- ℃ 11 تركيا
- 21 نوفمبر 2024
من وراء الهجمات المتكررة على حقل كورمور للغاز في كردستان العراق؟
من وراء الهجمات المتكررة على حقل كورمور للغاز في كردستان العراق؟
- 2 مايو 2024, 10:35:31 ص
- تم نسخ عنوان المقال إلى الحافظة
أثار الهجوم المتكرر على حقل كورمور الغازي في مدينة السليمانية بإقليم كردستان العراق، تساؤلات عدة عن الجهات والأسباب التي تقف وراءها، خصوصا أن "الاتحاد الوطني الكردستاني"، الحليف لإيران هو من يتولى إدارة المحافظة، بينما توجه الاتهامات لمليشيات موالية لطهران.
وتعرض حقل كورمور إلى هجوم، الجمعة الماضي، بطائرة مسيرة انتحارية أدى إلى مقتل 4 من العاملين في شركة "دانة غاز" الإماراتية جميعهم من الجنسية اليمنية، وإصابة ثمانية آخرين، وذلك بعد عامين من تعرضه إلى ثلاث هجمات صاروخية خلال 72 ساعة فقط.
وعلى ضوء ذلك، أعلنت شركة دانة غاز الإماراتية، الاثنين، إيقاف الإنتاج مؤقتا في حقل كورمور، وأنها على تنسيق كامل مع سلطات كردستان، في دعم الالتزامات المعلنة بتقديم الجناة إلى العدالة، مؤكدة تطلعها لاستئناف عمليات الإنتاج في الحقل "بمجرد أن يصبح ذلك آمنا".
وبخصوص الجهات التي تقف وراء الهجوم، قال الكاتب والمحلل السياسي من إقليم كردستان، كفاح محمود، إنه "إذا أدركنا من المستفيد من توقف هذه الحقول عن إنتاج الغاز حينها سنعرف من وراء تنفيذ الهجمات، خصوصا أن الحقل المستهدف هو من أكبر حقول الغاز في العراق، وينتج حاليا نحو نصف مليار قدم مكعب".
وأضاف محمود أن "رئيس حكومة الإقليم مسرور البارزاني، سبق أن صرّح بأنه إذا حصل تعاون بيننا وبين الحكومة الاتحادية العراقية سنستطيع في السنوات القليلة القادمة أن نغطي العجز الحاصل في أوروبا بسبب قطع الغاز الروسي عنها، وتعويض ذلك النقص".
وفي أواخر شهر مارس 2022، كان رئيس وزراء كردستان العراق، مسرور البارزاني خلال مؤتمر للطاقة في دبي، قد أعلن أن الإقليم لديه القدرة لتعويض بعض من نقص الطاقة، على الأقل في أوروبا.
ولفت محمود إلى أن "هذا يعني أن المتضرر الوحيد من إنتاج الغاز عراقيا هي إيران، التي تصدر كميات هائلة من الغاز إلى العراق لتشغيل محطات الكهرباء، وهي التي وقّعت عقدا مع العراق قيمته 15 مليار دولار يستمر سنوات عدة لتصدير غازها".
وأكد الكاتب الكردي أنه "إذا جرى تفعيل وتطوير حقول الإقليم، فبالتأكيد ستكون إيران المتضرر الأول، وأن الأخيرة تمتلك أذرعا مليشياوية في العراق تعادي إقليم كردستان منذ سنوات طويلة، وهي مجهزة بطائرات مسيرة وصواريخ بعيدة المدى".
وتابع: "لو لاحظنا الأهداف التي تستهدفها هذه المليشيات، سندرك تماما بأنها تخدم الدولة الإيرانية واقتصادها، كونها تهدف إلى إيقاف البنى التحتية الاقتصادية في إقليم كردستان التي تبشّر بخير للعراق ككل".
وعن تداعيات مثل هذا الهجوم على العلاقة الحليفة بين إيران والاتحاد الوطني الكردستاني بقيادة بافل الطالباني، قال محمود: "أعتقد أنه أمام العامل الاقتصادي وما تستحوذ عليه إيران في العراق لا يوجد شيء اسمه حليف".
وأردف: "إيران لديها الاستعداد لسحق أي حليف إذا ما كانت عملية السحق هذه تخدم مصالحها الاقتصادية ومصالح مجالها الحيوي الذي تقوم بإنشائه من صنعاء مرورا ببغداد ودمشق وصولا إلى لبنان".
محمود رأى أن "إيران تضحّي بالكثير من أجل الحفاظ على مجالها الحيوي ومواردها الاقتصادية، كونها تخضع لعقوبات غربية صارمة، تمنعها من التقدم في الكثير من الجوانب الاقتصادية في التصدير والتصنيع، لكنها وجدت في العراق بوابة كبيرة لإنعاش اقتصادها".
وبيّن الكاتب أن "الولايات المتحدة ساعدت إيران في استثنائها من تلك العقوبات، خصوصا ما تعلق بالغاز وبعض المواد التي تصدرها إلى العراق، والتي بلغت قيمتها أكثر من 16 مليار دولار للمواد، وذلك على حساب الصناعة والزراعة المحلية العراقية".
عوامل كثيرة
وعلى الصعيد ذاته، رأى المحلل السياسي العراقي، غانم العابد، أن "الموضوع أكبر من استهداف حقل كورمور الغازي، فمنذ عودة رئيس الوزراء العراقي محمد شياع السوداني من الولايات المتحدة، حدثت هجمات عدة في سوريا والعراق".
وأوضح العابد " أن "الهجوم الأول كان ضد قاعدة حقل العمر النفطي في سوريا، وهذا جرى من داخل الأراضي العراقية وتحديدا من نينوى، وقام الطيران الأمريكي بقصف المنصة التي انطلقت منها الصواريخ، التي لم تعلن أي جهة الوقوف وراءها".
وأضاف: "الهجوم الثاني كان على حقل كورمور بطائرات مسيرة، وأيضا لم تتبنه أي جهة، وذلك منذ توقف الهجمات على المصالح الأمريكية في شباط الماضي، على إثر اتفاق حصل في مطار بغداد الدولي بين الجنرال إسماعيل قاني وقادة المليشيات العراقية".
وأكد العابد أنه "ثمة عوامل كثيرة تقف وراء شن مثل هذه الهجمات، أولها هو الاتفاق الرباعي الذي أبرم في 22 نيسان/ أبريل الجاري بين العراق وتركيا وقطر والإمارات، لإنشاء مشروع طريق التنمية التجاري، الرابط بين الخليج وأوروبا". وتابع: "أما الطرف الثالث فهو الأكثر عقائدية، وهما كتائب حزب الله وحركة النجباء، اللتان تريان أنهما أصبحتا بمفردهما في مواجهة الولايات المتحدة، لذلك هما الأقرب وراء الهجمات الأخيرة سواء في سوريا أو العراق".
وخلص العابد إلى أن "هذه المليشيات تتبع حاليا إستراتيجية القيام بضربات مع عدم إعلان تبنيها كونها تخاف من الرد الأمريكي ضدها، إذ أن إيران ليست بعيدة عن الموضوع فهذه المجاميع مرتبطة بها".
وتقوم شركة "دانة غاز" الإماراتية وفق اتفاق مبرم عام 2007، مع سلطات كردستان العراق، بإنتاج وتسويق وبيع البترول والغاز الطبيعي من حقلي كورمور وجمجمال في الإقليم.
واتهم وزير الخارجية العراقي الأسبق القيادي الكردي، هوشيار زيباري، خلال تدوينة على منصة "إكس" نشرها يوم الجمعة الماضي، من أسماهم القوى المليشياوية بالوقوف وراء الهجوم على الحقل الغازي، واصفا إياه بأنه "استهداف ممنهج لاقتصاد إقليم كردستان العراق".
الأمر الآخر، بحسب العابد، هو "موقف السوداني داخل الولايات المتحدة، خصوصا مع تسريبات غير مؤكدة تفيد بأن الإدارة الأمريكية طالبته بسحب السلاح المنفلت من هذه المليشيات، إضافة إلى الانقسامات الحاصلة داخل الأطراف المسلحة".
وأوضح الخبير العراقي أن "بعض المليشيات تسعى إلى التعامل بشكل مباشر مع الولايات المتحدة، مثل عصائب أهل الحق بزعامة قيس الخزعلي، وأخرى تبحث عن ضمانات بعدم محاسبتها كونها متورطة بارتكاب جرائم ضد الإنسانية في العراق وسوريا".