محمد عبدالقدوس يكتب : عقلية الهزيمة

profile
  • clock 3 يونيو 2021, 2:43:44 م
  • eye 1804
  • تم نسخ عنوان المقال إلى الحافظة
Slide 01

كارثة يونيو من عام 1967 لم تكن مجرد نكسة، بل كانت هزيمة ثقيلة أدت إلى تغيير الشرق الأوسط بالكامل، وأفقدت المصريين والعرب أراضي واسعة، وقد نجحنا في إسترداد شبه جزيرة سيناء بثمن باهظ عقب حرب أكتوبر، وماتزال أراضي واسعة خاضعة للإحتلال الصهيوني وعلى رأسها القدس المحتلة ومكانتها كبيرة عند المؤمنين من كافة الأديان السماوية. والمصيبة التي حلت بنا بسببها أن العقلية التي كانت تحكمنا كان بها خلل أساسي، فهي قائمة بالدرجة الأولى على حكم الفرد وبالروح والدم نفديك يا ريس، فهو الزعيم الملهم المنقذ وله سلطات هائلة ولا يخضع لأي رقابة ولا محاسبة، وهو المتحكم في كل أجهزة الدولة الأخرى، وإنسى أي كلام عن حرية الصحافة، والسجون مليئة بسجناء الرأي من شتى الاتجاهات، وهناك انتهاكات صارخة لحقوق الإنسان. والقوات المسلحة لم تعد مقتصرة على هدفها الأساسي ويتمثل في الدفاع عن الوطن، بل زحف كبار الضباط على المجتمع المدني، ورأينا العديد منهم في مراكز قيادية بالقطاع العام الذي نشأ أساساً بعد تأميم مئات من الشركات الكبرى التابعة للقطاع الخاص، بل رأينا الجيش وصل إلى الكورة!! حيث أقام معسكر تأهيل وتدريب للنادي الأهلي عام 1965 بعدما تدهورت أحواله وساءت نتائج فريقه، وكان ذلك بتعليمات من المشير عبدالحكيم عامر قائد الجيش وقتها. وما أشبه الليلة بالبارحة، رغم مرور أكثر من نصف قرن، على البلوى الكبرى نجد أن عقلية الهزيمة عادت بقوة لتحكمنا من جديد بالرئيس المنقذ ولا يسئل عما يفعل وله سلطات هائلة، وانتهاكات حقوق الإنسان، والجيش الذي زحف على الحياة المدنية وأصبحت له السيطرة على المرافق الأساسية .. وصدق أو لا تصدق حتى في الكورة تجده هناك .. عجائب!! 


التعليقات (0)