- ℃ 11 تركيا
- 21 نوفمبر 2024
محمود علي البنا.. سفير القرآن الذي هدد رئيس البرلمان بـ"عدية يس"
محمود علي البنا.. سفير القرآن الذي هدد رئيس البرلمان بـ"عدية يس"
- 27 مارس 2023, 9:12:12 ص
- تم نسخ عنوان المقال إلى الحافظة
عُرف القارئ الشيخ محمود علي البنا بـ"سفير القرآن" لكثرة رحلاته إلى الخارج لتمثيل وزارة الأوقاف المصرية في المؤتمرات الدينية.
أتم القارئ المصري حفظ القرآن وهو ابن 11 عامًا، وحباه الله بحنجرة ذهبية وموهبة فذة في التلاوة، حتى صار واحدًا من أشهر القراء في مصر والعالم الإسلامي.
جاء مولده في 17 ديسمبر/كانون الأول 1926 بقرية شبرا باص في محافظة المنوفية شمالي مصر، وسرعان ما انتقل إلى مدينة طنطا لدراسة العلوم الشرعية بالجامع الأحمدي.
وحط الرحال في العاصمة القاهرة عام 1945 لدراسة المقامات والموسيقى، وسرعان ما ذاع صيته واختير قارئًا لجمعية "الشبان المسلمين"، وهي أقدم جمعية أهلية في مصر وتعرف الآن بـ"جمعية الشبان العالمية".
محمود علي البنا.. كنز الإذاعة
في إحدى احتفالات الجمعية عام 1948، استمع رئيس وزراء مصر الراحل علي ماهر باشا إلى تلاوة "البنا" وأعجب كثيرًا بصوته، وعرض عليه الالتحاق بالإذاعة المصرية، والتحق بها في العام نفسه.
قدّم القارئ محمود علي البنا أولى تلاواته في الإذاعة المصرية في ديسمبر/كانون الأول 1948، بآيات من سورة "هود"، وقدّم للإذاعة إرثًا هائلًا من التسجيلات والمصحف المرتل والمصحف المجود.
ولم تقتصر تسجيلات الشيخ البنا على الإذاعة المصرية، فقدم المصاحف المرتلة لإذاعات دولة الإمارات والمملكة العربية السعودية، وكانت له رحلات كثيرة إلى الخارج لتلاوة القرآن في الحرمين الشريفين والحرم القدسي.
وعُرِف محمود علي البنا بنضاله من أجل تأسيس نقابة محفظي وقراء القرآن الكريم حتى تأسست عام 1984، واختير القارئ الشيخ عبدالباسط عبدالصمد كأول نقيب بالتزكية، فيما وقع الاختيار على "البنا" نائبًا للنقيب.
فارس نقابة القراء
وهناك رواية تاريخية مفادها أن "البنا" ذهب مع القارئ الشيخ أحمد الرزيقى إلى رئيس البرلمان المصري (مجلس الشعب) صوفي أبو طالب، لتأخره في طرح مشروع قانون تأسيس نقابة القراء على الجلسة العامة.
وكشف أحمد البنا كواليس لقاء والده والشيخ الرزيقي برئيس البرلمان المصري، وقال لوسائل إعلام محلية، إن والده وعدد من القراء قصدوا المحامي عصمت الهواري، وهو والد زوجة ابنه، لإعداد مشروع قانون النقابة.
وأضاف أحمد البنا أن "مشروع القانون ظل حبيس أدراج مجلس الشعب لفترة طويلة، فذهب والدي والشيخ الرزيقى إلى رئيس المجلس صوفي أبو طالب ونقلا إليه غضب القراء من تأخر مناقشة المشروع".
وكان رد رئيس البرلمان أن "الأزهر الشريف لديه تحفظات على بعض المواد"، وفقًا لابن "البنا"، الذي أضاف: "هنا استشاط والي غضبًا وهدد رئيس المجلس بجمع القراء وقراءة (عدية يس) عليه في مسجد الحسين".
وتعني "عدية يس" قراءة سورة "يس" بعدد معين أملًا في "قضاء الحاجة أو رد المكروه أو الانتقام من الظالم"، وقال ابن "البنا" إن "رئيس المجلس تشبث بالشيخ الرزيقي وقال له: (الحقه يا رزيقي أنا مش حمل عدية يس)".
وأشار أحمد البنا إلى لقاء جمع والده والشيخ الرزيقي بالرئيس الراحل محمد أنور السادات في "استراحة القناطر"، ويقول: "اتصل السادات برئيس مجلس الشعب وطلب منه مناقشة مشروع القانون حتى خرج للنور".
تكريم "البنا"
وحصد الشيخ محمود علي البنا عدداً كبيراً من الأوسمة وشهادات التقدير، وتسلّم هدية تذكارية من الرئيس جمال عبدالناصر عام 1967، وأهدته القوات الجوية المصرية ميدالية تذكارية في عيدها الخمسين 1982.
وفي عام تأسيس نقابة محفظي القرآن والقراء أهدته الإذاعة المصرية درعها بمناسبة الاحتفال بعيدها الذهبي عام 1984، وتوفي في 20 يوليو/تموز 1985، وبعد وفاته منح اسمه وسام العلوم والفنون عام 1990.