- ℃ 11 تركيا
- 21 نوفمبر 2024
مجدي الحداد يكتب: حول تفجير السد الأوكراني
مجدي الحداد يكتب: حول تفجير السد الأوكراني
- 8 يونيو 2023, 12:25:26 م
- تم نسخ عنوان المقال إلى الحافظة
لا شك أن تفجير سد " نوفا كاخوفكا " الأوكراني ، والواقع على نهر دينبرو ، وفي المناطق الواقعة تحت سيطرة القوات الروسية جنوب أوكرانيا ، هو عمل غير مسؤول بالمرة ، و سواء قامت بذلك روسيا ، أو أوكرانيا ، أو حتى طرف شيطاني ثالث .
وهذا العمل الشيطاني يعيد إلى الأذهان في حقيقة الأمر ، حادث تفجير خطي أنبوبي تصدير الغاز الروسي لأروبا ؛ " نورد استريم 1 ، 2 ، و حيث أزعم أن تكنلوجيا التفجير تحت سطح البحر ، والمستخدمة في هذه الحالة ، هي ربما نفسها المستخدمة في تفجير السد الأوكراني ، وربما أيضا بواسطة نفس الجهة الشيطانية التي فجرت أنبوبي الغاز !
هدم هذا السد ، وتدفق مياهه حول القرى المحيطة به ، لا يؤثر إذن على المزارعين فقط وإتلاف محاصيلهم الزراعية وثرواتهم الداجنة في هذه المنطقة أو تلك ، ولكن يؤثر أيضا ، وبطريقة خطيرة جدا ، على البيئة ؛ بيئة الحياة ذاتها ، ومن ثم سلاسل الغذاء التي تحفظ الوجود ، أو الحياة على كوكب الأرض . وحيث تطول تلك الأخطار كافة الأحياء من نباتات وحيوانات وطيور وأسماك وحتى حشرات ، وحيث يعتمد كل منها اعتمادا رئيسيا وضروريا ، لا انفصام له ، على الأخر ، ما يعني إن إبادة أي نوع ، أو حتى تقليص أعداده ، قد يؤدي إلى اضطراب نوعي في بيئة الحياة ، ما يعني ، وفي نهاية المطاف أن الضرر الناتج عن تفجير هذا السد لا يقل ضررا عن تأثيرات تغير المناخ ، والتي ستؤدي مثلا إلى ذوبان القطب الشمالي بالكامل بحلول العام 2030 ــ ووفقا لتقدير العلماء .
أما الأثار الضارة المباشرة ، والعاجلة الأخرى ، نتيجة هذا التفجير الإجرامي بكل معنى الكلمة ، هي ربما تأثر إنتاجية الحبوب ، وخاصة القمح والذرة ، والتي يعتمد عليها اعتمادا كبيرا الشعوب الفقيرة ، وخاصة في أفريقيا ــ والتي منها مصر بطبيعة الحال ــ وذلك في كل البلدين ؛ روسيا وأوكرانيا .
وهنا يجب أن نعلم أن إنتاجية تلك الحبوب في كلا البلدين قد تأثر حتما بالسلب مرتين ، أولهما نتيجة الحرب بين البلدين ، وثانيهما نتيجة تفجير السد ، ومن هنا فأتصور أن كلاهما ليس له مصلحة في تفجير هذا السد وذلك للأسباب التالية :
ــ أن ارتفاع منسوب المياه في نهر دينبرو ، نتيجة تفجير السد ، سيؤدي ــ وحسب موقع "البي.بي.سي" عربي ــ إلى تضرر ، أو غرق حوالي 80 بلدة أو قرية .
ــ أن محطة زابورجيا للطاقة النووية ، والتي تسيطر عليها روسيا ، تعتمد اعتمادا كبيرا على المياه التي يوفرها هذا السد ، وذلك لأغراض التبريد .
ــ يعد السد عاملا هاما ورئيسيا لمد شبه جزيرة القرم ، والتي تسيطر عليها روسيا ، بالمياه العذبة ، من خلال قناة ، أو " ترعة " فرعية .
ــ أن هدم السد سيؤدي إلى نزوح حوالي 40 ألف شخص ، منهم 17 ألف شخص في المنطقة التي تسيطر عليها أوكرانيا غرب نهر دينبرو ــ ووفقا أيضا للمصدر السابق .
ــ غمرت المياه حديقة حيوان " كازكوفا ديبرونا " ، الواقعة على ضفة نهر دينبرو ، ونفقت جميع الحيوانات ، والبالغ عددها 300 حيوان .
ــ تسرب نحو 150 طن من زيت المحركات إلى نهر دينبرو ، ووفقا أيضا للمصدر السابق .
فمن الواضح إذن مدى الضرر التي تأثرت به بيئة الحياة ذاتها نتيجة تفجير هذا السد ، وحيث أن منسوب المياه قد ارتفع بعد تفجيره إلى حوالي 11 متر ، وسوف تنحصر المياه بعدئذ عن أرضي عديدة في مواسم الجفاف مسببة أضرارا مضاعفة أخرى نتيجة لذلك ، ويمكن قياس ذلك مثلا ببحيرة السد العالي ، والتي أنقذت مصر حقيقة في مواسم جفاف عديدة .
ومن هنا يضتح لنا أن لا روسيا ، ولا أوكرانيا ، لهما مصلحة في تفجير هذا السد !