لإذاعة «بي بي سي» تقريرًا عن حقيقة امتلاك شركة بيبسي سفنًا حربية. ويطرح التقرير سؤالًا: هل أصبحت شركة بيبسي لمدة وجيزة إحدى أكبر القوات البحرية في العالم؟
تنظر المؤرخة كريستي أيرونسايد في التاريخ الحقيقي لهذا الادِّعاء، بوصفه جزءًا من سلسلة الأسئلة والأجوبة التي يجيب الخبراء فيها عن معضلاتٍ تاريخية.
بيبسي وسفن سوفيتية
تستهل الكاتبة تقريرها بالقول: مع أن هذا الأمر قد يبدو عجيبًا، فإن شركة «بيبسي» امتلكت بالفعل سفنًا حربية سوفييتية. وبدأت هذه الواقعة عام 1989، عندما أعلنت شركة شحن نرويجية مملوكة لدونالد كيندال، صديق الرئيس التنفيذي لشركة «بيبسي»، أنها عقدت اتفاقًا لشراء سفن حربية سوفيتية ودفع ثمنها بصورة جزئية مع شركة «بيبسي».
شاحنة تحمل علامة بيبسي التجارية – السبعينيات
وتأسَّس مشروع مُشترك بين شركة «بيبسي» والشركة النرويجية والحكومة السوفيتية لتسهيل هذه التجارة، وحصلت شركة «بيبسي» على 25% من سعر مبيعات السفن بوصفها مدفوعات للواردات التي حصل عليها السوفيت من مشروب البيبسي. وبعد مرور عام واحد، وقَّع كيندال اتفاقًا آخر تُقدَّر قيمته بنحو 3 مليارات دولار، ولكنَّه كان في هذه المرة عبارة عن مبادلة بيبسي مقابل الفودكا التي تنتجها شركة «ستاليشنيا» وما لا يقل عن 10 سفن سوفيتية الصنع.
اتفاق مع السوفيت
وتغلَّب الاتفاقان على حدٍّ سواء على عقبة طويلة الأمد تتعلق بالتجارة مع السوفيت؛ وآية ذلك أن الروبل لم يكن قابلًا للتحويل، أي أنه كان عديم القيمة خارج الاتحاد السوفيتي. وكثيرًا ما لجأت الحكومة السوفيتية إلى المقايضة على الواردات نظرًا إلى افتقارها الدائم إلى العملة القابلة للتحويل أو العملة «الصعبة». ومنذ عام 1972، كانت الحكومة السوفيتية تقايض الفودكا بمشروب البيبسي، الذي خلطته مع المياه الغازية وعبَّأته في زجاجات على الصعيد المحلي.
واعتمدت شركة «بيبسي» هذه الترتيبات، معتبرةً أن ميزة صاحب الخطوة الأولى ستؤتي ثمارها عندما يصبح الروبل قابلًا للتحويل. وفي الوقت ذاته، أصبح مشروب فودكا ستاليشنيا غير مُحبَّبَ، لا سيما بعد أن قاطعه مستهلكون أمريكيون ردًّا على الغزو السوفيتي لأفغانستان. وتساعد هذه الخلفية التاريخية في توضيح سبب دخول السفن في الاتفاق المُبرَم عام 1990.
وتشير الكاتبة في نهاية التقرير إلى أنه تردَّد كثيرًا أن شركة «بيبسي» أصبحت إحدى أكبر القوات البحرية في العالم من خلال امتلاكها هذه السفن. وفي الواقع، لم تستحوذ «بيبسي» على هذه السفن التي حصلت عليها بموجب اتفاق عام 1989 على الإطلاق؛ إذ عادةً ما كانت الشركة النرويجية تحوز هذه السفن، التي أُرسِلَت في حقيقة الأمر إلى أكوام الخردة بعد أن عفا عليها الزمن. وانهار اتفاق عام 1990 مع انهيار الاتحاد السوفيتي.