مهمة معقدة.. السعودية وإيران على رأس أجندة نتنياهو

profile
  • clock 29 ديسمبر 2022, 1:09:45 ص
  • eye 399
  • تم نسخ عنوان المقال إلى الحافظة
Slide 01

هناك قضيتان استراتيجيتان بارزتان أمام رئيس الوزراء الإسرائيلي المكلف "بنيامين نتنياهو" عندما يعود إلى منصبه يوم الخميس كرئيس للحكومة السادسة، إحداهما هي إيران، والأخرى تتعلق بالسعودية. ويمكن القول إن الأولى تمثل تهديد بينما تمثل الثانية الأمل.

وقد أعلن "نتنياهو" عن نيته إعادة الملف الإيراني إلى رأس أجندته، ومن المتوقع أن يكرس جهودا لإحباط طموحات طهران النووية.

في الوقت نفسه، من المتوقع أن يبذل كل ما في وسعه لإشراك السعودية في اتفاقيات "أبراهام". وينظر "نتنياهو" إلى السعوديين على أنهم حجر الزاوية في عملية التطبيع، وإضافة مهمة إلى الاتفاقيات التي أبرمها مع البحرين والإمارات والمغرب والسودان.

وفي الوقت الحالي، يبدو أن إدارة كلتا المهمتين لن تكونا أمرا يسيرا.

لقد قام "نتنياهو" بتشكيل الحكومة الأكثر تطرفاً في تاريخ إسرائيل، الأمر الذي سيلقي عبأ على العلاقات الاستراتيجية لإسرائيل في المنطقة. ومع ذلك، فإن "نتنياهو" يتمتع بمهارات دبلوماسية راسخة وفهم جيوسياسي عميق، وقد شرع بالفعل في حملة باتجاه السعوديين، الأمر الذي سيتطلب مساهمة أمريكية.

لكن بالرغم من طموحاته ومهاراته، فإن ترقية العلاقات مع الرياض لن تكون سهلة. وفي الواقع، قد يكون "نتنياهو" نفسه عائقا أمام تحقيق هذه النتيجة.

في غضون ذلك، يتولى "نتنياهو" منصبه حتى في الوقت الذي يضع فيه تقييم استخباراتي حديث إيران على عتبة القدرة النووية. ويرى معدّو التقرير أن على إسرائيل أن تشجع اتفاقًا يحد من البرنامج النووي الإيراني، على أساس تخفيف العقوبات الاقتصادية مقابل قيود على المشروع النووي الإيراني.

وقبل الإطاحة به من منصبه في يونيو/ حزيران 2021، طالب "نتنياهو" الولايات المتحدة والقوى العالمية الأخرى بتعديل اتفاق 2015 مع إيران لتمديد مدته وتحسين فعاليته. ومن المفترض أنه سيظل يتمسك بمطلب اتفاق "أطول وأقوى"، لكن من غير المرجح أن تخضع إيران.

ويترك ذلك لـ"نتنياهو" مسار عمل واحد فقط: ضربة عسكرية لتعطيل المشروع النووي الإيراني. وبافتراض أن مثل هذا الإجراء الصارم ممكن، يدرك "نتنياهو" أنه يجب أن يحصل على ضوء أخضر من واشنطن بالإضافة إلى التعاون والمساعدة من الولايات المتحدة.

وبعد فترة وجيزة من توليه منصبه في عام 2009، استكشف "نتنياهو" مثل هذه الخيارات، لكنه تراجع في عام 2012 بعد أن أدرك أن إدارة "أوباما" لن تتماشى مع خطته. وبعد مرور 10 سنوات، من غير المرجح أن يغير "بايدن"، رأيه في هذا الصدد. وقال مصدر دبلوماسي إسرائيلي رفيع لـ"المونيتور" إن إدارة "بايدن" أقل ميلًا  لدعم ضربة عسكرية ضد إيران حتى من إدارة "أوباما".

وتعد احتمالات إقناع الأمريكيين بتزويد إسرائيل بغطاء دبلوماسي واستراتيجي لمثل هذه الخطوة ضئيلة، وكذلك هناك فرص محدودة للتعاون الأمريكي في جهود ما الضربة بما في ذلك فرض حصار، وعقوبات اقتصادية أكثر صرامة، ومنع هجوم إيراني مضاد.

وتشعر إدارة "بايدن" بقلق بالغ إزاء حكومة "نتنياهو" الناشئة، لكنها وعدت بمنحها فرصة والحكم عليها من خلال أفعالها بدلاً من الخطاب المتطرف لأعضائها. ومع ذلك، تشير جميع الدلائل إلى التناقض الصارخ بين الأسس الأيديولوجية للحكومة ومبادئ وسياسات البيت الأبيض في عهد "بايدن"، من جميع النواحي تقريبًا.

وخلال فترة ولاية "أوباما" الثانية، رفض "نتنياهو" مطالبات الولايات المتحدة بتقديم تنازلات للفلسطينيين مقابل تعاون أمريكي أوثق بشأن إيران، وهي الصيغة التي أطلق عليها خصومها اسم "بوشار يتسهار" (المنشأة النووية الإيرانية مقابل كبح النشاط في الضفة الغربية وتحديدا في مستوطنة يتسهار اليهودية).

وكان أحد المعارضين الرئيسيين لهذا الاقتراح عضو الكنيست "بتسلئيل سموتريتش"، والذي يقف الآن إلى جانب زميله المتطرف "إيتامار بن غفير" كأعضاء قياديين في حكومة "نتنياهو" القادمة ومن غير المرجح أن يقبلا أي تنازلات للفلسطينيين.

وينطبق الشيء نفسه على ملف السعودية حيث تنقسم التقييمات الإسرائيلية فيما يتعلق باحتمال إحراز تقدم مع الرياض خلال حياة الملك "سلمان".

ويجادل بعض الخبراء الأكثر تفاؤلاً بأنه يمكن إقامة علاقات رسمية مع الرياض قريبًا إذا تم استيفاء شروط معينة، مثل استعداد الولايات المتحدة لتغيير سياستها تجاه السعودية، ومحادثات السلام الإسرائيلية مع الفلسطينيين، والتخلي الدائم عن خطط ضم الضفة الغربية وغير ذلك. وهذه الشروط غير محتملة.

وكالعادة، يلعب "نتنياهو" لعبة مزدوجة، حيث يعد "سموتريش" بتعزيز ضم يهودا والسامرة وفرض القانون الإسرائيلي هناك (على أمل أن عودة الجمهوريين إلى البيت الأبيض ستسهل مثل هذه الخطوة). وفي الوقت نفسه، تعهد لجميع الوسطاء والمبعوثين الدوليين والعرب الذين تواصلوا معه في الأسابيع الأخيرة بتجنب دفع إجراءات الضم.

ويعرف "نتنياهو" جيدًا أن الضم، كما طالب به "سموتريتش"، والسماح لليهود بالصلاة في الحرم القدسي، كما طالب "بن غفير"، يهدد اتفاقيات التطبيع مع الدول العربية. ومع ذلك، فهو يسمح لشركائه في التحالف باللعب بالنار بجوار أحد أكبر براميل الديناميت في العالم.

وسيحتاج "نتنياهو" إلى كل قدرات المناورة الأسطورية لديه وجرعة كبيرة من الحظ للنجاة من هذه التعقيدات. ويبدو التطبيع مع السعودية في هذه المرحلة مثل التقارب بين الرئيس الروسي "فلاديمير بوتين" والرئيس الأوكراني "فولوديمير زيلينسكي".

وقبل أيام، تحدث "نتنياهو" و"بوتين" حول الوضع على الجبهة الشمالية لإسرائيل وفي سماء سوريا، حيث نُسبت مئات الهجمات ضد أهداف إيرانية إلى إسرائيل في السنوات الأخيرة. ويشعر "نتنياهو" بالقلق للغاية بشأن تزايد التعاون الإيراني الروسي مؤخرا. كما يشعر بالقلق إزاء المحاولات الروسية للحد من نشاط إسرائيل المناهض لإيران.

قال مسؤول أمني إسرائيلي كبير لموقع "المونيتور"، شريطة عدم الكشف عن هويته، إن "الأمر الأكثر إثارة للقلق هو أن الروس يفكرون في بيع طائرات مقاتلة من طراز سوخوي متطورة لإيران".

وتتمتع إسرائيل بتفوق جوي حاسم على إيران وقواتها الجوية المحدودة التي عفا عليها الزمن، لذلك فإن تدفق المقاتلات الروسية المتقدمة إلى إيران يخاطر بتقويض هذه الميزة، التي سمحت لإسرائيل بحرية عمل شبه كاملة في سماء المنطقة.

**لقراءة النص الأصلي Netanyahu puts Iran, Saudi Arabia at top of agenda 

التعليقات (0)