- ℃ 11 تركيا
- 2 يناير 2025
مفاجأة كشفها جيمي كارتر: السعودية دعمت اتفاقية كامب ديفيد سرا وعارضتها علنا
مفاجأة كشفها جيمي كارتر: السعودية دعمت اتفاقية كامب ديفيد سرا وعارضتها علنا
- 30 ديسمبر 2024, 11:25:15 ص
- تم نسخ عنوان المقال إلى الحافظة
قال الإعلامي وأستاذ الصحافة التلفزيونية المصري، حافظ المرازي، إن الرئيس الأمريكي الأسبق جيمي كارتر، كشف من قبل عن دعم قدمته المملكة العربية السعودية عند توقيعه اتفاقية كامب ديفيد مع العدو الصهيوني.
وأمس، رحل الرئيس الأمريكي الأسبق كارتر عن عمر ناهز 100 عاما، وقد شغل منصب رئيس الولايات المتحدة الأمريكية التاسع والثلاثين من عام 1977 إلى 1981.
وتوسط كارتر في مفاوضات السلام بين مصر (الرئيس أنور السادات) والعدو الصهيوني (رئيس الوزراء مناحم بيغن)، ما أدى إلى توقيع اتفاقية كامب ديفيد (1978) أول اتفاقية سلام بين إسرائيل ودولة عربية.
وكتب المرازي، في منشور عبر حسابه بمنصة فيسبوك: "بمناسبة رحيل الرئيس الأمريكي جيمي كارتر عن عمر بلغ مائة سنة، كان قد سُئل عما إذا كان للسعودية دور خفي في دعم كامب ديفيد ومعاهدة السلام بين مصر واسرائيل؟ وكشف وقتها سراً بأن السعودية أيدت المعاهدة قبل توقيعها ولكن…!".
وأوضح أن السؤال وجهه له د. سعد الدين إبراهيم، عبر مدير الندوة بجامعة ميريلاند، في الذكرى العشرين لكامب ديفيد، وهو د. شبلي تلحمي، وبحضور السيدة جيهان السادات (يوم 25 أكتوبر 1998).
وأضاف أن الترجمة الحرفية للإجابة هي: "الرئيس كارتر كانت كالتالي: "حسنًا، هذا في الماضي، أعتقد أن هذا كان سرًا لم يعرفه أحد سوى أنا وولي العهد فهد، الذي أصبح الآن الملك فهد. قبل أن نذهب إلى كامب ديفيد، التقيت بولي العهد فهد. شجعني على المضي قدمًا وقال إنه يتمنى كل النجاح".
وتابع كارتر: "عندما غادرت إسرائيل في ربيع عام 1979 ووصلت إلى المطار في القاهرة للحصول على الموافقة النهائية من الرئيس السادات على النص الدقيق للمعاهدة، وصعدت على متن طائرة “إير فورس وان” للعودة إلى الولايات المتحدة، كانت أول رسالة تلقيتها من السعودية. قالت الرسالة: نحن مسرورون جدًا بالنجاح الذي حققته وبمعاهدة السلام التي نأمل أن تجلب نهاية للعنف في منطقتنا".
وأشار كارتر إلى أن السعوديين كانوا قريبين جدًا منه كرئيس، مضيفا: "عندما واجهت مشكلة مع النفط، أو عندما واجهت مشكلة لاحقًا مع الغزو السوفيتي لأفغانستان في أسبوع عيد الميلاد عام 1979، كانوا موجودين لمساعدتي".
وأردف: "مع ذلك، فإن العاقبة المؤلمة لمعاهدة السلام كانت الإدانة شبه الإجماعية في العالم العربي للرئيس السادات والمقاطعة لمصر نفسها. فقط ثلاثة قادة عرب امتنعوا عن تلك الإدانة: الملك الحسن ملك المغرب، الرئيس نميري في السودان، والسلطان قابوس في عُمان. أما الآخرون فقد أدانوا البيان علنًا.
وزاد: "وكما هو الحال غالبًا في السياسة، هناك فرق بين التصريحات العلنية والضمانات الخاصة. لذا يمكنني أن أخبرك أنني حصلت على ضمانات خاصة بالتشجيع من السعوديين للمضي قدمًا. ولكن علنًا، انضموا إلى قادة العرب الآخرين في الاعتراض".
موقف السعودية من اتفاقية كامب ديفيد
الجدير بالذكر أن موقف السعودية المعلن والرسمي من توقيع الرئيس المصري أنور السادات اتفاقية كامب ديفيد عام 1978 كان سلبياً ومعارضاً بشدة، وهو موقف يعكس الانقسام العربي الذي أحدثته الاتفاقية في ذلك الوقت.
ورأت السعودية أن الاتفاقية خالفت الإجماع العربي بشأن القضية الفلسطينية ولم تحقق الحقوق المشروعة للشعب الفلسطيني، خصوصاً حقه في إقامة دولته المستقلة.
واعتبرت الاتفاقية خطوة انفرادية من مصر، أدت إلى إخراجها من الصف العربي ومقاطعتها سياسياً من قبل الدول العربية.
وانضمت السعودية إلى بقية الدول العربية في مقاطعة مصر، وتم تعليق عضويتها في جامعة الدول العربية عام 1979. كما تم نقل مقر جامعة الدول العربية من القاهرة إلى تونس كجزء من الاحتجاج العربي ضد الاتفاقية.
وعارضت السعودية أي خطوات تطبيع فردية مع إسرائيل، واعتبرت أن السلام يجب أن يكون شاملاً ويحقق العدالة للفلسطينيين وليس على حساب حقوقهم.
شاركت السعودية في دعم الجبهة العربية الرافضة للاتفاقية، بما في ذلك دعم العراق وسوريا ومنظمة التحرير الفلسطينية، وشجعت على استمرار الضغط على إسرائيل لتحقيق الانسحاب من الأراضي المحتلة.
على الرغم من المعارضة السعودية الشديدة في البداية، فإن مواقف الدول العربية، بما فيها السعودية، شهدت تحولات تدريجية على مدى العقود اللاحقة، لكن موقفها من اتفاقية كامب ديفيد ظل مرهونًا بالتطورات في القضية الفلسطينية وإقامة دولة فلسطينية مستقلة.