- ℃ 11 تركيا
- 21 نوفمبر 2024
مصطفى إبراهيم يكتب: وداعاً الفاتح حسنين.. الداعية والطبيب والمفكر السوداني الذي نشر الإسلام في البلقان
مصطفى إبراهيم يكتب: وداعاً الفاتح حسنين.. الداعية والطبيب والمفكر السوداني الذي نشر الإسلام في البلقان
- 19 أغسطس 2024, 1:39:16 م
- تم نسخ عنوان المقال إلى الحافظة
فجعنا اليوم خبر وفاة العالم والطبيب والداعية والمفكر الفاتح حسنين في إسطنبول عقب دخوله مستشفى في إسطنبول للعلاج من التهاب رئوي حسبما أفاد نجله لوسائل الإعلام.
قصة حياة الدكتور الفاتح حسنين حافلة بالنضال والعمل الإسلامي، وبصفة خاصة في دولة البوسنة والهرسك التي كان له فضل في تأسيسها وفي بقاء وانتشار الإسلام في شرق أوروبا وفي منطقة البلقان تحديداً.
وقد ولد الفاتح ﻋﻠﻲ ﺣﺴﻨﻴﻦ عام 1946 ﻓﻲ ﻣﺪﻳﻨﺔ ﻛﺮﻛﻮﺝ ﺑﻮﻻﻳﺔ ﺳﻨﺎﺭ بالجنوب الشرقي السوداني، وﺗﺨﺮﺝ في ﻛﻠﻴﺔ ﺍﻟﻄﺐ ﺑﺠﺎﻣﻌﺔ ﺑﻠﻐﺮﺍﺩ، ﻭﺣﺼﻞ ﻋﻠﻰ ﺩﺑﻠﻮﻡ ﺍﻷﻣﺮﺍﺽ ﺍﻟﺒﺎﻃﻨﻴﺔ ﻣﻦ ﺟﺎﻣﻌﺔ فيينا ﺑﺎﻟﻨﻤﺴﺎ.
وبعدها نشط في الدعوة الإسلامية في البوسنة والهرسك وعمل ﻣﺴﺘﺸﺎﺭا وقائما بأعمال الرئيس ﺍﻟﺒﻮﺳﻨﻲ الأسبق علي عزت بيغوفيتش، الذي تعرف عليه في تركيا التي أقام بها الفاتح بعد إنهائه دراسة الطب في يوغوسلافيا "سابقاً" والنمسا، كما تولى المرحوم الفاتح رئاسة ﻣﺠﻠﺲ ﺍﻷﻣﻨﺎﺀ في جمعية ﺍﻟﻤﻐﺎﺭﺑﺔ بالنمسا، وأسس ﺍﻟﻤﺠﻠﺲ ﺍﻹﺳﻼﻣﻲ ﻟﺸﺮﻕ ﺃﻭﺭﻭﺑﺎ واﻟﻤﺪﺭﺳﺔ ﺍﻟﻌﻠﻴﺎ ﺑﺈﻗﻠﻴﻢ ﺑﻴﻬﺎﺝ ﻓﻲ ﺍﻟﺒﻮﺳﻨﺔ، وترأس ﻭﻛﺎﻟﺔ ﺇﻏﺎﺛﺔ ﺍﻟﻌﺎﻟﻢ ﺍﻟﺜﺎﻟﺚ.
وأيضاً، كون الطبيب السوداني الراحل علاقات مع قادة العمل الخيري والدعوي في تركيا، وأسس ﻣﺪﺭﺳﺔ ﺍﻟﻐﺎﺯﻱ "ﻋﻠﻲ ﻋﺰﺕ ﺑﻚ" في إسطنبول.
ويرتبط الفاتح بعلاقات وثيقة مع الرئيس التركي رجب طيب أردوغان تعود إلى سبعينيات القرن الـ20.
ويصف أردوغان الفاتح بأنه شيخه ومعلمه، وقد زاره في منزله بالخرطوم عام 2017 للاطمئنان على صحته وطلب الدعاء منه.
كما أرسل له أردوغان طائرة إسعاف خاصة في يوليو/تموز 2018 وعلى متنها طاقم طبي على أعلى مستوى ونقله للعلاج في تركيا.
وﻛﺎﻟﺔ العالم الثالث -التي أسهها الفاتح حسنين في النمسا- أسهمت بشكل كبير في ﺇﻧﺸﺎﺀ ﺩﻭﻟﺔ ﺍﻟﺒﻮﺳﻨﺔ ﻭﺍﻟﻬﺮﺳﻚ، ﻭﺩﻋﻢ ﺍﻟﻮﺟﻮﺩ ﺍﻹﺳﻼﻣﻲ ﻓﻲ ﺷﺮﻕ ﺃﻭﺭﻭﺑﺎ، ﺧﺎﺻﺔ ﻓﻲ ﺃﻟﺒﺎﻧﻴﺎ ﻭﻛﻮﺳﻮﻓﻮ.
كما تولى رئاسة ﻣﺠﻠﺲ ﺍﻷﻣﻨﺎﺀ ﺑﺠﻤﻌﻴﺔ ﺍﻟﻤﻐﺎﺭﺑﺔ بالنمسا، وأسس ﺍﻟﻤﺠﻠﺲ ﺍﻹﺳﻼﻣﻲ ﻟﺸﺮﻕ ﺃﻭﺭﻭﺑﺎ واﻟﻤﺪﺭﺳﺔ ﺍﻟﻌﻠﻴﺎ ﺑﺈﻗﻠﻴﻢ ﺑﻴﻬﺎﺝ ﻓﻲ ﺍﻟﺒﻮﺳﻨﺔ، وترأس ﻭﻛﺎﻟﺔ ﺇﻏﺎﺛﺔ ﺍﻟﻌﺎﻟﻢ ﺍﻟﺜﺎﻟﺚ.
ومن أبرز أنشطته الدعوية قيامه بطبع معاني ﺍﻟﻘﺮﺁﻥ ﺍﻟﻜﺮﻳﻢ باللغات البوسنية والألبانية والبلغارية والتشيكية والرومانية، كما ﻋﻤﻞ ﻋﻠﻰ ﺗﺮﺟﻤﺔ ﺍﻟﻜﺜﻴﺮ ﻣﻦ ﺍﻟﻜﺘﺐ ﺍﻹﺳﻼﻣﻴﺔ ﺇﻟﻰ عدد من لغات ﺃﻭﺭﻭﺑﺎ ﺍﻟﺸﺮﻗﻴﺔ، ﻭﺃﺻﺪﺭ ﻣﺠﻠﺔ "ﺍﻟﺸﺎﻫﺪﺓ" ﺍﻟﺘﻲ ﻋﻨﻴﺖ ﺑﺄﺧﺒﺎﺭ ﺍﻷﻗﻠﻴﺎﺕ ﺍﻹﺳﻼﻣﻴﺔ هناك.
ومن جهته، اتصل نائب رئيس مؤسسة اتحاد العلماء والمدارس الإسلامية في تركيا "سعد ياسين" بعائلة الداعية د. الحسنين، معبراً عن تعازيهم الحارة بوفاة والدهم، ومتمنياً لهم الصبر والرحمه لفقيدهم.
سمعت عنه كثيراً وحاولت كثيرا أن أزوره ولكن حالت الظروف دون ذلك، وقد سمعت عنه الكثير من الفضائل والمكارم من مقربين منه.. رحم الله الفاتح حسنين وأسكنه فسيح جناته.
وسيوارى جثمان الراحل الثرى غدا الثلاثاء في إحدى مقابر المدينة.