- ℃ 11 تركيا
- 22 نوفمبر 2024
مصالح مشتركة وأخرى متضاربة.. وصفة لتفاهم أمريكي صيني بالشرق الأوسط
مصالح مشتركة وأخرى متضاربة.. وصفة لتفاهم أمريكي صيني بالشرق الأوسط
- 13 يونيو 2023, 9:41:02 ص
- تم نسخ عنوان المقال إلى الحافظة
قال بول سالم، الرئيس والمدير التنفيذي لـ"معهد الشرق الأوسط" (MEI) إن الولايات المتحدة والصين لديهما "قائمة طويلة من المصالح المشتركة في الشرق الأوسط"، بالإضافة إلى أخرى "متضاربة"، وإنه يمكن "معالجة مخاوفهما طويلة المدىى" وإدارة علاقتهما في المنطقة المهمة لتحقيق أهداف مشتركة.
وأضاف سالم، في تحليل ترجمه "الخليج الجديد"، أن "قائمة المصالح الأمريكية بالشرق الأوسط تشمل: الحفاظ على التدفق الحر للطاقة والتجارة عبر الممرات المائية الإقليمية المهمة، وبينها الخليج العربي والبحر الأحمر، ومكافحة الإرهاب واستباق مخاطر الجماعات المتطرفة المسلحة، ومنع انتشار أسلحة الدمار الشامل، وخاصة الانتشار النووي".
وكذلك "وقف التصعيد وإنهاء الحروب الأهلية لتقليص المساحة غير الخاضعة للسيطرة التي تستغلها الجماعات الإرهابية، ووقف تدفق اللاجئين، وتفضيل الاستقرار الإقليمي ووقف تصعيد الصراع بين الدول الذي قد يجر واشنطن إلى حرب أخرى".
وتابع سالم أنه "من المثير للاهتمام، وجود مصالح أمريكية عديدة تتداخل مع قائمة المصالح الصينية وهي: الحفاظ على التدفق الحر للطاقة والتجارة، ومكافحة الإرهاب والجماعات المتطرفة، ومواجهة انتشار أسلحة الدمار الشامل، وخاصة الأسلحة النووية".
كما ترغب الصين في "إنهاء الحروب الأهلية، وتفضيل الاستقرار الإقليمي وتخفيف حدة الصراع بين الدول، وكما توسطت واشنطن في اتفاقات إبراهيم عام 2020 (لتطبيع العلاقات بين دول عربية وإسرائيل)، توسطت الصين في اتفاق التطبيع السعودي الإيراني في مارس/ آذار الماضي".
مخاوف ثنائية
و"في حين أن الخوف الرئيسي لواشنطن هو أن يتم جرها إلى حرب أخرى، فإن مخاوف الصين هي أن أي حرب إقليمية ستؤدي إلى ارتفاع أسعار الطاقة وتعطيل طرق الطاقة والتجارة"، وفقا لسالم.
وأردف: "بالطبع، لدى الولايات المتحدة والصين مصالح أو قيم متضاربة أيضا، فمن الناحية الأيديولوجية، تقدم الصين نموذجا استبداديا للحكم، بينما تقدم الولايات المتحدة وأحيانا تعزز الديمقراطية وحقوق الإنسان، لكن تلك العناصر لم تكن ركيزة أساسية للسياسة الخارجية الفعلية لأي منهما".
وأوضح سالم أن "الصين لا تفرض نموذجها الخاص بالحكم وتتعامل بالتساوي مع الديكتاتوريات والديمقراطيات، والمصالح الأمريكية فرضت شراكات مع حكومات استبدادية وقمعية متعددة، بالإضافة إلى استمرار دعمها لإسرائيل على الرغم من استعمارها للأراضي الفلسطينية المحتلة وانتهاكات أخرى للقانون الدولي".
واستطرد: "كانت الصين والولايات المتحدة على طرفي نقيض من الحرب في سوريا واتخذتا مقاربتين مختلفتين تجاه إيران، وبينما تتمتع الولايات المتحدة بموقع استراتيجي مهيمن في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، فإنها تشعر بالقلق من أن الموانئ التجارية الصينية والمجمعات الصناعية وغيرها يمكن أن توفر فرصا ذات استخدام مزدوج ونفوذ سياسي قد يتراكم بمرور الوقت لتحدي الهيمنة الاستراتيجية الأمريكية".
كما أن "واشنطن قلقة من أن مبيعات الصين المتواضعة حاليا للأسلحة إلى المنطقة يمكن أن ترتفع إلى أبعاد خطيرة، فيما لم تُخفِ الصين رغبتها في ردع النظام العالمي الذي تهيمن عليه الولايات المتحدة"، كما أضاف سالم.
3 مبادئ للمشاركة
في خطاب ألقاه مؤخرا بمعهد واشنطن لسياسة الشرق الأدنى، حدد مستشار الأمن القومي الأمريكي جيك سوليفان خمسة مبادئ لسياسة الولايات المتحدة الشاملة بالشرق الأوسط هي: الشراكات والردع والدبلوماسية وخفض التصعيد والتكامل والقيم. في ثلاثة من تلك المبادئ الخمسة، لدى واشنطن وبكين مجال للمشاركة، بحسب سالم.
وتابع أنه "بالنسبة للدبلوماسية، كانت إدارة (الرئس الأمريكي جو) بايدن تحاول إعادة إشراك الصين دبلوماسيا بنجاح محدود في الأسابيع القليلة الماضية، وبالمثل توجد أصوات في بكين تدعو أيضا إلى استئناف الدبلوماسية لتخفيف التوترات المتصاعدة".
وشدد على ضرورة "أن تستخدم الولايات المتحدة والصين الدبلوماسية في محاولة إدارة مصالحهما المشتركة والمتضاربة لتعزيز الأولى والحد من مخاطر الصراع على الأخيرة".
وأضاف سالم أنه "فيما يتعلق بخفض التصعيد، يمكن لواشنطن أن تفعل الكثير والتنسيق مع بكين بشأنه، فقد كانت الصين فعَّالة في وقف تصعيد الصراع السعودي الإيراني، وكانت الولايات المتحدة فعَّالة في إيجاد اختراقات بين إسرائيل والدول العربية".
وأردف: "ويمكن للصين بالمثل أن تكون مفيدة في المساعدة على إيجاد تسويات سياسية وخطط إعادة الإعمار في البلدان التي تمزقها الصراعات، مثل اليمن والسودان وليبيا وربما في نهاية المطاف حتى سوريا".
بقية القرن العشرين
شدد سوليفان على أن التكامل الإقليمي ضروري "لتعزيز السلام والازدهار الإقليمي". و"فيما يتعلق بتشجيع التكامل الإقليمي، تلعب الصين بالفعل دورا واسع النطاق، وسيتطلب التكامل بناء شبكات التجارة والنقل والطاقة الإقليمية والتواصل"، كما أضاف سالم.
واعتبر أن "التحدي الذي يواجه الجانبين هو كيفية تشجيع الاستثمار في التكامل من الجانبين دون تصعيد المخاوف والتوترات الاستراتيجية في الوقت نفسه بشأن هذه الاستثمارات ذاتها".
ورجح سالم أنه "لن يكون هناك شيء بسيط أو أحادي البعد حول المنافسة العالمية والإقليمية بين الولايات المتحدة والصين على مدى العقود القليلة القادمة، لكن لا ينبغي تحديد السياسة على الجانبين عبر سيناريوهات الحالة الأسوأ".
وتابع: "كما ذكر سوليفان "نحن في السنوات الأولى من عقد حاسم، ربما لم نشهده منذ نهاية الحرب العالمية الثانية (1939-1945)، حيث سيتم وضع شروط المنافسة مع القوى العظمى ونافذة التعامل مع التحديات المشتركة تضيق بشكل كبير حتى مع تزايد حدة تلك التحديات". بعبارة أخرى ما نقوم به الآن هو تشكيل بقية القرن الحادي والعشرين".
وأردف سالم: "لا تتجه الولايات المتحدة والصين حتما إلى حرب باردة أو ساخنة في جميع أنحاء العالم، وسيعتمد الكثير على الخيارات التي يتخذها القادة من الجانبين".
وختم بأن "مستقبلنا الأفضل هو الذي لا تزال فيه كلتا القوتين العالميتين في حالة تنافس، بل تشاركان في مجالات التعاون والجهود المشتركة".