- ℃ 11 تركيا
- 21 نوفمبر 2024
محمد الشرفي يكتب: الدراما اليمنيه
محمد الشرفي يكتب: الدراما اليمنيه
- 10 أبريل 2023, 12:32:10 م
- تم نسخ عنوان المقال إلى الحافظة
الدراما هي نوع من انواع التعبير الأدبي الذي يؤدى تمثيلا في المسرح أو السينما أو التلفزيون أو الإذاعة، وقد أُخذت الكلمة من مصطلح في اللغة الإغريقية القديمة بمعني "العمل"، وتأتي أيضاً بمعنى التناقض حيث إنها كلمة مشتقة من عدة أسماء لكُتَّاب وفلاسفة مشهورين، حيث يجتمع في هذا النوع من التمثيل خليط من الضحك والجد والواقع والخوف والحزن
وكلمة دراما تعني العمل او الحدث وهي ان تٌحدث شيء ما في المتلقي ويجب ان يكون التاثير من ثلاثه جوانب
الاول هو إحداث تأثير في التفكيرعندالجمهورالمتلقي وكذلك إحداث تأثير في المشاعر ثم تأثير في السلوك، وبدون هذه التأثيرات لا يمكن ان نطلق عليها اسم دراما.
وللدراما ثلاثه انواع (تراجيدي) و(كوميدي) و(تراجي كوميدي)
وكانت بدايات الدراما في العصورالقديمه، حيث تعتبر هي فن الوصف سواء بحركات الجسد او بالقول وقد سميت قديما (الاساطير) وتسمى في عصرنا الحاضر (الافلام او المسلسلات)
وبعد ظهور الاسلام ونزول القران رأينا فيه القصص والاخبار والسرد وكذلك تقنية القطع والوصل والاختصار والايجاز وكلها ادوات وعناصر تَبني الدراما بناءً صحيحاً.
وكذلك النصيحة والإرشاد حيث القوة الكامنة في القران و التأثير على النفس البشرية،
وللدراما ايضا توجيه وتربية ومنهجيّة بل تأخُذ بمجامع النفس البشرية وتجعلها تقتدى بما رأتَه
والدراما بانواعها هي أقوى من النصيحة المُباشرة متى ما تطوّرت وأصبحت ذات أسلوب مُؤثّر في الكيان الإنسانيّ.
وكما هي الدول في تنافسها الاعلامي فقد خاضت اليمن سباق التجربة الدراميه منذ ستينات القرن الماضي ولكن للاسف ضلت تراوح في مكانها فلم تحضى بما حضيت به الدول الاخرى من تطور في الدراما، وقد ركزت في السنوات الاخيرة على قسم الكوميديا واحيانا الترجي كوميديا في محاولة لإضحاك الجمهور اليمني والتخفيف عنه من معاناة الحزن الدائم الذي يعيشه بسبب الحروب المتكررة.
والاتجاه الى الكوميديا شيء جميل وكل منا لديه الاستعداد للضحك اذا شاهد او سمع ما يجعله يضحك الا ان الكوميديان اليمني يفتقد اهم ميزة من مزايا الكوميديا.
وهي ان صاحب الفكاهة يجب ان يكون لدية رؤية عميقة ومعرفة للدخول الى النفس الانسانية بشكل يجعله يتغلغل داخل هذا الانسان ويعزف على وتر الاضحاك لديه.
الكوميديا فن يحتاج الى موهبة والموهبة تحتاج الى تدريب وصقل وثقافه تجعل من صاحب الفكاهة انساناً نافعاً ومثيراً للدهشه ومحرضاً للعمل المثمر وهذا ما يفتقده اليمنيون الصاعدون الى فضاء الدراما فلا حكومة تتلقى هذه المواهب وتعمل على صقلها ولا رجال اعمال يستثمرون فيهم ويخرجون منهم نجوما تسطع في عالم الفن مما ينعكس على رقي اليمن والانسان اليمني والذي بات واضحاً في محاولات متكررة للخروج في كل عام بدراما ترفع من نجم اليمن في سماء نجوم الدراما العربيه ولكن دون جدوى.
فهاهي تطل علينا هذا العام مجموعه من المسلسلات اليمنيه دون اي تحسين في المحتوى مع تحسن بسيط وضئيل في الانتاج والتصوير فقط ولا يزال الإرتجال سيد الساحه ولا تزال ملابس الانسان اليمني غير مرتبه وغير متناسقه في الالوان وكأن هذا الامر لا يعني المنتجين والمخرجين.
ولقد تعودنا ان تكون الصورة السينمائية اجمل بكثير من الواقع اما في الدراما اليمنيه فقد تراجع الى الخلف واظهروا الانسان اليمني بصورة لا تليق به ولا بحضارته ومجده بل ان الانسان اليمني على ارض الواقع مرتب الهندام ومتناسق الالوان اكثر بكثير من شاشاتهم المزورة
اعود واخاطب المواهب الموجوده على الساحه او التي لم تظهر بعد فاقول لكم يجب ان نفهم البساطة فاذا فهمنا البساطة فهمنا الكوميديا لان البساطة لا تعني السطحية بل انها تعني تواضع العارف بالنفس الانسانية وبما يتفاعل فيها وبما يحركها من ميول وغرائز وافكار اما السطحية فهي توافه الامور ولوضحك عليها الانسان مرة لم يضحك مرة اخرى وعليكم بخفض الصوت فان الصوت العالي ليس من اساليب السينما ولا يتفاعل الانسان بمشاعره مع الصوت العالي.
يريحنا وجه الانسان الضاحك المبتسم دائما ولا يريحنا وجهه العابس المكتئب ولذلك كانت الابتسامة بابا رائعا للدخول الى قلوب الاخرين والكوميديا هي قطار سريع للدخول من هذا الباب ولكن يجب الابتعاد عن السطحية ويجب التغلغل في النفس الانسانية عند كتابة النص والابتعاد عن الارتجال فان الامر امانه بين ايدكم والكميديان يحمل امانه كبيرة في التأثير على تفكير الناس ومشاعرهم وسلوكهم لان الفكاهة تبني نوعاً من الجسور ونوعاً من الثقه لانها تصل الى القلب وتغذي الروح وتنقيها من كدرها ومتاعبها، ولو تتبعنا اقوال الشعراء والحكماء في شتى بقاع الارض لوجدنا ان الفكاهة بعضاً من اساليبهم وجزء من فهمهم الشامل للحياة.