محمد قدري حلاوة يكتب القضية

profile
محمد قدري حلاوة قاص واديب مصري
  • clock 11 أبريل 2021, 12:36:13 ص
  • eye 1052
  • تم نسخ عنوان المقال إلى الحافظة
Slide 01

( القضية)


( ١)

الإثنين السابع من أكتوبر عام ١٩٨٥..كان اليوم الأول للإلتحاق بالدراسة الجامعية طالبا بكلية التجارة " جامعة عين شمس".. منذ أن أنتظمت في الدراسة لم أشعر يوما بالإنتماء لمجتمع الدراسة الجامعية.. بدا لي زحاما وضجيجا ومهرجانا مبهرجا زاعقا.. كنت قد ودعت عالم المدرسة الحميم بذكرياته وطقوسه وشخوصه منذ بضعة شهور فقط.. عالم كنت أعرف أبعاده وحدوده وحتى جدرانه.. هناك في كل ركن ذكرى وطيوف تثير الحنين والشوق والضحكات أحيانا.. في تلك المساحة من المكان والزمان تشكل عالمي الصغير وتفتح الوعي والمدارك..ذكريات الصحبة ومشاعر الحب الوليدة وخفقان القلب.. الغيرة والغضب وأحزان البعد والفراق.. الطيش والنزق وتمرد الصبا ومغامراته الجريئة.. طابور الصباح وتحية العلم والإذاعة المدرسية.. الزي الموحد القميص " السماوي" و " البنطال" أو " الجوب" الرمادي للأولاد والبنات.. شرائط " محمد منير" و " على الحجار" التي نستعيرها ولا نعيدها أبدا.. مباريات الكرة ومسرح المدرسة _ نعم كان بالمدرسة ملعب ومسرح _.." نط السور" و" التزويغ" للجلوس على المقهى ودخول السينما لمشاهدة أفلام " عادل إمام " و" أحمد زكي " و" جون ترافولتا".. جرس " الحصة" و "الفسحة" و الإنصراف ( المرواح).. السجائر" الفرط" " نيفرتيتي" و " السوبر" و " فلوريدا" و " كليوباترا".. " الشلة" وقواعد الإنضمام إليها ومعايير الإستمرار فيها وتراتيبية التأثير والمكانة.. " الجدعنة " و" الرجولة" وحلاقة اللحية والشارب كي ينموان.." الخناقات" لتأكيد المكانة والسطوة والسيطرة.. هي الصحبة والصداقات التي كانت ودامت وإستمرت رغم إفتراق السبل وتغير الظروف وملامح الوجوه وتقلبات الأحداث.. عندما نلتقي نعود صغارا.. نسترجع رنين الضحكات البريئة النابعة من قلوب غضة نفضت تراكمات السنون والعثرات.. تختفي الفوارق والألقاب ومساحيق الوجوه المشوهة للملامح والتي تراكمت في مسيرة وطقوس زمننا المعاصر.. " فاكر يوم لما كنا....." جملة وحدث وذكري نستعيدها كل حين وآن وتنطلق الضحكات الصافية رغم أنها مكرورة مستدعاة عشرات المرات.. نعود للحظات الحدث الأولى.. لفوران المشاعر الوليدة.. نستعيد الزمان والمكان والنبض والوجوه البكر والملمس والرائحة.. كأن يد القدر قد ألقت بنا أربعون عاما إلى الوراء وتركتنا منسيين هناك في صبوة العمر ورحيقه وطهر الأحاسيس وبواكير المعنى وقطوف أزهار العمر بعبقها النفاذ الحميم..

كيف تخلف كل ذلك وراءك ولا تأسي عليه؟.. تختلط مشاعر حب الأصحاب والأصدقاء مع مشاعر حب النفس والذات.. ترى هل نحبهم لذواتهم وشخوصهم النبيلة أم أننا نحبهم لأننا نستعيد في صحبتهم ذواتنا وذكرياتنا وأيامنا ومشاعرنا البكر؟.. سؤال ينبغي تجاهله.. تكفى لحظات الحب والود.. في الحب لا تطرح الأسئلة.. بداية التساؤلات في المشاعر  هي مفتتح نهايتها..

(٢)

كانت ذات صداقات " المدرسة" هي نفسها صداقات " الكلية".. لم يزد عليها سوي قليلا من الأسماء لا أتذكر فيهم سوي صديقي " محمد" _ نسيت إسمه بالكامل _.. كنا لا نلتقي سوي أيام الإمتحانات لتبادل المذكرات و " الملازم" ومراجعة إجابات الإمتحانات.. وصديقي الآخر " راضي عبد الحميد"  وكان شابا مكافحا كادحا يعمل في محل" بقالة" بالإضافة إلى، الدراسة.. كان لا يكاد يغير " طقم" الملابس التي يرتديها صيفا وشتاء وإن أمتازت دوما بالنظافة والبهاء..بدأت أعي تلك الفوارق الطبقية التي يتحدثون عنها.. كلما تلفت حولي وجدت مجموعة من الشباب يرتدون الملابس الفاخرة وقد تزينت أصابعهم وصدورهم ومعاصمهم بلمعان وبريق الذهب.. شاهدت سيارات "المرسيدس " و " البي إم دبليو" واقفة في حرم " الكلية" والطلبة والطالبات يجلسون عليها ضاحكين بينما أصوات مسجل السيارة ترتفع بأغاني " مايكل جاكسون" و " المودرن توكينج".. كنت عندما أتلفت برأسي للناحية الأخرى لأرى " راضي" جالسا في صمت يلتهم " ساندوتشين" من " الكبدة " من " كافتيريا لاباس " بعشرة قروش أشعر بالفارق.. ذلك الفارق الذي كان لا يمكن أن تلمحه أبدا في مجتمع " المدرسة".. كان موجودا بالطبع لكنه متواري خجلا لا سفور له ولا مكان أو مجال فيه.. ربما تكون تلك هي الميزة الوحيدة للزي الموحد.. كان المتفاخر بيننا منبوذا مكروها متروكا ليمارس عنجهيته وغروره مع ظله وإن كان الأمر لا يعدم إلتفاف بعض المتملقين حوله..

كان " راضي " ذو إهتمامات ثقافية وسياسية.. لم يمنعه إنشغاله ودأبه عن القراءة وإبداء الرأي والمشاركة أحيانا في فاعليات معرض الكتاب وندواته والتظاهر أيضا.. كان يقرأ أي شئ يقع تحت يديه حتى تلك الورقة المحتوية " لسندوتشات الكبدة".. كان يسخر أحيانا عندما يجدها إجابة خاطئة من طالب عابث... ويحزن حينا أَآخر حينما يجد صفحة من كتاب مفكر أو مؤرخ أو فيلسوف ليبتسم إبتسامة ساخرة مرددا عبارة " عادل إمام" قائلا : " العلم لا يكيل بالبتنجان" ملتهما قطعة من " المخلل" ليظل بعدها شاخصا ببصره إلى الفضاء.. لعله يتسائل عن الحكمة وربما يستعين بمزيدا من الصبر مستمدا عزيمته آملا في أن يكون له نصيبا من إسمه..

(٣)

كنت قد لاحظت إجراءات أمنية مبالغ فيها تحيط بشارع " الخليفة المأمون" كله والذي تقع فيه غالبية كليات الجامعة.. وكان المرء لا يحتاج لكثير فطنة ليستنتج أن تلك الإجراءات قد ترافقت مع الحدث الجلل الذي حدث قبل دخولي الكلية بيومين فقط (٥ أكتوبر).. جندى مصري من قوات حرس الحدود إسمه "سليمان خاطر" قتل وأصاب سبعة إسرائليين حاولوا الصعود إلى نقطة مراقبة " رأس برقة" فى " جنوب سيناء" ولم يستجيبوا لصرخات " سليمان" لهم بمنعهم ولا لطلقاته التحذيرية.. كانت الإذاعة البريطانية " البي بي سي" هي أول من علمت منها الخبر ( بصوت معلقها المميز محمد الأزرق).. وتابعت تطورات الأحداث بعدها في  إذاعات " مونت كارلو" و " ليبيا " وحتى" الإذاعة الإسرائيلية" ( كانت تلك مصادر الأنباء في زماننا فلم يكن البث الفضائي وغزو القنوات الإخبارية قد بدأ بعد).. 

الصحافة المصرية تجاهلت الخبر ونشرته في زاوية منزوية" بالبنط الصغير ".. الصحيفة الوحيدة التي تناولت الخبر بتوسع هي جريدة " الوفد" ( حينما كانت معارضة زمان مصطفى شردي).. كانت جريدتي" الشعب " و" الأهالي " لم تصدر بعد.. وكان الحصول على أعدادها في الأحداث الجسام مغامرة غير مأمونة العواقب فضلا عن المصادرة الأمنية..

عندما تعرفت على " راضي" كانت الأحداث ما تزال في قمة سخونتها.. وكان إتجاه الإعلام الرسمي حينها أنه حادث إرهابي قام فيه " سليمان " بقتل نساء وأطفال عزل.. كان " لراضي" رؤية مغايرة تماما قال لي بحماس : " سليمان إبن جيلنا.. أكبر منا بست سنين بس ( سليمان خاطر مواليد ١٩٦١).. سليمان زينا ومننا...كان بيغني" والله زمان ياسلاحي " فى طابور الصبح زي ما كنا بنغنيه ( تغير النشيد الوطني بعد معاهدة السلام إلى بلادي.. بلادي.. لك حبي وفؤادي.. كما تغيرت أشياء كثيرة بعدها)... مفيش بيت في مصر مفيهوش جريح ولا شهيد.. سليمان ده بطل.. فلاح مصري من قرية أكياد بالشرقية.. في الريف أهالينا قالوا الأرض هيه العرض ". هناك يا صاحبي الناس واعيين إن الزرع مينفعش تنزعه من جذوره وإلا يموت.. وسليمان فلاح عارف وواعي النبتة تكبر إزاي وتموت إمتى.."..

كان " راضي" يتحدث بينما صوت مظاهرات حماسية تنطلق من الجانب المقابل ناحية كليات " الحقوق" و " العلوم" و " الآداب" وأغلق المسئولون أبواب الكلية خشية إنضمام الطلاب للمظاهرات.. بينما ترامت أنباء خروج المسيرات الحاشدة من كليات" الهندسة " و" الطب " و" الزراعة" وفي كافة جامعات مصر .. أسر لي" راضي" أنه ذاهب غدا للإنضمام لإحدى تلك المظاهرات.. بل وسيذهب لفاعليات وأمسيات نصرة " لسليمان" دعت إليها نقابتي " المحامين" و " الصحفيين". ثم ناولني شريط " كاسيت" فى حذر شديد كأنه يناولني بعضا من الممنوعات وقال لي " خد إسمع ده بس إوعي حد يشوفه معاك".. كان شريطا " للشيخ إمام" يشدو بصوته الفريد كلمات رفيق دربه " أحمد فؤاد نجم" "واه يا عبد الودود"..

(٤)

أحيل " سليمان" للمحاكمة العسكرية.. وحكم عليه بالأشغال الشاقة المؤبدة.. ( كان مما ورد في محضر التحقيقات عندما سأله المحقق عن دوافعه لقتل " السياح" _ هكذا روج للواقعة _ الإسرائيلين أجاب قائلا :" كنت على نقطة مرتفعة من الأرض، وأنا ماسك الخدمة ومعي السلاح شفت مجموعة من الأجانب ستات وعيال وتقريبا راجل وكانوا طالعين لابسين مايوهات منها بكيني ومنها عرى. فقلت لهم "ستوب نو باسينج "بالإنجليزية.. (ممنوع العبور) ماوقفوش خالص وعدوا الكشك، وأنا راجل واقف في خدمتي وأؤدي واجبي وفيه أجهزة ومعدات ما يصحش حد يشوفها والجبل من أصله ممنوع أي حد يطلع عليه سواء مصري أو أجنبي. دي منطقة ممنوعة وممنوع أي حد يتواجد فيها، وده أمر وإلا يبقى خلاص نسيب الحدود فاضية، وكل اللي تورينا جسمها نعديها" ثم أستطرد" سليمان :" أمّال أنتم قلتم ممنوع ليه .. قولوا لنا نسيبهم وإحنا نسيبهم". سأله المحقق: لماذا يا سليمان تصر علي تعمير سلاحك؟"..وفى بساطة أجاب" سليمان "لأن اللي يحب سلاحه يحب وطنه ودي حاجة معروفة واللي يهمل سلاحه يهمل وطنه..حينها سأله المحقق :" بماذا تبرر حفظ رقم سلاحك؟" أجاب " سليمان" بتلقائية :"لأني بحبه زى كلمة مصر تمام.").. 

أنتهت التحقيقات سريعا وحكم على" سليمان خاطر " بالأشغال الشاقة المؤبدة.. وتوارت قضيته في الصحافة الحكومية وظلت الصحافة الحزبية وصحف المعارضة تتابعها بإهتمام ملحوظ.. كان " راضي " قد بدأ يهمل دراسته في الكلية وعندما حدثته لائما إياه إلتفت إلى ولمعان غريب يطل من عينيه قائلا : " غسان كنفاني الله يرحمه قال عبارة جميلة قوي.. الإنسان في نهاية الأمر قضية.. لازم يبقى لك قضية يا محمد تؤمن بيها وتدافع عنها.. وتكون قضية حقيقية وعدو حقيقي..مش زي أفغانستان اللي عمالين يشغلوا دماغنا بيها ( كانت دعاوي الجهاد في أفغانستان ضد العدو السوفييتي منتشرة أيامها وميسرة أمامها كل السبل)".. وفجأة في السابع من يناير عام ١٩٨٦ إستيقظت مصر على بيان رسمي مقتضب يقول أن" سليمان خاطر إنتحر شنقا في محبسه بالسجن الحربي".. وكانت الرواية الرسمية متهافتة ومليئة بالثغرات.. وأدى ذلك إلى إشتعال مظاهرات كثيرة في كافة ربوع مصر.. كان المطلوب نهاية القضية " تقفيلها" بأي ثمن حتى لا تؤثر على مسار العلاقات المصرية _ الإسرائيلية.... 

أثناء إمتحانات " نصف العام" نهايات يناير ١٩٨٦ وبينما أغادر بوابة " كلية التجارة" كانت هناك مظاهرة مشتعلة خرجت من حرم" جامعة عين شمس " ضمت طلبة كليات" الحقوق" و " العلوم" و الآداب " وإمتلا شارع" الخليفة المأمون " بالمتظاهرين.

ترجلت مع أحد الأصدقاء إلى ميدان" العباسية " وقد فرضت قوات" الأمن المركزي " طوقا حولنا.. تاركة ممرا ضيقا موصلا للميدان.. بينما تقف فرق" الكاراتيه " مرتدية الملابس المدنية بصيحاتها الحماسية متأبهة للتدخل حال محاولة إقتحام المتظاهرين للميدان..

(٥)

علمت أن " راضي" قد إنضم للمظاهرات بعد نهاية الإمتحان.. وأخذ يردد الهتافات بحماس.. وألقى القبض عليه وظل معتقلا لفترة من الوقت.. إلي أن أفرج عنه مع مجموعة من الطلبة المقبوض عليهم.. وجدته كسيرا آسيفا.. حاولت أن أهون عليه.. لكنه كان ساهما شاردا كمن كبر ألف عام.. بعد حين عرفت أن والده قد لامه وعاتبه لوما شديدا على فعلته.. وذكره بإخوته الصغار وحالتهم المادية المتردية التي تجبر أفراد الأسرة على العمل ليل نهار لتدبير متطلبات الحياة.. وهدده بحرمانه من الدراسة.. بدأ " راضي" ينتظم ويجتهد في التحصيل وحضور المظاهرات.. وعندما داعبته ذات مرة قاذلا : " إيه أخبار كنفاني.. والقضية" رد  على بلطف يخالطه الجد " مفيش قضية أكبر دلوقتي من إنك تأكل لقمة عيش بالحلال وتربى أخواتك.. أبويا عنده حق.. هما نجحوا إنهم يربطونا في الجري ورا الرزق ومنفكرش ولا نهتم بحاجة تانية.. بس أنا عرفت وفهمت.. أكيد لما أخواتي يكبروا هأرجع راضي اللي بأحبه واللي أنت تعرفه.. شايف الشباب اللي هناك دول _ وأشار بيده لبعض الشباب اللاهي العابث _ دول قضيتهم إيه؟ هدفهم إيه؟.. مش عارف الفقر والعوزة هما اللي بيخلوا البني آدم عنده قضية ولا إيه؟.. ياترى لو كنت زيهم كنت هأفكر في حاجة تانية غير إني أمتع نفسي وأقضي شبابي؟ .. مش عارف يا محمد.. مش عارف بجد ".. وأعترف أنني عجزت عن الإجابة أيضا..

توارت قضية " سليمان خاطر" بعد حين يسير.. وفي الخامس والعشرين من فبراير ١٩٨٦ أندلعت أحداث تمرد قوات " الأمن المركزي".. نفس القوات التي كانت تواجه المتظاهرين وتشتبك معهم... تم القضاء على التمرد  في بضعة أيام.. وسط قلق الجميع من تأجيل إقامة بطولة " الأمم الأفريقية" فى مارس من نفس العام... إلا أنه في السابع من مارس تم إفتتاح البطولة التي أستمرت أسبوعين كاملين.. وحضر المباراة النهائية الرئيس الأسبق " حسني مبارك" وفازت مصر بالكأس.. وسط أجواء الفرحة والإحتفالات.. ونسي الجميع " سليمان خاطر" وقصته.. 

ليس بغريبا أن يتهم " سليمان" بقتل مدنيين عزل.. كما وجدنا من يتهم " سليمان" غيره من قبل بأنه " إرهابي" ( سليمان الحلبي)..عندما تنهار الثوابت وتتميع المواقف ويزيف التاريخ فلا عجب ولا إندهاش أن تصبح الحقائق متماهية ملتبسة.. والرؤي ضلالات غائمة.. والطريق كالمتاهة المضلة.. لا دليل فيه سوي مشاعل مضيئة لا يخمد سراجها.. تستضيئ وتضيئ من نبض قلوب وأرواح ضحت ووفت نذر الوطن..

(٦)

يعود إلى صديقي " راضي" متجسدا  شاخصا شحما ولحما كلما غامت الحياة وتماهت القضية.. حينما أدير شريط " كاسيت" " الشيخ إمام" يردد كلمات " نجم" :

"واه يا عبد الودود.. 

يا رابص ع الحدود.. 

و محافظ ع اللظام.. 

كيفك يا واد صحيح.. 

عسى الله تكون مليح.. 

و راجب للأمام.. 

أمك ع تدعي ليك.. 

و ع تسلم عليك.. 

و تجول بعد السلام.. 

خليك ددع لابوك.. 

ليجوا مين دابوك.. 

و يمصخوا الكلام.. 

واه يا عبد الودود.. 

ع أجولّك و انت خابر.. 

كل الجضية عاد.. 

ولسة دم خيك.. 

ما شرباش التراب.. 

حسك عينك تزحزح.. 

يدك عن الزناد.. 

خليك يا عبده راصد.. 

لساعة الحساب.. 

أن الأوان يا ولدي.. 

ما عاد الا المعاد.. 

تنفض الشركة واصل.. 

وينزاحوا الكلاب.. 

عايزني أكون أبوك.. 

بتديب لي ثار اخوك.. 

و الأهل يبلغوك.. 

دميعا السلام.. 

واه يا عبد الودود.. 

كيفك و كيف زمايلك.. 

عسى الله طيبين.. 

خالك زناتي داي لك.. 

ضمن المطوعين.. 

و اختك تطلع يوماتي.. 

ع المستشفى الجديمة.. 

حاكم ع يمرنوها ف العركة..

تكون حكيمة..

و محمدين موافي..

يتعلم المطافي..

ويجولك شد عزمك..

ويجولك العوافي..

ومن هنا الجرايب و العيلة و العيال..

ع يبلغوك سلامهم و لتمتة الردال..

و آخر الكلام نجولك في الختام..

الله يصون بلدنا..

و يحرص السلام..

والدك حسن محارب..

غفير برد الحمام.."

لم أرى" راضي " منذ ثلاثين عاما ونيف..لا أعلم هل واصل جهاده المقدس لكسب" لقمة العيش " الحلال؟.. وهل عاد ليدافع عن قضيته المقدسة؟.. أم صار ثريا لا يبالي سوي بمتع الحياة وبريقها؟. هل تجاوز  أم سقط في إختبار الأسئلة الحائرة؟.. وتعود أطياف" سليمان " و" نجم " و" الشيخ إمام تحلق في أرواحنا وتهبها لحظة يقين وإيمان.. و " كل اللي زرعوا في وادينا حكمة تضلل علينا"..فسلاما عليهم وعلى أرواحهم الطاهرة..

التعليقات (0)