- ℃ 11 تركيا
- 24 نوفمبر 2024
محمد كامل خضري يكتب : ورك ولاصدر
محمد كامل خضري يكتب : ورك ولاصدر
- 24 يونيو 2021, 12:07:56 م
- 925
- تم نسخ عنوان المقال إلى الحافظة
هذا هو السؤال التقليدى الذى نطرحه على أبنائنا مع وصول الفرخة المحمرة على الطبلية ساعة الغدا...ولأننا مازلنا فى "سبرنا"القديم بنفرق النوايب على الرغم من إن ربنا وسعها...
واحد يقولك ورك وواحد يقولك صدر وواحد يقولك أى حاجة مش فارقة وهنا تبدأ المشكلة مع هذا الأخير اللى مش فارقة معاه ...هذا الإبن أو هذه البنت حياتهم كلها بعد ذلك عندما يواجهون سؤال "إختيارى" ستجدهم يقفون نفس الموقف ...أى حاجة...تتغدوا بطاطس ولا كوسة...أى حاجة ...تشرب شاى بلبن ولا سادة أى حاجة ...تنام جنب الحيط وإلا على الحرف...أى حاجة...أجيب لك بطانية وألا كوفرتة تتغطى...أى حاجة...
تختار الإيد اليمين وألا الشمال...أى حاجة...
لازم تعلم عيالك أن يختاروا وألا يتركوا لغيرهم الإختيار حتى وإن لم يكن لديهم فروق بين الأشياء المختارة لكن يجب أن يكون قرار الإختيار قرارهم ...هذا من ألف باء تكوين الشخصية وممكن بعد ذلك وفى مراحل لاحقة أن يتعلموا أن يكون لديهم أسبابهم المقنعة والموضوعية لإختيارهم ...لكن أولا عليهم تفعيل إرادة الإختيار...
زمان كنا نقعد على الطبلية ويطلع نصيبى رقبة أو جناح أو كبدة أو حتة قونصه أو نسيلة من الصدر أو دبوس ...مع بونص رجل أورأس الفرخة أمصمصها...فهذا قضاء وقدر لإن الفرخة حتتقسم على ستة أو سبعة أنفار وربما أكثر...لكن عندما تكون لديك فرصة الإختيار فيجب أن تختار حتى لو خيرت بين نصفين متشابهين صورة طبق الأصل فعندما يعرض عليك مديرك أن تعمل مسائى أو صباحى لابد أن تختار ...ماينفعش تقول أى حاجة ...لو واحد صاحبك عازمك وقالك تاأكل إيه لحوم وألا طيور ...سمك وألا لحوم وعرض عليك هذه الإختيارات لازم تقول له إختيار ولاتنطق بأى حاجة هذه...
العيال بتكبر وترشح عريس للبنت أو عروسة للولد اللى قالك أى حاجة فى إختيار الورك والصدر هيغلبك ويقولك اللى تشوفه يا بابا أو اللى تشوفيه ياماما...فإنكما الآن تجنيان ثمرة عدم الوعى بالأمور البسيطة التى لها تأثير فى تكوين الشخصية...وبعدين يدعوا عليكم ويحملوكم سبب تعاستهم...ماأنتوا اللى إختارتوا !
الإختيار تحمل للمسئولية والدفاع عن الإختيار جزء غريزى فى البشر ...فالإنسان يدافع عن إختياراته ويحاول إنجاحها حتى لو كانت خاطئة ...
تعودت مع أبنائى أن نذهب لمحلات اللبس عندما يأتى ميعاد الكسوة وأترك لهما حرية الإختيار وأتناقش معهم فى الإختيار إن لم يروقنى لكنى لاأتجاهله...وكنت أقول لهم حدد إختيارك وأترك لى مساومة البائع على السعر إذا كان هذا متاحا...أو نترك لأنفسنا فرصة أن نوسع دائرة الإختيار بالمرور على مزيد من المحلات وماتشبطش فى الحاجة علشان البياع مايشبطش فى السعر ..
تذهب العروسة لإختيار العفش وتتسمر قدام أوضة نوم ومش عايزة تمشى من قدامها تجنن ...هايلة وعلشان كده البياع بخبرته يشبط فى السعر ومش هينزل مليم ...بياع شاطر ...هذا ليس أسلوب إختيار لكنه توريط ...والحل أن يكون هناك لغة مشتركة وبين أبناؤك لايفهمها البائع وتحصل على المراد بأقل سعر ...
تجد الطالب جايب مجموع فى الثانوية العامة ...ياإبنى عايز تخش أى كلية ...
أنا بيعجبنى اللى بيختار...يعنى عايز مجال هندسى يكتب كليات الهندسة كلها اللى فى البلد وبعدين المعاهد الفنية ...
لكن اللى كان بيقول لك أى حاجة على الطبلية مش فارقة معاه ...يكتب هندسة وبعدين حقوق وبعدين تجارة وبعدين معهد صحى ...حاجة كدة سمك لبن تمر هندى...ودليل على عدم وضوح الرؤية وعدم القدرة عل الإختيار وإتخاذ القرار...
الإختيار هو القدرة على إتخاذ القرار بإستقلالية...
بعض الناس يدخلون لجان الإنتخابات لينتخب شخص بعينه والبعض يختار أى حد علشان خايف من الغرامة...
أبنائى عندما نكون فى المصيف أعرض عليهم ماذا تريدون فى العشاء ...يقولون لى أى حاجة ...طيب إزاى بتدينا محاضرة فى الإختيار ومش عارف تعلمه لأولادك ؟!
كلام مظبوط لكن أى حاجة بتاعت أولادى هى فى حد ذاتها إختيار لإنه ده سين بينى وبينهم ويعنى عايزين نتعشى كباب وكفتة من عند أشهر كبابجى فى مطروح...بس برضو بأجيبلهم كشرى !