محمد عبد القدوس يكتب : مفاجأة.. قاسم أمين محرر المرأة .. زوجته محجبة

profile
  • clock 24 أكتوبر 2021, 2:24:03 م
  • eye 669
  • تم نسخ عنوان المقال إلى الحافظة
Slide 01


أراهن أن عنوان مقالي هذا أصابك بالدهشة، ورأيته يدخل في دنيا العجائب .. وإذا سألتني: هل يعقل أن تكون زوجة محرر المرأة محجبة؟؟ وصدق عليه المثل الشعبي الذي يقول: "باب النجار مخلع"! 
وقبل الرد على هذا التساؤل الذي يظلم الرجل ظلما شديداً أقدم لك مفاجأة جديدة وتتمثل في أن "قاسم أمين" يمت لأسرتنا بصلة قرابة!! 
حفيده واسمه "قاسم أمين" أيضاً تزوج من جدتي العظيمة السيدة "روزاليوسف" أواخر الثلاثينات من القرن العشرين وظلت معه ما يقرب من عشرين عاما حتى توفاها الله عام ١٩٥٨م، ولم ينجب منها. 


والجدير بالذكر أن أولى أزواج جدتي الجميلة كان الفنان "محمد عبدالقدوس" وقد أنجب منها حبيبي أبي عام ١٩١٩م الذي أشتهر بين أسرته والمقربين منه باسم "سانو". 


ولكن هذا الزواج لم يدم طويلاً، وبعد طلاقها تزوجت من الفنان "زكي طليمات" وأنجب منها عمتي "آمال طليمات" واشتهرت باسم "ميمي" وقد مد الله في عمرها وتوفيت عام ٢٠١٨م بعدما تجاوزت التسعين من عمرها. 
وبعد طلاق جدتي للمرة الثانية، كانت "التالتة تابتة" بالتعبير العامي بزواجها من "قاسم أمين" .


وأعود إلى موضوعي الأصلي وأقول مؤكداً أن محرر المرأة تعرض لظلم شديد جداً، قدمه البعض على أنه يدعو إلى تحرير المرأة المصرية على الطريقة الأوروبية، وشاع هذا القول للأسف مع أنه كان يدعو فقط إلى تحرير الإسلام في مصر من كل التقاليد البالية التي لصقت به من جراء فترة الحكم المملوكي التركي التي إستمرت ما يقرب من أربعة قرون، وهي فترة مظلمة في تاريخنا أدت إلى سيطرة عقلية "سي السيد" وتراجع مكانة المرأة وحقوقها. 


وتأكيداً لكلامي فهناك مبارزة صحفية مشهورة خاضها "قاسم أمين" مع الفرنسي "دوق داكور" الذي أصدر عام ١٨٩٣ كتاب عنوانه "مصر والمصريون", تناول فيه حياة المجتمع المصري إبان الحكم المملوكي التركي، ورأيناه يبسط قلمه  بالأذى ويرسم صورة قاتمة للشعب المصري كله ويخص المرأة بمزيد من التجريح والإهانة ويرجع ذلك إلى طبيعة الإسلام ذاته، الذي يرفض الرقي والحضارة!! 


وسارع "قاسم أمين" رحمه الله بالدفاع عن دينه وأمته وكانت وسيلته في ذلك إصدار كتاب بالفرنسية شرح فيه حقوق المرأة في الإسلام وما كفله الدين لها من كرامة أدبية ومادية وأخلاقية، ودعى إلى تحرير المرأة من التقاليد والنقاب الذي يضرب وجهها، وقال أنه لم ينتشر إلا مع عصور التخلف!! 
وقام بتعداد حقوقها كما ورد في الإسلام الصحيح بعيداً عن التقاليد والخرافات، ومن هنا تبوأ مكانته كمحرر للمرأة. 


والخلاصة أن "قاسم أمين" دافع عن الإسلام في وجه المتعصبين ضده من المستشرقين والخواجات، ومن ناحية أخرى شن حرب شعواء على كل ما يسئ إلى هذا الدين من بدع وعادات وخرافات ما أنزل الله بها من سلطان، وهو منها براء وإعتبارها من الإسلام أمر يدخل في دنيا العجائب!!

التعليقات (0)