- ℃ 11 تركيا
- 22 نوفمبر 2024
مصطفى الصواف يكتب: حماس تقول: ولي فيها مآرب أخرى
مصطفى الصواف يكتب: حماس تقول: ولي فيها مآرب أخرى
- 19 سبتمبر 2022, 1:35:11 م
- تم نسخ عنوان المقال إلى الحافظة
حماس محاصرة كما يعرف الجميع ،وحصارها عن ليس فقط من الاحتلال بل وتشارك دول الجوار الحصار بشكل أو بأخر ، وربما البعض يرى أن مصر لم تعد تحاصر حماس والمقاومة ولكن الذي يحكم مصر هو المصالح الاقتصادية التي تعود على الجهات الأمنية المسيطرة على العلاقة بين حماس والنظام ، وهذه المصالح الاقتصادية لو انتفت ستعود مصر إلى حصار حماس إقتصاديا كما تحاصرها عسكريا.
الحديث ليس للنيل من مصر ، فمصر اكبر من أن ينال منها ولكنها المصلحة التي تحكم السياسة بعيدا عن الجوار والدم والدين والاخوة.
ما أريد إن اتحدث به هو لماذا تعيد حماس تواجدها في الساحة السورية والتي شكلا يقال أنها مع المقاومة وتقف الى جوارها وتشكل معها ومع أخرين حلفا عسكريا متعاونا في مواجهة العدوان في ظل التطبيع وبيع الأوهام الذي تقوم به العديد من الدول التي طعنت الفلسطينيين بخنجر من الظهر بدعوى الحفاظ على حقوق الشعب الفلسطيني وهي في حقيقته تفريط بالحق الفلسطيني.
مرة أخرى أعود للساحة السورية وعودة حماس إليها، وحماس تدرك حقيقة النظام السوري وقدرته وسبطرته على الأراضي السورية ومقدرات السوريين ، والجميع يعلم أن إيران هي من يتولى أمر النظام وأمر سوريا ، وحماس تعلم كل ما سيقال من الإخوة السوريين وغير السوريين من عودة حماس لسوريا وغير ذلك من الاتهامات التي أرى أنها بعيدة عن الحقيقة التي عليها حماس وموقفها مما حدث في سوريا وما تعرض له الشعب السوري.
ما سأقوله هو من باب التحليل السياسي وليس بناء على معلومة من حماس ولكن رؤية لما يجري وبما تفكر به حماس .
حماس من خلال قرارها العودة للساحة السورية في ظل الحصار الذي تتعرض له وهو واقع وتحديدا حصار المقاومة والعمل على تجفيف منابعها ، ولعل ما تفكر به حماس اليوم هو الوصول إلى الضفة الغربية ، فغزة حماس لديها ظروفها الصعبة بتجاوز الحصار بطرق إبداعية مختلفة ، ولكن حماس على قناعة تامة بأن الوصول للضفة الغربية لا مجال فيه من قطاع غزة ، ولا مجال فيه من الجغرافية الأردنية وكذلك اللبنانية ولكن ترى حماس الى وصول الدعم إلى الضفة الغربية عبر الساحة السورية التي تتحكم بها إيران.
لذلك العودة للساحة السورية محاولة لاستثمار الوضع القائم في سوريا من اجل دعم المقاومة في الضفة الغربية والتي بدت تشتد، وهذا احد اهم الاسباب التي أرى انها دعت حماس للعودة الى الساحة السورية وهي تتحمل الأن كل الحديث الذي يتناولها بسوء من اجل إحياء المقاومة في الضفة وترى أن الساحة السورية هي الوحيدة اليوم لتحقيق المطلوب لذلك وأنها باتت الاقرب للساحة الفلسطينية في الضفة الغربية.
هذا ما أراه قد يكون هدف لحماس إلى جانب الأهداف الاخرى التي تفكر حماس بتحقيقها من خلال التوجه إلى الساحة السورية ، ولذلك تريثوا وتمهلوا ووفروا كل ما تتحدثون عنه عن حماس وخطيئتها وتفريطها بالدماء السورية والفلسطينية التي أريقت على الاراضي السورية ، انتظروا وضعوا خطا للرجعة حتى تتبين حقيقة الموقف وحقيقة العودة للساحة السورية ، وكما يقول المثل أو الحكمة إن غدا لناظره قريب.