محمد مصطفى شاهين يكتب: انتصرت المقاومة في معركة الوعي و الردع

profile
محمد مصطفى شاهين كاتب فلسطيني
  • clock 9 يناير 2022, 12:12:39 م
  • eye 461
  • تم نسخ عنوان المقال إلى الحافظة
Slide 01

شهد انتصار المقاومة في معركة سيف القدس تحقيق سلسلة من الفوائد الأساسية التي كانت من الأهمية بمكان أن تقوي مكانة وحضور المقاومة وهيبتها أمام الاحتلال الصهيوني وكان لتراكم القوة في غزة دور في تعزيز هذا الانتصار بأبعاد جديدة وهو ما اعترف به قادة الاحتلال على لسان اللواء الصهيوني عاموس جلعاد بأن غزة(المقاومة) فرضت علينا قواعد لعب جديدة لم نكن نقبلها من قبل مثل ما حصل في عملية حارس الأسوار (سيف القدس) ،فتراكم القوة لدى المقاومة عسكرياً واعلامياً و سياسياً حازت به نجاحاً باهراً في هزيمة الاحتلال و كشف زيف الرواية الصهيونية وأباطيل الإعلام المزيف للحقائق وشكل انتصاراً لمظلومية هذا الشعب الذي يقاوم الاحتلال الصهيوني النازي والارهابي الذي يتلاعب بالقانون الدولي وينحرف عن حقوق الإنسان ويسيطر على وسائل إعلام دولية كبرى لتغطية جرائمه الوحشية في اختلال صارخ و اعوجاج واضح عن الأعراف والقيم الإنسانية.

لقد فرضت المقاومة هيبتها على الأرض وهذا لا يعد فقط انجاز مهماً فحسب بل يمكننا وصفه بالإنجاز الجوهري في الصراع مع الاحتلال وهو ما انعكس على تصريحات الاعلام الصهيوني في موقع والا الصهيوني أن هذا العام شهد انخفاض كبير في ثقة الصهاينة في جيش الاحتلال وأنها الأدنى هذا العام منذ 2008، انتقلت المقاومة نقلة نوعية في ردع الاحتلال الصهيوني بعد معركة سيف القدس التي كسرت هيبة المنظومة الأمنية والعسكرية داخل المجتمع الصهيوني وحققت انتصار في معركة الوعي و حضوراً لافتاً للرواية الفلسطينية في العالم وجعلها مترسخة للغاية في الأذهان.

لقد فرضت المقاومة هيبتها على الأرض وهذا لا يعد فقط انجاز مهماً فحسب بل يمكننا وصفه بالإنجاز الجوهري في الصراع مع الاحتلال وهو ما انعكس على تصريحات الاعلام الصهيوني


‌وفي خضم ذلك كله فان التحدي الأكبر مع الاحتلال الآن هو استمراره في تجاهل الواقع الإنساني الصعب الذي يعيشه المواطنين في قطاع غزة، وعليه إدراك الخيارات الحقيقية التي تواجه شعبنا في ظل استمرار هذه السياسة يجعل المنطقة أمام خيارين إما التصعيد أو الهدوء وتلبية مطالب شعبنا ومقاومته ، لقد ذهب الاعتقاد في أعقاب استمرار تنكر و مراوغة قادة الاحتلال بإنهاء الحصار الظالم المفروض على غزة أن الحرب باتت الوسيلة المتاحة حالياً لتحقيق الهدف العادل باستعادة الحقوق التي استولى عليها الاحتلال من دون وجه حق .

لا يزال هناك هدوء حذر على حدود غزة وصراع يشتعل هذا هو الواقع حالياً والذي يمكن أن يتغير سريعاً ويحدث تأثيراً كبيراً في المنطقة بعد تهرب الاحتلال من رفع الحصار الظالم على غزة والذي سيحدث تأثير هائل على الجميع وهذا يعني أن خطر اشتعال حرب رغم ما بها من تحديات شديدة، إلا أنها لا تزال حاضرة ولا تزال رسائل المناورات العسكرية التي أجرتها المقاومة حاضرة أيضا، ولذلك فان انتصار المقاومة في سيف القدس و فوزها في معركة الوعي والرواية مع تراكم القوة سيجعل المقاومة مركز الثقل ومحور النصر في أي معركة عسكرية قادمة ،وان هذا النصر سيأتي بالعمل الجماعي الذي برز من خلال غرفة العمليات المشتركة التي نجحت في صقل أشكال الوحدة والتضامن والتعاون بين الأجنحة العسكرية لفصائل المقاومة الفلسطينية وذلك تجسيداً لنداء الدفاع عن شعبنا المظلوم في مواجهة آلة القتل والإرهاب الصهيونية.

وفي جوهر الصراع تقف قضية الأسرى في سجون الاحتلال لتكون درة تاج الثوابت لدى المقاومة و تحظى بحضور والتزام قوي وحازم من المقاومة من أجل إنجاز صفقة لتحرير الأسرى في إطار عملية تلبي شروط المقاومة فلا يوجد لدي شعبنا أدنى شك أن المقاومة تعمل بكامل قدرتها ضمن منظومة واعية بتفكير تكتيكي واستراتيجي لإنجاز صفقة وفاء احرار جديدة يستعيد من خلالها أسرانا حريتهم وبعهد الصادقين واجتهاد المخلصين وثبات المجاهدين ستكتمل المهمة المقدسة بتحرير أسرانا من سجون الإرهاب الصهيوني.


جميع المقالات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي "180 تحقيقات"

التعليقات (0)