مجدي الحداد يكتب : ماركوس اوريليوس

profile
مجدي الحداد كاتب ومحلل سياسي
  • clock 5 أبريل 2021, 10:32:37 م
  • eye 966
  • تم نسخ عنوان المقال إلى الحافظة
Slide 01

كان لدينا شاعرا ومناضلا عربيا ومصريا أصيلا أطلق عليه شاعر السيف والقلم ، وهو محمود سامي البارودي . والذي عمل أيضا بالسلك الدبلوماسي حيث عمل بالخارجية وسافر إلى الإستانة . وهو رائد مدرسة البعث والإحياء في الشعر العربي الحديث ، وهو أحد زعماء الثورة العرابية ، وقد تولى وزارة الحربية ثم رئاسة الوزراءة بإختيار الثوار له .


كما ظهر لدينا ، وفي العصر الجاهلي قبل الإسلام ، و في تراثنا العربي الأدبي والعسكري ، أو وبالأحرى الذي اتسم بالفروسية ــ وإن إتسم بالقبلية والبدائية بمعايير عصرنا نحن ، وليس بمقياس ذاك العصر ــ عنتر بن شداد العبسي الذي كان فارسا مغوارا ومقاتلا صنديدا و أيضا شاعرا ملحميا ورومانسيا ، كما له معلقة شهيرة أيضا . 

لكن ما كنت أجهل حقا ، وحيث لم يمر على في أي منهج دراسي أو محتوى تعليمي ، طوال فترة دراستي المختلفة ــ ومن هنا فأنا أوصي ، وأتمنى أن تتبنى أي وزارة تعليم ، سواء كانت مصرية ، أو عربية ، هذا الكتاب الذي سوف يأتي لاحقا ذكره . وذلك إما في المرحلة الإبتدائية أو المرحلة الإعدادية ، وإنتقاء ما يتماشى منه مع ثقافة وتقاليد المجتمع . وذلك كمقدمة لدراسة الفلسفة وتعريف النشىء بها . وكذا كنوع من الرياضة الذهنية التي قد تساعد على تفتح واتساع مداركهم في عمر مبكرة ــ ما كنت أجهله إذن ، وفي مقابل مما سبق ذكرهم من أعلام عربية أعلاه ، هو ما يمكن أن نسميه إمبراطور الفلسفة  والحكمة أو الإمبراطور الفيلسوف أو الحكيم ، وهو الإمبراطور الروماني ماركوس اوريليوس والذي يعد من أهم الفلاسفة الرواقيين . وقد ولد في عام 121 ميلادية وتوفي عام 180 ميلادية . وهذا يعني إنه قد عاش فقط 59 عاما . كما قد عاش وتوفى قبل ظهور الإسلام بحوالي 428 سنة ميلادية ــ وحيث من المرجح بداية الدعوة إلى دين الله الإسلام بين العامين 608 ، 609 .

وقد ألف في حياته كلها كتاب واحد عنوانه ؛ " التأملات " . كما يقال إنه كان بمثابة مذكرات خاصة به ، وإنه لم يكن ينوي ، أو يرد ، نشره . 

وأريد فقط في حقيقة الأمر أن أركز على أهم ما ورد من مقولات وعبارات ، أو لو شئت ؛ حكم وعبر ــ ولذا فأنا أوصي بتدريسها ، وعلى نحو ما أسلفت آنفا ــ في هذا الكتاب ، ولن أخوض في تاريخ اوريليوس الملحمي والحربي ، وما انتصر به وحققه من نصر في جل المعراك التي خاضها ، وذلك بجانب كونه واحدا من أهم الفلاسفة الرواقيين .

وقد قال عنه الفيلسوف والمفكر الشهير جون إستيوارت مل : " كانت كتابات ماركوس هي أرفع ما أنتجه العقل القديم في الفكر الأخلاقي ولم تكن تختلف إختلافا يذكر عن أخص تعاليم المسيح "

وحتى لا نضيع مزيدا من الوقت ؛ فسوف أحاول أن استعرض أهم ما لفت نظري ــ وسوف أختصر قدر الامكان ــ هنا من هذه التأملات للفيلسوف الرواقي ورأس الإمبراطورية الرومانية ، والملقب ب " الفيلسوف على العرش "  ــ مع مراعاة الزمن التي كتبت فيه هذه التأملات مقارنة بزمننا الحالي .

------------------------------------

ــ "أثقل الغرور التواضع الزائف ."

ــ "لا تحكم على الأمور كما يحكم عليها من آذاك ، أو كما يريد أن تحكم ، بل أنظر إلى الأشياء كما هي عليه في الحقيقة ."

ــ "أن تغير موقفك إذا كان هناك في الحقيقة من يصحح لك رأيا ، ويرشدك إلى ما هو أقوم . على أن ينبع هذا التحول عن إقتناع بالعدل وبالخير العام ، وأن تعدل مسارك وفقا لذلك وليس لمجرد اللذة أو الشعبية ."

ــ "لا تتصرف كما لو كنت سوف تعمر آلا ف السنين . الموت يرصدك ؛ فما دمت تعيش ، وما دام بإمكانك .. كن خَيَّراً ــ هل تتذكرون الحكمة القائلة ؛ إعمل لديناك كأنك تعيش أبدا واعمل لآخرتك كأنك تموت غدا ..؟!

ــ "ما أهنأ باله ذاك الذي لا يتطلع إلى ما يقوله جيرانه وما يفعلون وما يفكرون ، بل ينصرف إلى أفعاله هو ليجعلها عادلة موقرة مشربة بالخير . "

"ــ "لا تجعل من نفسك طاغية على أي إنسان ، ولا عبداً له .

ــ "اتبع ما هو أقوم وأسلم في كل قولك وعملك ؛ فمثل هذا العزم كفيل بأن يحرر المرأ من العناء والجهد والإضطرار إلى التحايل والرياء ."

وهكذا فهذا غيض من فيض في هذا الكتاب ــ وكما يقال ــ والذي يقع في حوالي 259 صفحة من القطع المتوسط .

والكتاب موجود ومتاح مجانا على "النت " بصيغة "البي دي اف" ، وباللغتين ؛ العربية والإنجليزية ، وأتمنى أن يستفيد ويستمتع بقرائته كل من يقرأه .

التعليقات (0)