محمد عبدالقدوس يكتب : يوم لا انساه

profile
  • clock 25 مايو 2021, 4:24:46 م
  • eye 830
  • تم نسخ عنوان المقال إلى الحافظة
Slide 01

(مفيد فوزي: أفلت من موت محقق!)


الإعلامي اللامع "مفيد فوزي" له تاريخ حافل وطويل جدا مع الصحافة والإعلام يزيد عن ستين عاما.

 وعندما سألته عن يوم لا ينساه في حياته كنت أتوقع منه بالطبع أن يحدثني عن واقعة أو حكاية حدثت له مع أحد المشاهير ولكنه فاجئني بالقول: 

اليوم الذي لا أنساه عندما أفلت من موت محقق! وكان ذلك قبل 59 سنة أو عام 1962 تحديداً.


ويشرح ما يعنيه قائلا:


كان والدك إحسان عبدالقدوس رحمه الله أيامها رئيساً لمجلس إدارة روزاليوسف،

 وجاءتني دعوة من شركة مصر للطيران لعمل تحقيقات صحفية لمجلة صباح الخير عن الشركة والطيارين ومساعديه وأطقم الضيافة،

 ومن خلال رحلة إلى طوكيو ومعي الرسام الشهير "رجائي"!

 وسافرنا بالفعل إلى العاصمة اليابانية وكتبت بالإضافة إلى ذلك تحقيقاً مطولاً عن عادات أهل اليابان وسر تقدمهم الصناعي الكبير.
وبعد قضاء رحلة ممتعة حانت لحظة العودة، كانت الطائرة ستهبط في "هونج كونج" ثم تكمل رحلتها إلى القاهرة!

وإقترحت على صديقي الرسام أن نمكث عدة أيام هناك لزيارة تلك المدينة الجميلة 

إلا أن صاحبي أعترض قائلا أنه يريد العودة إلى القاهرة فوراً ويكفي أن ننزل ترانزيت في هونج كونج. 

وبعد أخذ ورد تغلب رأيي خاصة وأن إقامتنا هناك ستكون أيضاً على حساب شركة مصر للطيران.
وانطلقت بنا الطائرة إلى تلك المدينة الجميلة، وخلال رحلة الطيران أجريت حوارات صحفية مع الكابتن ومساعده والمضيفة وأتذكرها جيداً وكان أسمها "عايدة خالد"..

 إنسانة جميلة بالفعل ونموذج رائع للمرأة المصرية.
وبعد هبوطنا ذهبنا إلى إحدى الفنادق، وبعدها إلى منزل رئيس شركة مصر للطيران بالمدينة

وهناك علمنا بالخبر المفجع وهي سقوط الطائرة التي كنا نستقلها وهي في طريقها إلى القاهرة بعدما اصطدمت 

بأحد الجبال وقتل كل من فيها وتذكرت على الفور " الكابتن" والمضيفة الجميلة 

"عايدة خالد" الذين أقتربت منهم كثيرا خلال الرحلة إلى هونج كونج وكانوا من بين القتلى وربنا يرحمهم!
وبعد هذا الخبر المزعج أيقنت أنا وزميلي أن الله عز وجل كتب لنا برحمته عمراً جديداً،

ولو كنا قد أكملنا رحلتنا إلى بلدنا لكنا الآن في عداد الموتى من 59 سنة!!

التعليقات (0)