محمد مصطفى شاهين يكتب: التنسيق الأمني وديناميكية سقوط السلطة وطنياً وشعبياً في الضفة

profile
محمد مصطفى شاهين كاتب فلسطيني
  • clock 29 نوفمبر 2021, 10:04:03 ص
  • eye 535
  • تم نسخ عنوان المقال إلى الحافظة
Slide 01

في ظل تصاعد التنسيق الأمني بين السلطة و دولة الاحتلال نجد ملاحقة المقاومة باتت من أساسيات العمل لدى الأجهزة الأمنية في سلطة رام الله لتنفيذ أجندة الاحتلال وأداء دورها الوظيفي، مما يكشف لنا حجم الانحدار الوطني و تراجع شعبية السلطة وقيادتها بسبب الاعتقالات السياسية والتنسيق الأمني المدان وطنياً ،ان المقاومة الفلسطينية بمختلف أطيافها لا ترتهن لإملاءات سلطة التنسيق الأمني بل انها جرمته واعتبرته خيانة لدماء الشهداء وعذابات الأسرى وخروجاً عن الحق الفلسطيني جريمة بحق الوطن والانسان والأرض الفلسطينية، وبرز ذلك جلياً من خلال تصاعد العمليات الجهادية و وملاحقة المستوطنين وجنود الاحتلال في القدس و مدننا المحتلة ،وهو ما يعكس نجاح المقاومة من الاندماج مع الجبهة الداخلية لشعبنا الفلسطيني في مدن وقرى الضفة واحتضانها شعبياً رغم الملاحقات والاعتقالات التي يقوم بها الاحتلال والسلطة الفلسطينية هناك.

ان المقاومة في الضفة الغربية صاعدة وهي عنفوان جذوتها رغم التنسيق الأمني بين السلطة ودولة الاحتلال نجحت المقاومة في إيجاد وسائل وأدوات تمكنها من أن تتصاعد على الساحة الفلسطينية بشكل جاد وموضوعي وفق رؤية ديناميكية وفق قواعد وطنية شاملة تهدف لديمومة العمل المقاوم في وجه الاحتلال.


التنسيق الأمني في الضفة و بأيدي ابناء الأجهزة الأمنية التابعة للسلطة يمارس جريمة وطنية وسقوط باستهدافه للمجاهدين و إهانته للأسرى المحررين وتمزيق رايات المقاومة والاعتقال السياسي ومصادرة ممتلكات الفصائل في جريمة وطنية مرفوضة ، واذا ما اضفنا سياسة التصفية الجسدية والاغتيال ونستذكر الشهيد نزار بنات الذي صرخ رافضا لإجرام أجهزة التنسيق الأمني وفساد السلطة وكشف ملفات المفسدين في الضفة فكان مصيره القتل تحت تعذيب هذه الأجهزة اللاوطنية.

لقد فشلت السلطة و تحالفاتها العميقة مع أجهزة أمن الاحتلال في إيقاف عمليات المقاومة ضد الاحتلال الذي يمارسه جيشه ومستوطنيه رغم التنسيق الأمني العالي والذي تجلى بزيارات عدة لرأس هرم الحكم في الضفة وكان آخرها زيارة قائد الشاباك للمقاطعة برام الله واستقباله من قيادتها ، رغم كل هذه التحديات نجحت فصائل المقاومة وعلى رأسها حركة حماس وحركة الجهاد الإسلامي في تشكيل تحالفات مع مختلف الفصائل الفلسطينية مما خلق واقع جديد استطاعت الفصائل خلال السنوات القليلة الماضية تعزيز وزيادة وجودها في مدن وقرى ومخيمات الضفة ضمن أطر وقواعد وطنية منتشرة بين جماهير الشعب بالضفة .

ان السياسة التي تنتهجها إدارة محمود عباس في السلطة فشلت في إيجاد علاقة متوازنة مع الفصائل وفشل في بناء ثقة بينه وبين الشعب والأمن في الضفة بات صوت فتح وحدها وهي تغرد خارج السرب الوطني في انقلاب على الشراكة الوطنية ،باتت تصنع الأزمات بما تقوم به أجهزتها الأمنية من ممارسات غير منضبطة وطنياً والتي كان آخرها وليس بالأخير الاعتداء على المقاومين في مخيم جنين وملاحقتهم وتهديدهم بالاعتقال السياسي ، الواجب على السلطة برام الله ان تسعى لتحقيق مصالح شعبنا بعيداً عن المصالح الشخصية للبعض وان تعمل من أجل الرجوع الى الإجماع الوطني وجعله قاعدة للانطلاق و إلا فإن السلطة سيكون مصيرها السقوط في الهاوية في ظل حالة التيه و التعنت وعدم قبول الآخر.

إن التهديد الذي تمارسه أجهزة فتح بسيف التنسيق الأمني سيجعلها وحيدة بعيدة عن جماهير الشعب فالمقاومة اليوم باتت خيار شعبي قوة صاعدة ، إن بقاء السلطة باتت محدود وهو ما أشارت إليه صحيفة ناشيونال إنترست الأمريكية المقربة من دوائر السياسية الرسمية أن مرحلة ما بعد رحيل عباس هاجس تؤرق السياسة الخارجية الأمريكية في ظل تصاعد وجود المقاومة في الضفة، المستقبل للمقاومة و التاريخ سيخلد المجاهدين الأحرار المدافعين عن حقوق شعبهم والنصر حليفهم.


التعليقات (0)