- ℃ 11 تركيا
- 21 نوفمبر 2024
مجدي الحداد يكتب: "عاصمة إدارية أم قاعدة عسكرية شاملة "
مجدي الحداد يكتب: "عاصمة إدارية أم قاعدة عسكرية شاملة "
- 13 سبتمبر 2022, 7:40:10 ص
- تم نسخ عنوان المقال إلى الحافظة
تابعت أكثر من " انفوجرافيك" - أي فيديوهات قصيرة شارحة ومفسرة ، وبصورة سهلة ومبسطة ، وكلها موجودة على صفحتي - عن العاصمة الإدارية ، وكلها خرجت من دول حليفة وداعمة للنظام مقابل شراء السلاح ، وربما مصالح أخرى متعلقة بنهب وتجريف مصر !
ما يعني هنا أن شهادتها ، ومن ثم استشهادتها ، غير مجروحة ، لأن حتى مؤسساتها الصحفية غير مرتبطة هذا الارتباط المرضي بنظام الحكم كما هو حاصل لدى كل الأنظمة العسكرية الفاشية المستبدة الفاسدة .
وكل تلك " الانفوجرافيك" - ومصدرها دول ليبرالية أوربية و الولايات المتحدة - أجمعت على شيء واحد وهو : " عدوانية العاصمة الإدارية " !
وماذا تعني عدوانية هنا ؟!
تعني أن العاصمة الإدارية بنيت وصممت - وهذا يشمل كل الطرق المؤدية إليها ، وما بها من نقاط تفتيش قبل الوصول إليها - ناهيك عن الدخول إليها عبر بواباتها المحصنة - كحصن منيع يحمي الحاكم و أسرته من أي ثورة ، أو حتى احتجاج سلمي من تجمع شعبي على سياساته التفاضلية ، والتفضيلية ، و المفرقة ، والظالمة .
وهذا الأمر يثير في حقيقة الأمر عدة تساؤلات ، وحتى صدمات ، لا تنتهي ، ولدواعي الاختصار سنحاول أن نعرض لأهم ، و أحط نقتطين هنا أولهما : أن من يفعل ذلك يدرك يقينا ، و بكامل الوعي - وليس اللاوعي - انه يرتكب ، ليس فقط كوارث ، وإنما وفي حقيقة الأمر جرائم نوعية - أي لم تحدث على مدى التاريخ المصري بأسره حتى في عهود الاستعمار المختلفة - في حق شعبه وحق بلده ؛ كاتفاقية المبادئ مثلا والتي تنازل بموجبها عن نيل مصر ، وتيران وصنافير ، وثرواتنا في المتوسط ، ورصيفنا القاري وترسيم الحدود البحرية ، وصفقات السلاح مع إيطاليا بعد مقتل ريجيني ، ثم مع الولايات المتحدة - والتي تمنحه أصلا لمصر مجانا من خلال المساعدات العسكرية - بعد أن قتل ابن وزيرة الهجرة السابقة زميليه في العمل والسكن ، وحيث كان يعمل في مكتب خاص بإدارة الثروات ، ويبدو انه كان مختص بإدارة الثروات المنهوبة من مصر ، من قبل كبار اللصوص - و فوق ذلك هدم منازل الآمنين من المواطنين الغلابة ، وتهجير بعضهم قسريا للاستيلاء على الأرض التي توارثوها عبر الأجيال ، لا لشيء إلا فقط لارتفاع قيمة الأرض التي يقيمون عليها ؛ ما هذا الانحطاط ، وهذه الخسة ؟!
إذن فمن يفعل ذلك يريد أن يحصن نفسه من غضبة الشعب ، وخاصة عندما يخطط أن يظل في الحكم إلى أخر العمر ، أو حتى توريثه لأحد أبناءه من بعده ، وهذا يفسر " فناكيش " 2030 ، والتي لا يرمي من ورائها سوى شيء واحد فقط ، ووحيد ، وهو أن يظل حاكما لمصر ، مقابل كل ما يطلبه الكفلاء حتى ولو تطلب الأمر تجريد مصر من أخر قرش أو حتى مليم فيها ، ويقول لشعبه بعدئذ : " معيش أجبلك منين .. أنا لو معايا أديك .. هاتكلوا مسر يعني " !
وثانيهما ؛ أن من يصمم تلك القلعة / الجيتو بهذا الشكل ، هو باختصار يحمل عداءا وحتى حقدا دفينا - وربما حتى متوارثا ، منذ خروج سيدنا موسى عليه السلام ، وبالذهب الذي سرقه بني إسرائيل - ومن دون علم سيدنا موسى عليه السلام ، بطبيعة الحال - من أهل مصر ، والذي صنعوا منه عجلا له خوار ليعبدونه من دون الله ، وبعد أن غاب عنهم سيدنا موسى لبعض الوقت - وبقية القصة معروفة - ضد7 مصر وشعبها .
ويجب أن نلاحظ ، وقبل أن نختم ، أن كل تلك الطرق والكبارى ، وخاصة المؤدية للعاصمة الإدارية - وكما أشارت تلك الفيديوهات ، أو الأنفوجرافيك - قد تم مقابل إنشائها هدم عشرات ليس فقط المنازل العادية ، ولكن أيضا العمارات السكنية المرخصة ، والتي يقطنها فضلاء من الطبقة الوسطى من أساتذة الجامعات وغيرهم ، و حتى منذ ستينات القرن الماضي ، وحالتها أكثر من جيدة ، ومع ذلك تم إزالتها بحجة توسعة الطرق ، والتي سوف توضع عليها عدة نقاط تفتيش ستداهم كل متجه لعاصمته الإدارية ..!
يا سبحان الله ؛ حتى لفظ العاصمة الإدارية لفظ مراوغ أيضا ، والأصح أن تسمى بقلعة أو قاعدة عسكرية داخلية ، كتلك القواعدة التي أقامها الروس بمدينة اللاذقية بسوريا ، ومنعوا بشار الأسد نفسه من مرافقة بوتين عندما أتى لزيارتها !
و أخر دليل على عدوانية " العاصمة الأدارية " انه عندما رفضت بعض السفارات الغربية خاصة الانتقال إليها قال لهم الحاكم - من خلال أجهزته - وكما هو موضح بتلك الفيديوهات - انه غير مسؤول عن أمنها أو تأمينها في تلك الحال ؛ حسنٌ ، ومن سيحمي بقية الشعب إذن ، وكل ممن هم خارج أسوار العاصمة الإدارية ..؟! ، أم أنت غير معني بهم أصلا ..؟!
و قمة الفجر أن يورط مصر في جل تلك القروض من أجل تلك العاصمة الإدارية ، ويطلب من الشعب ، والذي يحمي نفسه منه في عاصمته الإدارية ، والذي هو أيضا خارج تلك العاصمة ، وحتى ممنوع عليها الاقتراب منها ، أو حتى تصويرها ، المساعدة في تسديد تلك القروض !