محمد عبدالقدوس يكتب : أنا متمرد داخل جلباب أبي!

profile
  • clock 13 أغسطس 2022, 8:52:25 ص
  • تم نسخ عنوان المقال إلى الحافظة
Slide 01

لا شك إنها ستكون مفاجأة عندما أقول لحضرتك أنني شخصيا أفتخر بأنني أعيش في جلباب أبي "إحسان عبدالقدوس" حتى هذه اللحظة ، عشت مع والدي بعد أن تزوجت وأنجبت ، والغريب أنه بعد وفاته ما زلت أعيش في جلباب أبي .. بيته الذي أعيش فيه كما تركه بالضبط ، رفضت وضع إسمي على الباب الخارجي لمنزلنا ليظل إسم "إحسان عبدالقدوس" وحده هناك ، هذا منزل أبي وليس بيت "محمد عبدالقدوس" ، وسأظل أعيش داخل جلباب أبي حتى اللحظة الأخيرة من عمري .

وعلاقتي بوالدي كانت من طراز عجيب ، فقد كان يشجعني على تكوين شخصيتي المتميزة ، وهكذا تمردت عليه ، لكن من داخل جلبابه !! 
ولم يعترض أبدا رحمه الله على اتجاهي الإسلامي ، فهو عاشق للحرية ، مخلص لها ، ولذلك ترك لنا أنا وشقيقي "أحمد" حرية إختيار طريقنا .. وهل يعقل أن يكون "إحسان عبدالقدوس" الكاتب مختلفا عن الأب داخل بيته ، ينادي بالحرية في كتاباته ، ثم يرفض تطبيقها على أولاده !!

أبي لم يكن كذلك .. هناك تطابق متكامل بين أقواله وأفعاله ، ولذلك كان تمردي عليه سلميا ، ولم يقع بيننا صدام قط ، مع العلم أنني كنت أعيش معه في بيت واحد .. علاقتي بأبي كانت ممتازة رغم إختلاف أفكارنا .. وساعد على ذلك أنني وضعته دائماً في مقام سام .. إنه أبي .. نعم كانت بيننا دائماً مناقشات ، وكنت أختلف معه ، لكن في حدود الأدب والإحترام الواجب له كأب .. 
وكثيراً ما يسألني الناس : 
ما رأيك باعتبارك كاتبا إسلاميا في أدب "إحسان عبدالقدوس" ؟؟ 
سؤال سخيف بالطبع !! 
هذا الأديب هو أبي .. أنه حبي الكبير .. فكيف تتصورون أن أنظر إليه بحياد ؟؟ 
آسف يا سادة .. أنا منحاز إليه قلباً وقالباً ، ولذلك لا أسمح أبدا أن يتحدث أحد أمامي برأي سلبي في كتابات أبي .. هل ترون أني متطرف في هذا الموقف ؟؟ 
أنا موافق على ذلك !!

الحب "الأعمى" أراه مطلوباً في مثل هذه الأحوال وهو هنا قمة "البصر" والبصيرة .


هام : هذا المقال يعبر فقط عن رأي الكاتب ولا يعبر عن رأي فريق التحرير
كلمات دليلية
التعليقات (0)