تكبير الخط تصغير الخط

العم يحيى حسين عبهادي
مواليد أسيوط
لو دققت في صورته
تلاقي ملامحه
واخده اللون من حيط لبيوت
تشبه شمس وطالعة فوق الناس بالنور
تشبه قطارات الفقرا الجاية من نواحينا طابور
تشبه روحنا
لما ننط بخفة زي عيال من فوق السور
وعينيه
كيف شص الصنارة بيشبك عينك
من غير احم
ولا دستور
اما الضحك فعم حسين
من صوت الضحكاية مشقق كل حيطان السجن
قلبه متحصن بالفرح
عمره ما يعرف يوم لطريقه شيطان الحزن

العم يحيى حسين عبهادي
مواليد خمسين
مواليد السد
وتوزيع الأرض
وخميس الست
وشعر جاهين
فاكرين
زمن الأحلام الملزوقة في عيون الناس
والمدلوقة على الجرانين
والله ما في منا ع الأرض اتنين
إدونا بالإيد الناعمة قدام العالم
شوية فدادين
وبالإيد القاسية خدوا منا برضانا
أكتر من خمسين سنة جايين
وننام ونفوق
ونفوق وننام
عايشين الدنيا كأنه تمام
لكن وف لحظة بنلاقى السكة تضيق
والرزق يشح على المخاليق
ونحس اللقمة بنارها في جوفنا
وكأنها جاية في حرام
ويقوم العم حسين عبهادي
يقول اللأ
الكلمة المُرة اللي بيكرها كل الحكام
ويقول ما بنبيع الأرض
ولا بنبيع المال العام
ما نبيع العرق النازل من تعب العمال
ولا ندي شقانا للي بيدفع اكتر مال
ولا نرجع فقرا
نبوس الايدة الممدودة بالصدقة
وتدور سواقينا بأمر الباشا
نعمة وشفقة
ويبات الليل
ما يلاقي العم حسين عبهادي
إلا الطرقة
وراها الطرقة
ويبقى العم حسين عبهادي من يومها سجين
ويقابل اصحابنا هناك
فيلاقي الورد في كل مكان جوه الزنازين
عارفين
أهو اكتر من سنتين
والعم يحيى حسين عبهادي عمره ما مال
ولا قال
السجن بيهد رجال
عم حسين عبهادي واقف
كيف النخل الرافع هامته
تتهد في الدنيا جبال
ولا تتهد في مرة عزيمته
الأولة يحيى
الاسم فيه النبوة والنسك والأطهار
والتانية حسين
الاسم فيه الجراءة والوصل بالمختار
والتالتة عبهادي
قلبك علايلي والعزم م الأحرار
طفيت شموعي
من ستة بقيوا
تنزل دموعي
من قلبي سقيوا
رويت ضلوعي
من أجل حوا
جسمي اللي بره
قلبي اللي جوه
واحشني شارع
الترعة وناسه
القلب يهوى
أهله وناسه
كان وسع قلبي
على مقاسه
كان حلم عمري
أشوف بناته
بيقولوا اللي
ما مرة شافهم
راحت عليه
أيام حياته
من فوق سطوحهم
أنا عشت مرة
شوفت بعيوني
بنوتة قمرة
سواح وقبة
ضاهر وغمرة
العمر عدى
زي المؤامرة
الفجر قرب
ينده أدانه
والقلب جرب
عقله وجنانه
والرب أطيب
منا في حنانه
من قدك انت
ع الخلق أرحم
رمضان كريم
بس انت أكرم
شعر محمود العدوي