معن بشور يكتب: في الذكرى السنوية الاولى للعدوان الثلاثي على اليمن

profile
معن بشور مفكر وكاتب سياسي لبناني، الرئيس المؤسس للمنتدى القومي العربي
  • clock 12 يناير 2025, 2:44:23 م
  • eye 71
  • تم نسخ عنوان المقال إلى الحافظة
Slide 01
تعبيرية

في الذكرى السنوية الاولى للعدوان الامريكي-البريطاني- الصهيوني على اليمن (12-12-2024) يغمرنا شعوران ، اولهما حزن والم على شهداء اعزاء فقدناهم وجرحى كرام تمكّن العدو منهم ، ودمار كبير حل ببلادنا لا سيّما في غزة وعموم فلسطين وفي لبنان ، لاسيّما في جنوبه وبقاعه وضاحية بيروت الجنوبية ، وشعور بالاعتزاز ببطولات اسطورية شهدناها في غزة وبلدان الاسناد... وفي القلب منها اليمن الذي ما زال شعبه وقواته المسلحة وقيادته يواصلون مهمتهم في اسناد غزة حتى وقف العدوان ، الذي بالمناسبة بات مطلباً دولياً عبّرت عنه شعوب العالم ومنظماته الدولية.


وما كنّا لنرى هذا العدوان الثلاثي على اليمن ليحصل ويستمر لولا شعور العدو وحلفاؤه بخطورة هذا النموذج اليمني المتميز الذي يمكن ان يتحول كالنموذج اللبناني المقاوم والشهم الى قدوة لبقية اقطار الامة فيسقط الى الابد عصر الهيمنة الاستعمارية والصهيونية على المنطقة.


لقد امضى اعداء الامة قرناً ونيف في مخططات ومشاريع تفتيت الامة لادراكهم بمخاطر وحدتنا على وجودهم ومصالحهم لذلك لجأوا  الى استفرادنا قطراً قطراً وجماعة جماعة . 


ثم جاء "طوفان الاقصى" وهبّ بعض ابناء الامة ، وفي مقدمهم اليمنيون لإسناد اخوانهم في غزة و فلسطين..فكان العدوان الثلاثي على اليمن عام 2024..كما كان العدوان الثلاثي على مصر بقيادة جمال عبد الناصر عام 1956، والذي نجحت حركة امتنا في تحويله الى نقطة تحول كبرى في حياتها وحياة العالم قبل ان تنقض القوى المعادية  وتجهز على ما حققناه من انجازات.


ولكن ما زاد من ادراك الاعداء لمخاطر الدور اليمني في اسناد غزة هو كيف استطاع بلد فقير محدود الامكانيات شهد حرباً في داخله، وعدواناً من الخارج، ان يواجه قوى عظمى ويؤثر في الملاحة الدولية غير آبه بأكبر القوى البحرية في العالم..فجاء اليمنيون ومعهم المقاومة الفلسطينية واللبنانية وداعميهما في الاقليم ليؤكدوا للعالم اجمع ان للارادات ايضاً دورها في تعديل موازين القوي ، بل في ابتكار الادوات والوسائل القتالية القادرة على تحييد احدث الوسائل والقدرات التكنولوجية.


ونحن في لبنان لا ننسى ايضا ً مشاركة اخوتنا من اليمن،شمالاً وجنوباً ، معنا ومع الاخوة الفلسطينيين والسوريين وشرفاء الامة واحرار العالم في الدفاع عن لبنان في وجه الغزو الصهيوني للبنان وحصار العاصمة بيروت عام 1982...كما في ملحمة الشقيف (التي انحنى لأبطالها الشهداء كل من مجرمي الحرب بيغن وشارون) وفي مقدمهم البطل اليمني الشهيد محمد الحكيمي نائب قائد الموقع في تلك القلعة الشامخة المطلة على فلسطين.


في الذكرى السنوية الاولى للعدوان الثلاثي على اليمن...وعشية ما يتردد عن قرب وقف الحرب على غزة، لا يسعنا الا ان نوجه التحية لشعبنا العظيم في اليمن ولقواته المسلحة وقيادته المجاهدة على عام من الانجازات والمفاجآت التي اذهلت العالم وعززّت ثقة الامة بنفسها وبقدراتها لما فيه خير وكرامة امتنا والانسانية جمعاء.

التعليقات (0)