- ℃ 11 تركيا
- 22 نوفمبر 2024
معهد إسرائيلي: هكذا تفكر حماس وسط موجة التصعيد الحالية
معهد إسرائيلي: هكذا تفكر حماس وسط موجة التصعيد الحالية
- 12 أبريل 2022, 8:22:24 ص
- تم نسخ عنوان المقال إلى الحافظة
تثير الهجمات الأخيرة في قلب المدن الإسرائيلية شعورا بالنجاح بين الفلسطينيين، ويرجع ذلك بشكل أساسي إلى الإحراج الذي تسببه هذه الهجمات لمنظومة الأمن الإسرائيلية.
وقال مسؤول كبير في "حماس" تعليقا على هجوم تل أبيب إن "العمليات المسلحة في قلب تل أبيب توضح قدرة المقاومة على كسر جهاز الأمن الإسرائيلي". وأشادت حركة "الجهاد" بالشاب الفلسطيني الذي نفذ هجوم تل أبيب واصفة العملية بأنها "واحدة من أقوى عمليات المقاومة التي صدمت إسرائيل وكشفت هشاشتها". كما دعت الحركة إلى المزيد من "عمليات حرب العصابات"، وإلى اعتبار "الشهيد" نموذجا يحتذى به.
كما شارك "حزب الله" اللبناني في الاحتفاء بالعمليات، قائلا إن المقاومة الفلسطينية تثبت قدرتها على مواجهة إسرائيل والرد على جرائمها في مكان لم يكن يتوقعه أحد، أي داخل الأراضي المحتلة. كما اعتبر الحزب أن الهجوم فضح ضعف إسرائيل والارتباك بين أجهزتها الأمنية.
وتعد إسرائيل حاليا في خضم حملة جديدة من الهجمات القاتلة، التي تقودها "حماس" بشكل رئيسي بالتنسيق الوثيق مع "الجهاد"؛ حيث عُقدت 4 اجتماعات تنسيقية مؤخرا في بيروت بين "صالح العاروري"، المسؤول عن الضفة الغربية في حماس، و"زياد النخالة"، الأمين العام لحركة "الجهاد".
ويعد الهدف من هذه الحملة هو توحيد جبهات النضال الفلسطيني ضد إسرائيل في ساحة شاملة. وفي الوقت نفسه، تستهدف هذه الحملة تقويض سيطرة السلطة الفلسطينية على الضفة الغربية، كما يتضح في منطقة جنين التي تسيطر عليها عناصر فلسطينية مسلحة خارج قبضة السلطة.
وفي الأشهر الأخيرة وخاصة قبل رمضان، شنت حماس حملة تحريضية مكثفة استهدفت عموم الفلسطينيين بغض النظر عن انتمائهم التنظيمي. وتشجع الحملة على الاستشهاد في سبيل الدين والوطن، فيما يعد المرحلة الأولى من خطة مكونة من 3 مراحل. المرحلة الأولى هي إطلاق النار داخل المدن الإسرائيلية من قبل أشخاص منفردين، وهو ما حقق نجاحا ملحوظا حتى الآن.
وتتعلق المرحلة الثانية بإشعال القدس والضفة الغربية خاصة مع الإجراءات الإسرائيلية القاسية كرد على هذه الهجمات. وفي كل بيان بعد هجوم ناجح، تدعو حماس إلى تصعيد النضال ضد إسرائيل في جميع أنحاء الضفة الغربية، ولكن حتى الآن فشلت الخطة في توسيع "المقاومة" من هجمات فردية إلى انتفاضة شعبية في القدس والضفة الغربية.
وتعد المرحلة الثالثة مشروطة بنجاح المرحلة الثانية ورد إسرائيل، حيث يمنح التصعيد الواسع في الضفة الغربية والقدس "حماس" شرعية فتح مواجهة مع إسرائيل من خلال إطلاق الصواريخ من قطاع غزة.
وتعتبر القدس الجبهة الأكثر حساسية، وإذا نجحت إسرائيل في منع الهجمات الفردية والاشتباكات في جميع أنحاء المدينة فستهدأ الجبهات الأخرى وسيفشل سيناريو التصعيد الذي صاغته "حماس".
وإذا بدأت "حماس" في التصعيد في قطاع غزة قبل أن تمتد الأحداث إلى القدس والضفة الغربية، فستجد صعوبة في أن تشرح للجمهور في غزة سبب جلب أضرار كبيرة للقطاع وتعطيل جهود إعادة الإعمار، فضلا عن التسبب في وقف توسيع تصاريح العمل الإسرائيلية. وهكذا لن يشتعل قطاع غزة قبل أن تشتعل القدس.
وتحاول إسرائيل أن تتبنى سياسات وإجراءات تعطل خطة حماس، وتتصرف الحكومة بحذر عبر فصل عموم السكان في الضفة الغربية عن منفذي العمليات المحتملين، والسماح للجمهور الفلسطيني بأكبر قدر ممكن من ممارسة حياتهم الروتينية.
بالإضافة إلى ذلك، تسعى الحكومة الإسرائيلية إلى التفريق بين الفصائل الفلسطينية المختلفة، وتحاول تجنب الإشارة إلى التقارب بين "حماس" والضفة الغربية والمهاجمين العرب في إسرائيل.
بمعنى آخر، تركز إسرائيل على إحباط خطة "حماس" لتوسيع الصراع من عمليات إطلاق نار فردية إلى حملة متعددة الجبهات والفصائل.
المصدر | عودي ديكل/معهد دراسات الأمن القومي الإسرائيلي -