- ℃ 11 تركيا
- 24 نوفمبر 2024
مفارقة خليجية: الرياض وأبوظبي تبتعدان عن واشنطن بينما تقترب الدوحة
مفارقة خليجية: الرياض وأبوظبي تبتعدان عن واشنطن بينما تقترب الدوحة
- 4 يونيو 2023, 4:58:21 ص
- 393
- تم نسخ عنوان المقال إلى الحافظة
قال الخبير في شؤون الشرق الأوسط جيمس دورسي إنه "بعد أكثر من ثلاث سنوات من دفن أحقاد الحرب (الأزمة الخليجية)، يتحرك الخصوم الخليجيون السابقون بطرق منفصلة بينما يناورون في منافسة القوى الكبرى".
واعتبر دورسي، في تحليل بموقع "مودرن دبلوماسي" (moderndiplomacy) الأمريكي أنه "من المفارقات أن مناهضي الإسلاميين، مثل السعودية والإمارات، انجرفوا نحو استقلال أكبر عن الولايات المتحدة، بينما قطر، التي يُنظر إليها على أنها ملاذ للإخوان المسلمين وغيرهم من الإسلاميين، أصبحت أقرب إلى الشريك الأمني (لواشنطن) في المنطقة".
ولفت إلى أن "الإمارات والسعودية قادتا مقاطعة دبلوماسية واقتصادية (بمشاركة البحرين ومصر) استمرت 3.5 سنوات لقطر في محاولة فاشلة لإجبارها على تغيير سياساتها وقطع علاقاتها مع جماعة الإخوان المسلمين وآخرين، وتم رفع الحظر في 2021".
وتابع دورسي: "منذ ذلك الحين، قادت الإمارات الجهود لإعادة الرئيس السوري بشار الأسد إلى الصف العربي، وتحسين العلاقات بين إيران ودول الخليج المحافظة، واستيعاب الجهود الروسية للتحايل على العقوبات الأمريكية والأوروبية المتعلقة بأوكرانيا"، في إشارة إلى غزو روسي مستمر منذ 24 فبراير/ شباط 2022.
وأردف: "واستضافت السعودية الشهر الماضي الأسد في قمة جامعة الدول العربية بجدة، وأنهى وجود الأسد تعليق الجامعة لعضوية سوريا قبل عقد من الزمن بسبب سلوكه الوحشي خلال الحرب الأهلية في البلاد".
دعم قطري
وبينما "عارضت الولايات المتحدة إعادة تأهيل الأسد وتعهدت بالإبقاء على عقوباتها على سوريا، ودعما للولايات المتحدة، غادر أمير قطر الشيخ تميم بن حمد آل ثاني القمة قبل أن يلقي الأسد كلمته"، بحسب دورسي.
وتابع أن "انسحاب تميم أظهر علاقات قطر العميقة مع الولايات المتحدة، وفي العام الماضي، صنف (حلف شمال الأطلسي) الناتو قطر حليفا رئيسيا من خارج الناتو لدورها في إجلاء رعايا الولايات المتحدة من أفغانستان".
وأضاف أن "تعميق العلاقات لم يمنع قطر، حيث توجد أكبر قاعدة عسكرية أمريكية في الشرق الأوسط (العديد)، من إبقاء خطوطها مفتوحة أمام الصين عبر أمور منها المساح لبكين بالوصول إلى ميناء حمد وشراء صواريخ باليستية صينية".
واستدرك: "مع ذلك، فإن قطر، على عكس الإمارات، كانت حريصة على عدم إثارة غضب الولايات المتحدة أو الابتعاد عن سياساتها".
مسار الإمارات
دورسي قال إنه "في أحدث خطوة لرسم مسارها الخاص، انسحبت الإمارات مؤخرا من قوة الأمن البحري بقيادة الولايات المتحدة، وهي القوات البحرية المشتركة (CMF)، التي تضم قوات 38 دولة، بينها قطر والسعودية، في محاولة لوقف الهجمات الإيرانية على السفن التجارية وتهريب الأسلحة والقرصنة".
وتابع: "قالت الإمارات إن انسحابها جزء من تقييم التعاون الأمني الفعال في الشرق الأوسط، وأكدت الخارجية الإماراتية أن أبوظبي ملتزمة بالحوار السلمي والمشاركة الدبلوماسية كوسيلة لدفع الأهداف المشتركة للأمن والاستقرار الإقليميين".
ولفت إلى أن "الانسحاب الإماراتي يأتي في أعقاب استيلاء إيران مؤخرا على ناقلتين نفطيتين إماراتيتين في مضيق هرمز، مما عزز الشكوك الإماراتية حول قدرة و/ أو استعداد الولايات المتحدة لحماية حركة الشحن البحري في الخليج.. وردا على الهجمات، أعلنت الولايات المتحدة زيادة دوريات الحلفاء في المضيق، لكنها لم ترسل سفنا أو أفرادا إضافيين إلى المنطقة".
شروط السعودية
و"مثل الإمارات، يبدو أن السعودية على استعداد متزايد لمعارضة سياسات الولايات المتحدة، فقد قاومت الضغوط الأمريكية للاعتراف بإسرائيل، وهو اعتراف تعتبر واشنطن أنه حاسم لجهودها لتشكيل دفاع جوي إقليمي متكامل من شأنه أن يسمح للولايات المتحدة بإعادة تنظيم التزامها الأمني تجاه الخليج"، وفقا لدورسي.
واعتبر أنه "من خلال ربط الاعتراف المحتمل بشروط، بينها الالتزام الدفاعي القوي من جانب الولايات المتحدة ودعمها لبرنامج نووي مدني سعودي، خلقت السعودية اختبارا حقيقيا لمواقف واشنطن تجاه الرياض".
وتابع دورسي أن "السعودية رفضت الشروط الأمريكية المسبقة للتعاون النووي، وبينها أن تحذو حذو الإمارات بالتنازل عن حقها في استخراج اليورانيوم أو تخصيبه أو معالجته، وردا على ذلك، تحولت المملكة إلى الصين ووسعتا التعاون".
ولفت إلى السعودية وإيران وقَّعتا، بوساطة الصين في 10 مارس/ آذار الماضي، اتفاقا لاستئناف علاقتهما الدبلوماسية، ما أنهى قطيعة استمرت 7 سنوات بين بلدين يقول مراقبون إنهما يتصارعان على النفوذ في المنطقة.
قادة إقليميون
وبينما تتنافس السعودية والإمارات على مستويات متعددة، بحسب دورسي، "تراهن على أنهما يمكن أن تلعبا بنجاح مع الولايات المتحدة والصين ضد بعضهما البعض لأنهما يعتبران نفسيهما قادة إقليميين".
وأضاف أن "للصين مصلحة كبيرة في أمن الخليج، ولكن ليس لديها القدرة ولا الإرادة لتحل محل الولايات المتحدة كضامن أمني لدول الخليج. وحيازة تلك الدول للأسلحة المتطورة لم تمكنها بعد من إنشاء قوات قتالية موثوقة، خشية أن تتحدى تلك القوات الحكم الملكي"، وفقا لقوله.
وتابع دورسي: "بالتالي، تسعى السعودية إلى خروج يحفظ ماء الوجه من تدخلها العسكري الفاشل منذ ثماني سنوات في اليمن (ضد جماعة الحوثي المدعومة من إيران). فيما أنشأت الإمارات سلسلة من البؤر الاستيطانية الإستراتيجية على طول البحر الأحمر والقرن الأفريقي التي قد لا تكون قادرة على الدفاع عنها بشكل مستدام".
وخلص إلى أن "العلاقات السعودية الأمريكية تحقق توازنا متجددا، ولا تزال الإمارات تختبر سياسة حافة الهاوية، بينما تمارس قطر اللعبة بأمان".
المصدر | جيمس دورسي/ مودرن دبلوماسي