- ℃ 11 تركيا
- 22 ديسمبر 2024
ما دلالات إدخال الاحتلال "مقلاع داود" كمنظومة دفاعية؟
ما دلالات إدخال الاحتلال "مقلاع داود" كمنظومة دفاعية؟
- 13 مايو 2023, 4:33:01 ص
- 408
- تم نسخ عنوان المقال إلى الحافظة
مع جولة القتال المستمرة بين المقاومة الفلسطينية وجيش الاحتلال الإسرائيلي، أدخل الأخير منظومة "مقلاع داود" الدفاعية، وهو ما يؤشر على تطور الصواريخ الفلسطينية وتوسع تأثيرها.
ويعد تفعيل منظومة "مقلاع داود" الدفاعية خلال جولة القتال المستمرة، والتي بدأت فجر الثلاثاء 9 مايو الجاري، أول تشغيل عملياتي لها في تاريخ المواجهة مع المقاومة الفلسطينية، منذ أن دخلت الخدمة لدى جيش الاحتلال في أبريل 2017.
ويشير استخدام الاحتلال للمنظومة إلى فشل نظام القبة الحديدية في اعتراض صواريخ المقاومة الفلسطينية بالطريقة المطلوبة، وسقوط صواريخها على مدن ومبانٍ إسرائيلية.
وتختلف المنظومة الدفاعية الإسرائيلية عن نظام القبة الحديدية، من حيث التكلفة الإجمالية لكل صاروخ، وسرعة نشرها في المدن الإسرائيلية والمنشآت الحيوية، إضافة إلى مدى الصواريخ.
ورغم إعلان جيش الاحتلال، الأربعاء 10 مايو الجاري، تفعيله لمنظومة "مقلاع داود" لاعتراض صاروخ أطلق من قطاع غزة، فإن الواقع على الأرض يظهر نجاح الصواريخ الفلسطينية في الوصول إلى مدن إسرائيلية والتسبب في خسائر بشرية ومادية.
وسبق أن استخدم جيش الاحتلال منظومة "مقلاع داود" في عام 2018، عندما أخطأت صواريخ دفاعية سورية، أطلقت من منظومة "إس 200" الروسية، لضرب طائرات إسرائيلية كانت تشن غارات معتادة داخل الأراضي السورية، ولكن لم تنجح في مهمتها.
تطور للمقاومة
المختص بالشؤون العسكرية رامي أبو زبيدة، يؤكد أن منظومة "مقلاع داود" الدفاعية صممت لاعتراض الصواريخ متوسطة وطويلة المدى، بخلاف القبة الحديدية التي تستخدم لاعتراض صواريخ قصيرة المدى.
ويرى أبو زبيدة، في حديثه لـ"الخليج أونلاين"، أن استخدام منظومة "مقلاع داود" من قبل جيش الاحتلال، يفسر أن المقاومة لديها صواريخ متطورة يصل مداها إلى أبعد من 80 كيلومتراً، وتحمل إمكانية تقنية جديدة، والمنظومة أو القبة الحديدية غير قادرة على اعتراضها.
ويبين أن القبة الحديدية تختلف عن "مقلاع داود" أيضاً بأنه يمكن نشر الأولى بسهولة في مناطق متعددة من دولة الاحتلال، إضافة إلى أن صاروخها يصل سعره إلى 50 ألف دولار، بخلاف "مقلاع داود" الثابتة، التي يقفز سعر صاروخها إلى 20 ضعف صاروخ القبة، إلى مليون دولار، وفقاً للإعلام الإسرائيلي.
وأضاف أبو زبيدة: "لم يسبق أن فعل جيش الاحتلال منظومة مقلاع داود، خلال جولات التصعيد السابقة مع المقاومة، واستخدامه لها خلال القتال المستمر يفسر وجود صواريخ جديدة لدى المقاومة".
وأوضح أن هناك فرضية أخرى لاستخدام جيش الاحتلال للمنظومة، وهو وجود قرار لديه بتجربة "مقلاع داود"، وتقييم قدرتها على اعتراض صواريخ المقاومة الفلسطينية.
ويلفت إلى أن المقاومة الفلسطينية تعمل على تطوير قدراتها، وهو ما ظهر من خلال فشل الاحتلال في اعتراض بعض صواريخها، إضافة إلى استخدامها تقنيات حديثة من خلال "السايبر" في تعطيل المنظومات الدفاعية لجيش "إسرائيل".
ما هي المنظومة
"مقلاع داود" هو نظام صاروخي قصير ومتوسط المدى للتصدي للصواريخ التي يتراوح مداها بين 100-200 كيلومتر، والطائرات التي تحلق على ارتفاع منخفض، وكذلك الصواريخ الموجهة، أعلن عن بدء تشغيله يوم 2 أبريل 2017، بحسب رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو.
وتهدف "إسرائيل" من استخدام "مقلاع داود" لسد الفجوة بين "القبة الحديدية" لاعتراض الصواريخ قصيرة المدى ونظام "آرو" لاعتراض الصواريخ بعيدة المدى.
وتؤكد وزارة الحرب الإسرائيلية أن "مقلاع داود" ستسمح في المستقبل القريب لدولة الاحتلال بالتعامل مع التهديدات بكفاءة مرتفعة للغاية.
وتحمل منظومة وحدة إطلاق الصواريخ (الراجمة) الواحدة 12 صاروخاً، كما يمر الصاروخ بمرحلتين، ويتكون من جزأين، لكل واحد منهما محركه الصاروخي الخاص.
وينطلق الصاروخ من خلال المنظومة، وبعد مدة ينفصل جزء المرحلة الأولى ثم يشتعل محرك المرحلة الثانية ويكمل الصاروخ طريقه إلى الهدف.
ويحتوي صاروخ المنظومة على رادار ومستشعر ضوئي إلكتروني، إضافة إلى أنها قادرة على العمل في مختلف الظروف الجوية.
ويستخدم "مقلاع داود" مفهوم "أطلق وانسَ"، وهو يعني أن الصاروخ المعترض بعد إطلاقه من الراجمة الأرضية يكمل هو عملية التتبع والاستهداف للصاروخ المعادي المستهدف.
وأجري أول اختبار لمنظومة "مقلاع داود" في 25 نوفمبر 2012، عندما أسقط نموذجاً لصاروخ، وفي 18 نوفمبر 2013 تعرضت المنظومة لانتكاسة مبكرة عندما فشلت تجربتها بسبب عطل في جهاز الاستشعار.
ولعبت الولايات المتحدة دوراً مهماً في تمويل تطوير المنظومة، حيث سبق أن طلب مسؤولون إسرائيليون، في مارس 2015، من واشنطن 317 مليون دولار في صورة تمويل إضافي لـ"مقلاع داود" وبرامج دفاع صاروخي إسرائيلية أخرى.
تسويق جديد
الخبير العسكري، رفيق أبو هاني، يؤكد أن الاحتلال لديه عدة منظومات دفاعية، أبرزها "القبة الحديدية" التي صممت بشكل أساسي لاعتراض صواريخ غزة، والمنظومة الثانية "سهم 1 و2"، وصممت للصواريخ التي تطلق من لبنان، والمنظومة الثالثة "مقلاع داود".
وقال إن منظومة "مقلاع داود" عالية التكلفة؛ لأنها تحتوي على أجهزة إلكترونية متطورة جداً، وصممت لاعتراض صواريخ طويلة المدى.
ويرى أن استخدام الاحتلال للمنظومة "يعود لعدم نجاح القبة الحديدية في اعتراض صواريخ المقاومة الفلسطينية التي تطلق من قطاع غزة، خاصة مع اتباع المقاومة تكتيكاً لتشتيت القبة".
ويعتقد أن سلطات الاحتلال تريد من خلال تفعيل منظومة "مقلاع داود" تسويقها عالمياً وبيعها.