- ℃ 11 تركيا
- 22 نوفمبر 2024
مصطفى الصواف يكتب: الكيان إلى زوال من داخله
مصطفى الصواف يكتب: الكيان إلى زوال من داخله
- 7 مارس 2023, 4:44:53 م
- تم نسخ عنوان المقال إلى الحافظة
المجتمع الصهيوني - لو أطلقنا عليه مجازا مجتمعا - فهو ذو تركيبة سكانية غير متجانسة، بجنسيات وأعراف وثقافات مختلفة ومتضادة وإن ادعت أنها تدين بدين واحد، فيهم الأمريكي وفيهم المغربي، وفيهم الإيراني وفيهم الروسي وكل منهم له طباع مختلفة وتربية متناقضة.
ورغم مرور ما يزيد عن سبعين عاما من الإعلان عن دولتهم إلا أن هذا المجتمع يظهر اليوم على حقيقته؛ مجتمع غير متجانس مفكك وهذا يشكل خطرا حقيقيا على هذا المجتمع .
أي مجتمع لا يمكن له الاستمرار في النمو والبقاء لتوفر الإمكانات المادية والقوة العسكرية وحسب، دون تجانس في الثقافة والأعراف، فالكيان يفتقر لثقافة تجمع أطيافه المتناقضة، فمثلا اليهودي الروسي لازال متمسكاً بروسيته ثقافة ولغة يتحدث بها مع من على شاكلته من الروس رغم معرفته بالعبرية، والعربي المراكشي عندما يكون في مجتمع مغربي مراكشي لا يتحدث العبرية وإنما يفضل الحديث بالمراكشية المغربية رغم معرفته التامة باللغة العبرية .
ما يسمى بالشعب اليهودي أكذوبة روجتها الصهيونية حتى تتمكن من تجميع عدد أكبر من اليهود، ورغم مرور كل هذه السنوات فالصراع لازال قائما داخل هذا الكيان؛ بين الشرقيين والغربيين (السفارديم والأشكناز) مجتمع لا يؤمن بالمساواة، وتبرز واضحة فيه العنصرية، ولقد زاد الأمر انكشافا مع قدوم اليهود الفلاشة من إفريقيا، وما تبعها من عنصرية وتفرقة بينهم وبين اليهود الأشكناز والذين يرون أنهم السادة والفلاشة هم أقرب للعبيد.
أكذوبة الشعب اليهودي اليوم ووسط ما يجري من أحداث داخل الكيان أكدت على أن اليهود أصحاب ديانة نعم، ولكنهم ليسوا شعبا متجانسا في العرق والثقافة والتربية كأي شعب على وجه الأرض، وأن هذا المجتمع المسمى بالشعب اليهود سرعان ما سينتهي بعد توسع حالة الصراع القائمة اليوم .
الاتحاد السوفيتي ليس بعيدا عنا، وقد عاش سنوات طويلة في وحدة جغرافية ولكن ما حدث في الاتحاد السوفيتي من تفكك وتفرق ونزاع هو ناتج في المقام الأول على أن شعوب الاتحاد لم تكن متجانسة مكونة من عرقيات مختلفة وثقافات متعددة، ورغم القوة التي كان عليها الاتحاد السوفيتي إلا ان هذه القوة لم تحفظ وحدته وكان إنهياره أسرع مما كان يتصور الجميع.
مرة أخرى نعود للكيان الذي عاش الخمسة والسبعين عاما الماضية على أكذوبة شعب الله المختار وعلى أنه شعب ومجتمع ودولة، ولكن الواقع كل يوم يؤكد أن هذا مجتمع مصطنع وليس مجتمعا متجانسا عرقيا أو ثقافيا ولذلك النتيجة الحتمية تقول أنه إلى زوال مهما امتلك من قوة.