- ℃ 11 تركيا
- 22 نوفمبر 2024
محاولة لتطبيع الحرب والعزلة.. قراءة في خطاب بوتين للروس
محاولة لتطبيع الحرب والعزلة.. قراءة في خطاب بوتين للروس
- 22 فبراير 2023, 10:50:05 ص
- تم نسخ عنوان المقال إلى الحافظة
اعتبر موقع "أوراسيا ريفيو" أن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، حاول في خطابه، الثلاثاء، قبيل الذكرى السنوية الأولى لبدء غزو جارته أوكرانيا، تطبيع الحرب والعزلة للروس.
كان أحد الاقتراحات التي قدمها بوتين، خلال خطاب استمر قرابة ساعتين، هو أن جميع المشاركين في "العملية العسكرية الخاصة" (يقصد الحرب المستمرة منذ 24 فبراير/ شباط 2022) يجب منحهم إجازة لزيارة الوطن لمدة أسبوعين كل ستة أشهر، وفق التحليل الذي ترجمه "الخليج الجديد".
وذلك كان مؤشرا بين مؤشرات عديدة على أن الكرملين يعد الروس لطبيعية جديدة للحرب ومواجهة مستمرة مع الغرب في المستقبل المنظور.
وكتب المحلل السياسي كيريل روجوف على "فيسبوك": "الفكرة الرئيسية للخطاب، كما فهمتها، هي التطبيع.. تطبيع الحرب. تطبيع القمع. الجنازات والسجون".
وعود للروس
في خطابه تناوب بوتين بين النقد اللاذع للولايات المتحدة وأوروبا وبين مزيج من الدعوات للروس من أجل الوحدة، مع تطمينات بأن كل شيء على ما يرام بخصوص الاقتصاد، وأن المستقبل مشرق.
وكرر ادعاءاته "الكاذبة" بأن الغرب، وخاصة الولايات المتحدة، يهدف إلى "عدوان مباشر تجاه الشرق" من خلال إثارة "النازية الجديدة" في أوكرانيا، حيث رسم حربا عدوانية تحاول فيها بلاده السيطرة على جارتها بالقوة باعتبارها معركة دفاعية لحماية روسيا و"أراضيها التاريخية التي تسمى الآن أوكرانيا"، بحسب التحليل.
الحرب كأسلوب حياة
في بداية الخطاب، قال بوتين إن روسيا ستجري ما تسميه العملية العسكرية الخاصة في أوكرانيا "خطوة بخطوة، بعناية، ومتسقة"، في إشارة إلى أنه بعد الانتكاسات المتعددة في ساحة المعركة خلال 2022، فإن المعركة لن تنتهي قريبا.
والرسالة التي يبعث بها بوتين، وفق التحليل، هي أن الكرملين يعتزم مواصلة الحرب حتى تحقق أهدافها، مهما طال الوقت، وأنه لا ينبغي لأحد أن يعيش على أمل أن علاقات روسيا مع الغرب سوف يتم إصلاحها في أي وقت قريب.
وكتبت المحللة السياسية يكاترينا شولمان عبر "فيسبوك": "كانت الفكرة الرئيسية التي دارت في الخطاب كله هي شراء الولاء.. يحصل المواطنون على المال والمزايا. يحصل المسؤولون على وظائف وأموال.. كان موضوع الأعداء الداخليين أو البيروقراطيين الأشرار غائبا بشكل عام: كل الأعداء خارجيون".
فيما كتبت الصحفية ماريا سلونيم: "الحرب كأسلوب حياة، وقاعدة الحياة في ظل بوتين".
وقال بوتين، في خطابه، إن الجنود العائدون من الحرب سيحصلون على مزايا في التعليم والتوظيف والخدمة الحكومية.
الخسائر البشرية
وعلى الرغم من أن بوتين لم يخصص وقتا لمسألة الخسائر البشرية، إلا أن المسؤولين الغربيين، بمن فيهم وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكين، قدّروا عدد القتلى والجرحى من الجنود الروس في أوكرانيا بأكثر من 200 ألف.
كما لم يناقش سير الحرب ولم يشر إلى الانتكاسات التي واجهتها روسيا في ساحة المعركة، بما فيها انسحابها في نوفمبر/ تشرين الثاني الماضي من مدينة خيرسون الأوكرانية.
وهذه المدينة هي العاصمة الإقليمية الوحيدة التي احتلتها موسكو بعد الغزو، وعاصمة إحدى المناطق الأوكرانية الأربع التي ادعت روسيا أنها ضمتها في سبتمبر/ أيلول الماضي
علاج نفسي
وفي خضم أشد حملة قمع ضد المعارضة في روسيا منذ عهد ستالين (1922-1953)، أكد بوتين أن "حقوق وحريات مواطنينا مصونة ومضمونة بالدستور، وعلى الرغم من كل التحديات والتهديدات الخارجية، فإننا لن نقيدها".
ومنتقدا، اعتبر الخبير السياسي كيريل شامييف على "تويتر" أن "خطاب بوتين يشبه جلسة علاج نفسي مجانية ضخمة.. كل شيء على ما يرام ودافئ ولطيف وناجح. أغمض عينيك وآمن بنفسك ".