- ℃ 11 تركيا
- 22 نوفمبر 2024
معهد تشاتام هاوس: معركة “المعلومات المضللة” الروسية تتجاوز حدود أوكرانيا وحلفائها
معهد تشاتام هاوس: معركة “المعلومات المضللة” الروسية تتجاوز حدود أوكرانيا وحلفائها
- 11 يونيو 2022, 11:15:06 ص
- تم نسخ عنوان المقال إلى الحافظة
لندن: تسهم المعلومات في هذا العصر الذي تقوم فيه وسائل التواصل الاجتماعي بدور بارز في الحياة اليومية بالنسبة لكثيرين في أنحاء العالم، في سياسات دول تستهدف جماهير معينة لتمرير أهدافها إليها. وبات هذا الجانب يشكل على ما يبدو جزءا أساسيا من معركة روسيا في أوكرانيا التي لا تعتمد على القوة العسكرية وحدها.
وقال آدم كوالسكي، الباحث المساعد في برنامج روسيا وأوراسيا بالمعهد الملكي للشؤون الدولية (تشاتام هاوس) إنه على الرغم من أن حرب روسيا في أوكرانيا لم تحقق بعد أي انتصارات عسكرية كبيرة، ويتجه اقتصاد موسكو نحو أسوأ ركود منذ انهيار الاتحاد السوفيتي، أثبتت معركة موسكو في مجال المعلومات صعوبة هزيمتها.
وقال كوالسكي في تقرير نشره معهد تشاتام هاوس إن المعلومات الخبيثة تعد جانبا رئيسيا من استراتيجية الحرب الروسية حيث إنها تستخدم بيئة المعلومات لتبرير حربها محليا وخارجيا، ولإجبار الجماهير على دعم أعمالها عن غير قصد.
وتستخدم موسكو روايات تدور حول الموضوعات العريضة المناهضة للاستعمار والإمبريالية الغربية، مع أكاذيب متكررة تشمل حماية الروس العرقيين في دونباس من الإبادة الجماعية المفترضة، و”نزع النازية” عن أوكرانيا، وإلقاء اللوم في الغزو على “عدوان” حلف شمال الأطلسي.
وقبل غزو أوكرانيا، خصص الكرملين بشكل استباقي ميزانية كبيرة لهذه الممارسات، حيث زاد الإنفاق الحكومي على “وسائل الإعلام” بين شباط/فبراير وآذار/مارس 2022 بنسبة 433% ليصل إلى 4ر17 مليار روبل (حوالي 215 مليون يورو).
قبل غزو أوكرانيا، خصص الكرملين بشكل استباقي ميزانية كبيرة لترويج روايته، حيث زاد الإنفاق الحكومي على “وسائل الإعلام” بين شباط/فبراير وآذار/مارس 2022 بنسبة 433%
وبالتوازي مع هذه الزيادة، تم إدخال قوانين تزيد من تقييد حرية التعبير تحت ستار مكافحة الأخبار المزيفة، وطرد وسائل الإعلام الغربية، واعتقال الآلاف من المتظاهرين في جميع أنحاء المدن الروسية، وكل ذلك يسمح للكرملين بتوسيع سيطرته على الفضاء الإعلامي المحلي وتعزيز الدعم لحربه.
ويقول كوالسكي، الحاصل على درجة الماجستير في السياسة والأمن والعلاقات الدولية في أوراسيا من كلية الدراسات السلافية والأوروبية الشرقية من جامعة لندن إن حملات التضليل في دول مثل جنوب أفريقيا والهند والبرازيل والمكسيك تهدف إلى تطوير الدعم لموقف موسكو وبناء التعاطف ضد العقوبات.
وبعد ذلك، ومن أجل الحد بشكل أكبر من المخاطر التي تهدد سيطرة الكرملين على الفهم المحلي للحرب والوضع الاقتصادي، تسعى موسكو أيضا إلى بناء مشاعر موالية لروسيا أو معادية للغرب بين تلك الدول التي لا تدعم كييف.
وبالإضافة إلى اتخاذ الترتيبات المالية، قضى الكرملين أيضا بعض الوقت قبل الغزو لإعداد مساحة المعلومات لرواياته حول الحرب. وفي الأسبوعين الأخيرين من كانون الثاني/يناير، شاركت وسائل الإعلام الروسية الرسمية 1600 منشور يتضمن إشارات إلى أوكرانيا.
وشكل هذا ما يقرب من 40% من المشاركات، حوالي 173 ألف إعجاب ومشاركة وتعليق، من قبل مستخدمي اللغة الإسبانية حول غزو أوكرانيا، بينما في الشرق الأوسط زاد عدد مرات نشر مواد “آر تي” و”سبوتنيك” بالعربية بنسبة 35 و 80% على التوالي بعد الغزو.
وأدت ثلاث من التغريدات الست الأكثر شعبية في هذه الفترة إلى تضخيم روايات وزارة الخارجية الروسية حول مختبرات الأسلحة البيولوجية السرية في أوكرانيا، وأسفرت حملة منسقة استهدفت جنوب أفريقيا وغانا ونيجيريا بروايات مؤيدة للكرملين عن الغزو عن نشر 23 مليون تغريدة حول وسمي “أدعم بوتين” و”أدعم روسيا”.
وفي نيجيريا، أفادت تقارير بأن حسابات صحافيين تعرضت للاختراق لنشر روايات كاذبة حول غزو أوكرانيا، مما أدى إلى نشر 766 رسالة غير مصرح بها عبر فيسبوك وتويتر ولينكد إن.
وعلى الرغم من أنه قد يكون من الصعب التأكد من التأثير المباشر لمثل هذه الحملات، إلا أنها تضفي وزنا إضافيا على الروايات التي تشرح سبب امتناع ما يقرب من نصف الدول الأفريقية عن التصويت على قرار الأمم المتحدة الذي يدين روسيا.
وتستند الاستجابات الدولية لتكتيكات المعلومات الخبيثة الروسية إلى عقود من الخبرة ويتم دعمها الآن من خلال التمويل المتزايد وزيادة الوعي بطبيعة المشكلة.
ويضيف كوالسكي أنه بعد أن نأت هذه الدول بنفسها عن دعم موسكو مباشرة، ولكن دون التعبير عن دعمها لأوكرانيا، أصبحت الآن أهدافا رئيسية لتغذية الدعم لـ “حلول” الحرب التي تصب في صالح روسيا.
ومع تشديد الكرملين قبضته على الفضاء الإعلامي في روسيا وزيادة الإنفاق على نشر المعلومات، كانت الاستجابة الدولية سريعة وموحدة مع قيام العديد من شركات التكنولوجيا ومنصات التواصل الاجتماعي بزيادة الجهود المبذولة لتسليط الضوء على الجهات الفاعلة في مجال المعلومات الخبيثة وإزالتها.
ويختتم كوالسكي تقريره بأنه إذا لم يكن بالإمكان توسيع الاتجاه لتهديد المعلومات المضللة المتزايدة لتشمل أهداف الكرملين الأخرى، بما في ذلك تلك الأقرب إلى الوطن، فسوف يتزايد الضغط من خارج الحدود الوطنية لتقديم تنازلات مفيدة لأهداف روسيا على المدى الطويل.
(د ب أ)