محلل صهيوني: خطة إعادة توطين الغزيين أكبر عملية إلهاء سياسي في التاريخ

profile
  • clock 11 فبراير 2025, 3:30:18 م
  • تم نسخ عنوان المقال إلى الحافظة
Slide 01

المحلل السياسي يوسي هدار - معاريف

مع مرور الساعات بعد قنبلة البيت الأبيض التي أعلن فيها الرئيس دونالد ترامب السيطرة الأمريكية على غزة؛ "هي ستكون لنا"، وكرر أنه سيتوجب إخراج كل الغزيين ونقلهم إلى مكان "أجمل"، منذ ذلك الوقت، تزداد وتزدهر بورصة أسماء الدول التي يمكن أن تستقبل الفلسطينيين.

وإلى جانب الأردن ومصر اللّتين ذكرهما ترامب، تبرز أسماء دول كألبانيا وبونتلاند وصومالاند. ولمَ لا؟ لو سألت الغزيين أنفسهم، فإن قسماً منهم سيضحك في وجه ترامب، أو سيقول: "تفضل، إذا كان الأمر إعادة توطين [Relocation]، فلما لا يكون في السويد أو إنكلترا أو كندا؟".

في إسرائيل، على الرغم من الوقع الفظ لكلمة ترانسفير، فإنه ليس هناك مَن يعارض فكرة خروج غزة مرة واحدة وإلى الأبد من حياتنا، وخصوصاً بعد 7 أكتوبر، فالإسرائيليون بعد "المذبحة" غاضبون ويعتقدون أن على الفلسطينيين أن يدفعوا ثمناً غالياً، وهم يريدون أن يختفي الفلسطينيون في الضفة الغربية أيضاً.

لكن يبدو أن البالون الكبير الذي أطلقه ترامب في الهواء هو بالون اختبار لا أكثر؛ بالون تهديد كبير في محاولة لإسقاط حكم "حماس" في غزة من دون قتال. وليست هناك نية حقيقة لتهجير جماعي لقرابة مليوني إنسان.

لقد وضع ترامب ثمناً غالياً على أمل أن تغادر "حماس" طوعاً قطاع غزة، ويمكن افتراض أن هذا مجرد اقتراح أولي، وخطوة استهلالية، من تصريحات مستشاري الرئيس أيضاً، وإذا كانت لا تعجب الدول العربية، فإن هذه الدول مدعوة إلى تقديم حلها لنزع سلاح غزة.

بالنسبة إلى إسرائيل، فإن النية بعدم السماح لـ "حماس" بالاستمرار في السيطرة على غزة هو أمر مرغوب فيه، وخصوصاً بعد فشل نتنياهو في هذه المهمة، وبقيت "حماس" في السلطة في نهاية 15 شهراً من القتال. يبدو أن هناك مَن عليه أن يبتلع "النصر المطلق".

مع كل الاحترام لفكرة إعادة توطين الغزيين، فإننا نتساءل: ما الذي تم التوصل إليه فعلاً في الاجتماع بين ترامب ورئيس الحكومة نتنياهو وما دلالاته؟ باختصار، في نهاية المطاف، ترامب فرض على نتنياهو عدم تجدد الحرب، والاستمرار في صفقة تحرير المخطوفين، وعلى الهامش، من غير المعقول أن يصر رئيس أمريكي على رئيس حكومة إسرائيلي من أجل تحرير مخطوفين إسرائيليين.

لقد استبعد ترامب بصورة قاطعة قيام مستوطنات إسرائيلية في غزة استناداً إلى الرؤية المسيانية لسموتريتش وبن غفير، ولمّح إلى رغبته في التقدم بسرعة في الموضوع السعودي، وأوضح أنه يفضل حتى الآن الحل الدبلوماسي مع إيران على استخدام القوة.

ظاهرياً، ربما يبدو الأمر مخيباً لآمال نتنياهو، لكن لا تقلقوا؛ فقد عمل ترامب على تشكيل أجواء ترحيبية لرئيس الحكومة، وزوده بإنجاز افتراضي بعيد المدى من أجل المحافظة على ائتلافه، والمقصود هنا دواء وهمي لحكومة مصابة بأوهام سموتريتش وبن غفير، وعن طريق إعادة توطين الغزيين، يستطيع نتنياهو أن يسوق الفكرة إلى شركائه من اليمين المتطرف. إنها أحلام في الهواء، والمقصود هو الائتلاف. وبمساعدة الخطة الكبرى بالسيطرة الأمريكية على غزة ونقل كل سكان القطاع من هناك، وهي خطة فرص تحقيقها أقل ما يقال عنها ضئيلة، فإن نتنياهو يستطيع أن يكسب مزيداً من الوقت.

إن الشخص الذي لا يهمه سوى منصبه، ويكمن في رأس أولوياته بقاؤه السياسي، يمكنه أن يقوي الائتلاف، وفي غضون ذلك، فسيقبل سموتريتش وبن غفير بسرعة بالبضاعة الفاسدة؛ فالأول سيبقى في الحكومة، والثاني سيعود إلى حضنها، والثلاثة سيتمسكون بهذه الكذبة وينقلونها إلى القاعدة حتى الأزمة المقبلة.

وفوق كل هذه القذارة السياسية، هناك مسألة تحرير الرهائن؛ في الأمس، رأينا مشاهد مخيفة وفظيعة مع عودة أوهاد بن عامي وإيلي شرعابي وأور ليفي هياكل عظمية متحركة، الأمر الذي أكد مدى أهمية إعادة الكل في أسرع وقت ممكن. يجب إعادة هؤلاء الأشخاص الذين جرى التخلي عنهم مرتين: مرة في 7 أكتوبر، وبعدها في تفخيخ صفقة تحريرهم.

تعود الصور المثيرة للغضب التي تبدو فيها "حماس" تسيطر على غزة لتؤكد مع الأسف فشل نتنياهو المطلق في إدارة الحرب، ونأمل الآن من ترامب ووايتكوف أن يفرضا عليه مواصلة تحرير الأسرى، وبعدها يضمن الجيش الإسرائيلي التخلص نهائياً من "وحوش" "حماس" حتى آخر واحد منها.


هام : هذا المقال يعبر فقط عن رأي الكاتب ولا يعبر عن رأي فريق التحرير
التعليقات (0)