- ℃ 11 تركيا
- 21 نوفمبر 2024
مترجم | "يديعوت أحرونوت": سيناريوهات توقف الحرب غير ناضجة
مترجم | "يديعوت أحرونوت": سيناريوهات توقف الحرب غير ناضجة
- 30 نوفمبر 2023, 9:54:39 ص
- تم نسخ عنوان المقال إلى الحافظة
«يديعوت أحرونوت»
ما يحصل في الأيام الأخيرة كان متوقعا. تمديد الهدنة، وحشية «حماس» في معاملة العائلات، المفاوضات الحثيثة على اقتراح شامل، واسع ظاهرا، اقتراح يتضمن إعادة المخطوفين، تحرير السجناء الأمنيين بآلافهم ووقف الحرب.
كان متوقعا تماما أن تتطلع قطر، «حماس» وبقدر كبير لاعبون كثيرون آخرون إلى تحقيق تسوية كهذه. في اليوم الأخير، يمطر القطريون وسائل الإعلام الإقليمية بتقارير عن صفقة شاملة. من اللحظة التي وافقت فيها إسرائيل على هدنة في القتال، لأجل استعادة مواطنيها كان واضحا بأن «حماس» ستتطلع إلى تمديد مؤقت يصل إلى عشرة أيام، اكثر بكثير من الأيام الأربعة الأولى. هذه الأمور مقبولة من الجيش الإسرائيلي وجهاز الأمن بعامة. فهم يريدون عودة اكبر عدد ممكن من المخطوفين، قبل المرحلة التالية في الحرب.
إذا كانت «حماس» تريد أن تواصل تحريرهم على أساس يومي – فحسنا. هذا ليس موضوع استغلال للفرص. فالمخطوفون الذين انقذوا وعادوا إلى إسرائيل يقدمون شهادات قاسية. هناك انطباع بأن شروط اسرهم ساءت. بتعابير القانون الدولي، اجتاز الأسرى الإسرائيليون تعذيبا. النساء المسنات فقدن من وزنهم بالمتوسط 8 – 15 كيلوغراما. هذا تجويع. بعض من الأطفال فصلوا عن عمد عن أهاليهم وإخوانهم؛ اكثر من طفل واحد احتجز وحيدا، على مدى أيام طويلة، ضرب، وفرض عليه مشاهدة أفلام رعب لقتل إسرائيليين. لبعض من المخطوفين لم تكن إمكانية النوم في وضعية أفقية على الإطلاق. الأطفال تعرضوا للتهديد؛ فقد عادوا وهم يهمسون. لبعضهم ضاع بعد الزمن. وأنا اصف هنا فقط أمورا نشرها أبناء العائلة أنفسهم. أصحاب القرار في إسرائيل – أولئك الذين يوجد لهم ضمير – يجدون صعوبة في أن يناموا في الليل من شدة البينات التي تقشعر لها الأبدان. إن عودة المخطوفين وبأكبر عدد ممكن منهم، هي أمر حرج.
صحيح حتى يوم امس بعد الظهر، لم يكن أي اقتراح واضح من «حماس» لتحرير «الكل مقابل الكل» وإنهاء الحرب. على أي حال لا يوجد احد في «كابينت» الحرب مستعد لأن يقبل مثل هذا الاقتراح. وسواء أكان هذا بنيامين نتنياهو أم غادي آيزنكوت، فالاتفاق هو انه محظور للحرب إن تنتهي بإنجاز هائل لـ»حماس» – تحرير سجناء فلسطينيين بجموعهم – بينما التهديد على دولة إسرائيل بقي على حاله، الردع لم يرمم ويحيى السنوار بقي حاكم غزة. وبكلمات ضابط كبير سابق: «من يوافق على إعادة الفرق من غزة، في الوضع الحالي سيكتشف بأن إحداها ستصعد مباشرة إلى القدس». هذا ليس تهديدا بالانقلاب لا سمح الله بل تجسيد للمشاعر في أوساط جنود الاحتياط والدائم، مثلما هو في الغالبية الساحقة من الجمهور الإسرائيلي.
يوشك الوسطاء الإقليميون على محاولة تجنيد الولايات المتحدة من أجل وقف الحرب. هم يفهمون جيدا بأنه لا يوجد احتمال لأن تفعل إسرائيل هذا طالما بقيت «حماس» والسنوار في الحكم في غزة، وعليه فتطرح الآن حلولا إبداعية على أنواعها، كالسير بدون «حماس» لكن الشعور مع «حماس». مثلا: السعوديون يدفعون لإعادة سلام فياض، الذي هو منتخب كفؤ ونقي للغاية عمل ذات مرة لدى الجمهور الفلسطيني، كرئيس وزراء موحد وذي صلاحيات في الضفة وقطاع غزة، وخليفة لأبو مازن. احتمال ذلك، يقول الفلسطينيون، متدنٍ. إحدى الأفكار التي تطرح هي تنازل رسمي من «حماس» عن الحكم في غزة في صالح حكومة خبراء عموم فلسطينية، مع أو بدون خروج يحيى السنوار من القطاع. في إسرائيل يقدرون بأن «حماس» لن توافق على ذلك، لكن مشكوك جدا أن يوافق «الكابينت» في إسرائيل على خدعة إسرائيلية ذاتية أخرى كهذه، وكأن «حماس» ضربت، في الوقت الذي تحكم فيه القطاع من خلف ظهر موظفين يتظاهرون بأنهم يلتقون بحرية مع الاتحاد الأوروبي ويجمعون لها التمويل لـ»إعادة البناء».
إن وصول وزير الخارجية بلينكن إلى الشرق الأوسط، غدا، سيدخل حراكا إلى الاتصالات كلها – تلك التي من أجل تمديد صفقة إعادة المخطوفين الجزئية، وتلك التي تأمل في وقف نار دائم. للبيت الأبيض توجد أجندة مرتبة – توسيع المساعدة الإنسانية إلى جنوب القطاع، التأكد من أن الإسرائيليين لا يعتزمون أن يتخذوا هناك أي إخلاء مقصود للسكان مثلما في الشمال، تعزيز السلطة الفلسطينية وإصلاحات تسمح لها بأن تكون العنوان في قطاع غزة في اليوم التالي ومنع أعمال متطرفة من فتيان التلال والمؤسسة الاستيطانية بعامة في «يهودا والسامرة». الأميركيون يحاولون إقرار الميزانية التي تساعد إسرائيل وأوكرانيا، ومن غير المستبعد انه لأجل هذا الإقرار من منتخبي الحزب الديمقراطي سيدخل البيت الأبيض بنودا تبدأ منذ الآن بتمويل إعادة بناء قطاع غزة. بنيامين نتنياهو يمكنه أن يدفن رأسه في الرمال بالنسبة لنهاية طريق غزة واليوم التالي، لكن هذا اليوم يتم البدء بتصميمه بدونه ويحتمل مع أموال أميركية.
إذا ما وافقت «حماس»، قيادتها وقادتها العسكريون، على ترك القطاع (السنوار، محمد ضيف وآلاف المقاتلين) وسلموا سلاحهم وحرروا المخطوفين – فإن إسرائيل تكون انتصرت في الحرب. لكن في إسرائيل لا احد يوهم نفسه بأن «حماس» تفكر في ذلك. في جهاز الأمن يجمل في الأسبوع الأخير، على أساس المعلومات الاستخبارية المتراكمة، وضع الحرب ودرجة المس بـ»حماس». هذه ذات مغزى – لكنها لا تزال محدودة. وهاكم المعطيات، صحيح حتى يوم امس: بين 5 آلاف و6 آلاف مخرب من «حماس» قتلوا في الحرب (الفرق ينبع من عدد المخربين الذين قتلهم الجيش في 7 أكتوبر نفسه، رجال الاستخبارات يتحدثون عن عدد أدق – 5300). بين القتلى، ثلاثة قادة ألوية من «حماس»، وكذا أيضا 14 قائد كتيبة وعشرات من قادة السرايا.
بالإجمال، يقدر جهاز الأمن بأن نحو 15 ألف فلسطيني قتلوا في الحرب، ويحتمل وجود آلاف أخرى من المفقودين. هذه أعداد كبيرة جدا، تعكس الأزمة المدنية الحادة في قطاع غزة – تلك التي تجتذب اهتمام العالم كله. بعض المفقودين قد يكونون من مخربي «حماس» المدفونين في الأنفاق؛ الحديث هو عن عدد كبير، لكن أحدا لا يريد أن يلتزم بهذا العدد.
دون اختراق للطريق فإن المسار الحالي للهدنة وإعادة المخطوفين مقابل السجناء كفيل بأن ينهار. هذه ستكون لحظات خطيرة جدا؛ الطرفان سيتطلعان لأن يفاجئا، يؤلما، وبقوة. الحرب لن تستأنف بشكل جنتلماني؛ هذه ليست حروب الخنادق في الحرب العالمية الأولى.
يوجد لاعبان يمكنهما أن يغيرا الصورة: «حماس»، إذا ما أبدت فجأة علائم استسلام حقيقية. أو البيت الأبيض، إذا ما حاول أن يوقف أو يؤجل التقدم الإسرائيلي، على أمل في اختراق إقليمي سياسي يؤدي إلى إبعاد «حماس». صحيح حتى يوم امس، في القدس لا يرون مؤشرا صريحا على أي من هذه السيناريوهات، ويعتزمون مواصلة الحرب. والجيش يستعد.
نداف ايال - «يديعوت أحرونوت»