- ℃ 11 تركيا
- 24 نوفمبر 2024
مصادر إسرائيلية تحذّر من غليان في الضفة الغربية المحتلة: كل الطرق تؤدي لانتفاضة
مصادر إسرائيلية تحذّر من غليان في الضفة الغربية المحتلة: كل الطرق تؤدي لانتفاضة
- 6 أكتوبر 2023, 8:18:00 ص
- تم نسخ عنوان المقال إلى الحافظة
الناصرة- “القدس العربي”:
حملت أوساط إسرائيلية سياسية وإعلامية على حكومة الاحتلال بسبب فقدان الأمن والأمان في طول البلاد وعرضها، وفي عنوانها الرئيس تقول صحيفة “يديعوت أحرونوت”، اليوم الجمعة، إن الأراضي الفلسطينية تشتعل، وإن “عملية تتلو عملية”، فيما يحذر المعلق العسكري في صحيفة “هآرتس” العبرية عاموس هارئيل من أن كل الطرق تؤدي لانتفاضة جديدة.
يقول هارئيل إن “لقاء المثلث؛ الجيش والمستوطنين والفلسطينيين يقود لاتجاه واحد: التصعيد”.
ويضيف: “شبه الانتفاضة داخل الضفة الغربية عاصفة كفاية، حتى بدون تتويجها بتسميات، وتدلل على ذلك أحداث ليلة الأربعاء- الخميس هذا الأسبوع، حيث هوجمت قوة “حرس الحدود” بعبوات ناسفة، خلال محاولتها اعتقال مطلوب تمكّنَ من الفرار، ولاحقاً انفجرت قنبلة يدوية أصابت خمسة جنود من وحدة “المستعربين” الخاصة، ثلاثة منهم حالتهم صعبة، فيما أطلق فلسطينيون الرصاص على دراجة نارية إسرائيلية من مركبة مسرعة، قريباً من مستوطنة أفني حيفتس، وقُتل مسلحان فلسطينيان في اشتباك مع الجيش، وتعرّضَ المستوطنون الذين دخلوا مقام النبي يوسف لعبوات ناسفة أصابت جندياً”.
هآرتس: فقدان السيطرة في الشوارع ليس صدفة، فهو عارِضٌ لوجود رئيس حكومة منشغل بحملات البقاء الشخصي بشكل ساخر على حساب الجمهور الواسع
وهذا ما يؤكده المحلل العسكري في “يديعوت أحرونوت” يوسي يهوشع، الذي يقول هو الآخر إن الضفة الغربية في حالة غليان، وينقل عن قادة عسكريين قولهم إنه بدون تغيير السياسات خارج الحلبة العسكرية فإن العمليات الفلسطينية ستزداد. ويتوقع يهوشع أن تكون 2024 سنة أشدّ وأخطر، ويعلّل ذلك بالإشارة إلى أن إيران تصعّد من دعمها للفصائل الفلسطينية بالمال والسلاح عبر الحدود مع الأردن، علاوة على تزايد ضعف السلطة الفلسطينية. ويقترح يهوشع زيادة دعم السلطة الفلسطينية بالمال والسلاح، وتقديم تسهيلات اقتصادية للفلسطينيين، وإغلاق الحدود مع الأردن.
ويتابع: “يعلم قادة الجيش أن حكومة نتنياهو متطرفة، ولن تقوم بخطوات إيجابية للجانب الفلسطيني، ولا يبقى سوى أن هؤلاء القادة العسكريين يأملون أن توفّر السعودية فرصة لإطفاء النار في الأراضي الفلسطينية”.
وكشفت الإذاعة العبرية العامة عن مداولات أمنية أجراها رئيس حكومة الاحتلال بنيامين نتنياهو، أمس، في أعقاب التصعيد الجاري داخل الضفة الغربية المحتلة، وقالت إن هناك مشروعاً مقترحاً لشقّ شارع التفافي، تحاشياً لدخول بلدة حوارة الفلسطينية، التي تشهد عمليات متتالية ضد الجنود والمستوطنين. وقالت الإذاعة العبرية إن الحكومة ستتخذ جملة قرارات أمنية، في اجتماعها الوشيك، يوم الأحد القادم.
في المقابل حَمَلَ رئيسُ مجلس الاستيطان يوسي دغان على حكومة الاحتلال، وقال إنها الأكثر يمينية، لكنها فشلت فشلاً ذريعاً في الأمن وتأمين الأمان للإسرائيليين والمستوطنين.
في تصريحات إعلامية، قال دغان إن حكومة الاحتلال الحالية لم تغيّر المفهوم الأمني المعتمد من قبل الحكومة السابقة. ودعا دغان لحملات عسكرية واسعة وأكثر قوة من حملة “بيت وحديقة “، قبل شهرين، على مخيم جنين، علاوة على زيادة عدد الحواجز العسكرية داخل الضفة الغربية المحتلة.
وكشفت صحيفة “ماكور ريشون” الخاصة بالمستوطنين، اليوم، أن جيش الاحتلال، وبعد موجة العمليات الفلسطينية، يستعد لسلسلة عمليات واسعة داخل الضفة الغربية. ونوهت إلى فرض الاحتلال إغلاقاً محكماً على الأراضي الفلسطينية المحتلة عام 1967، بدءاً من اليوم، الجمعة، حتى صباح بعد غد، الأحد، بحجة عيد العرش اليهودي. وتوضّح أن الجيش سيبادر، بعد “عيد العرش”، لحملات عسكرية في طول كرم ونابلس وأريحا وجنين وغيرها.
فقدان للسيطرة
في افتتاحيتها بعنوان “فقدان للسيطرة” تشير صحيفة “هآرتس”، اليوم، للشعور العام في البلاد بأن هناك فقداناً للسيطرة، وحالة فوضى، منوهة لاستشراء الجريمة داخل البلدات العربية واليهودية، ولتفاقم أعمال العنف داخل الملاعب الرياضية، فيما يتدهور وضع الأمن. يحدث كل ذلك فيما يواصل وزير الأمن القومي إيتمار بن غفير التحريض على الاحتجاجات.
وتقول “هآرتس” إن عدد ضحايا عصابات الإجرام في البلدات العربية داخل إسرائيل يقترب لـ 200، وتبقى الأغلبية الساحقة جداً من الجرائم ألغازاً دون إلقاء القبض على القتلة. أما عن فقدان الردع والمنع فحدّث ولا حرج”. كما تشير لازدياد عدد رجال الشرطة الذين تضبطهم الكاميرات وهم يتورطون في أعمال عنف ضد مواطنين.
وتتابع: “في دولة صالحة كانوا سيُقيلون وزير الشرطة، ويستبدلونه بمن يتمتع بقدرات، وليس مهرجاً. لكنها ليست دولة صالحة ومنظمة، وفقدان السيطرة في الشوارع ليس صدفة، فهو عارِضٌ لوجود رئيس حكومة منشغل بحملات البقاء الشخصي بشكل ساخر على حساب الجمهور الواسع، وعارض لحكومة تواصل الانشغال المجنون بانقلاب على النظام، وبتحويل ميزانيات ضخمة لليهود الأورثوذوكس (الحريديم)، وبمساعدة المستوطنين على مواصلة السلب والنهب في الأراضي الفلسطينية بشكل مكثف، فيما يموت الناس في الشوارع.
رئيس الشاباك الأسبق حذّرَ من انفلات المستوطنين، ومن عودة ذلك كيداً مرتداً على أمن الإسرائيليين
وتخلص “هآرتس” للقول إن هذه الحكومة عليها أن ترحل قبل أن تقع أضرار أبلغ وأخطر وتصبح غير قابلة للتصليح.
في مقابلة مطولة معه، عبّر رئيس المخابرات العامة (الشاباك) الأسبق يورام كوهن عن صدمته واشمئزازه من حملات إسرائيلية لدعم قاتل أسرة الدوابشة، المستوطن عاميرام بن أوليئيل، رافضاً كل مزاعم المدافعين عنه بأن اعترافاته انتزعت عنوة. كوهن، الذي تحدثَ لملحق صحيفة “ماكور ريشون”، حذّرَ من انفلات المستوطنين، ومن عودة ذلك كيداً مرتداً على أمن الإسرائيليين، مثلما أكد هو الآخر أن الصراعات الاجتماعية الداخلية في إسرائيل اليوم هي أخطر التهديدات الماثلة أمامها.
في ملحق صحيفة “هآرتس”، اليوم الجمعة، يكشف باحثُ عِلْمِ الاجتماع الإسرائيلي عيدان يارون، كيف اندَسَّ بين المستوطنين، متظاهراً بأنه واحد منهم، وشاركَ في فعالياتهم واعتداءاتهم، وذلك للاطلاع على حقيقة ما يجري داخل الضفة الغربية، تمهيداً لنشر انطباعاته في كتاب جديد صدر هذا الأسبوع، وكيف انضم للفئات الأكثر تطرفاً وغيبية بين المستوطنين و”شبيبة التلال”، في السنوات العشر الأخيرة، محذّراً من تبعات استمرار اعتداءات المستوطنين، ومن الاحتكاك المتزايد بينهم وبين الفلسطينيين، ومن فقدان تسوية سياسية، متفقاً مع أوساط إسرائيلية تنبّه إلى أن التطبيع مع السعودية لن يضمن الأمن والأمان للإسرائيليين، من دون تسوية القضية الفلسطينية، مع وجود ملايين الفلسطينيين بين البحر والنهر.