تكبير الخط تصغير الخط

شهد سعر البن العادي ارتفاعًا كبيرًا خلال العام الماضي، حيث تضاعف أكثر من الضعف في الأسواق العالمية. ومع ذلك، فإن كبار منتجي البن حول العالم لا يشعرون بالرضا عن هذا الوضع، وفقًا لتقرير نشرته صحيفة نيويورك تايمز.

وأشارت الصحيفة إلى أن تكاليف الإنتاج ارتفعت بشكل كبير، حيث اضطر المزارعون إلى دفع أجور أعلى لجذب العمالة النادرة، كما أصبحت الأسمدة أكثر تكلفة. وفي هندوراس، تعرضت محاصيل البن لأضرار كبيرة بسبب الأمطار غير الملائمة وتقلبات درجات الحرارة، مما أدى إلى تراجع الإنتاج.

ورغم ارتفاع أسعار البن، فإن المزارعين يتوقعون أن يحققوا أرباحًا أقل هذا العام مقارنة بالعام الماضي. كما يعبرون عن قلقهم بشأن قدرتهم على التكيف مع التغيرات المناخية التي تؤثر سلبًا على إنتاجهم. ويتساءل البعض عما إذا كانت الأسعار المرتفعة ستؤدي إلى تراجع استهلاك القهوة، واستبدالها بمشروبات أرخص مثل المشروبات الغازية ومشروبات الطاقة.

تغير المناخ: التهديد الأكبر

يُعد تغير المناخ العامل الرئيسي وراء ارتفاع أسعار البن، حيث أدى إلى تقليص الإمدادات العالمية من خلال موجات الجفاف وارتفاع درجات الحرارة والأمطار الغزيرة. وقد تأثرت دول مثل البرازيل وفيتنام، أكبر منتجي البن في العالم، بشكل كبير بهذه التغيرات.

وفي هندوراس، تعرضت مزارع البن لموجة برد قاسية في ديسمبر ويناير، تلتها أمطار متأخرة منعت العمال من قطف الثمار الناضجة. ونتيجة لذلك، لا يرَ المزارعون في الأسعار القياسية مكسبًا غير متوقع، بل يعتبرونها مؤشرًا على المشاكل المتزايدة التي يواجهونها.

وضع المزارعين الصغار

تشير تقديرات منظمة أبحاث القهوة العالمية، وهي منظمة غير ربحية تعمل على تعزيز الزراعة المستدامة، إلى أن 60% من إنتاج البن العالمي يأتي من مزارع صغيرة لا تزيد مساحتها عن 50 فدانًا، يعمل بها حوالي 12.5 مليون شخص. ويعيش نحو 44% من هؤلاء المزارعين تحت خط الفقر الذي حدده البنك الدولي.

وإذا تمكن المزارعون من زيادة أرباحهم، فإنهم قد يتمكنون من التحول إلى زراعة أنواع أكثر مقاومة لتغيرات المناخ، مثل أنواع البن القادرة على تحمل ارتفاع درجات الحرارة وتقلبات هطول الأمطار. كما يمكنهم زراعة أشجار الظل لحماية التربة وتحسين جودة المحاصيل.