مونديال قطر.. جسر رئيسي لإعادة تأسيس هوية خليجية مشتركة

profile
  • clock 3 نوفمبر 2022, 8:57:13 ص
  • تم نسخ عنوان المقال إلى الحافظة
Slide 01

يتصاعد الحماس في جميع أنحاء قطر مع استعدادها لاستضافة كأس العالم "فيفا 2022" بين 20 نوفمبر/تشرين الثاني و 18 ديسمبر/كانون الأول، وهو أكبر حدث رياضي عالمي تستضيفه دولة شرق أوسطية حتى الآن.

وبينما يتوقع كثيرون مواجهة ساحنة بين إيران والولايات المتحدة في المجموعة "ب"، فإن العديد من العرب متحمسون لأن العالم العربي سيمثله 4 منتخبات هي السعودية وتونس وقطر والمغرب.

وتتوقع قطر استضافة 1.2 مليون زائر أجنبي خلال البطولة، وقد أنفقت نحو 220 مليار دولار من أجل التجهيزات والبنى التحتية اللازمة لهذا الحدث الضخم، ما يجعل هذه النسخة من كأس العالم أغلى نسخة في التاريخ.

ومنذ الفوز باستضافة كأس العالم في عام 2010، واجهت الدوحة مزيدًا من التدقيق الخارجي المتعلق بقضايا العمل والاستثمار والتنويع الاقتصادي والخدمات اللوجستية، وفي المقابل ركزت قطر على الدبلوماسية الرياضية باعتبارها ركيزة مهمة لقوتها الناعمة.ويوفر مونديال قطر أيضًا دراسة حالة مفيدة للديناميات السياسية والاجتماعية داخل الخليج.

ونظرًا لأن تأثير البطولة يتردد صداها عبر ممالك الخليج المجاورة، فقد كان هذا الحدث فرصة لتعزيز العلاقات وبناء الثقة بين مواطني الخليج في أعقاب اتفاقية المصالحة الخليجية التي أنهت حصار قطر في عام 2021.

وبالرغم أن قطر ستكون المضيف الوحيد لمباريات المونديال، فإن الدول المجاورة خاصة السعودية والإمارات تتطلع إلى جني فوائد من هذا الحدث المهم والكبير في منطقة الخليج.

وبصفتها مركزًا للسياحة في منطة الخليج، من المتوقع أن تستفيد الإمارات من المونديال. وبالنظر إلى سعة الإقامة المحدودة في قطر، ستكون دبي بوابة رئيسية لكأس العالم 2022، مع 54 رحلة يومية متوقعة بين دبي وقطر. ويتوقع قطاع السياحة في السعودية أيضًا دفعة خلال كأس العالم.

من أجل جذب المزيد من السياح خلال كأس العالم، أطلقت كل من السعودية والإمارات إصلاحات تهدف إلى تسهيل عملية الدخول للأجانب.

وفي 24 أغسطس/آب الماضي، أعلنت وزارة الخارجية السعودية أن البلاد ستصدر تأشيرات متعددة الدخول صالحة لمدة 60 يومًا لحاملي بطاقة "هيّا". علاوة على ذلك، يمكن للذين لديهم تأشيرة إقامة صالحة لمدة 3 أشهر على الأقل في إحدى دول الخليج التقدم بطلب للحصول على تأشيرة إلكترونية لدخول السعودية مما يسهل عملية التقديم المرهقة في السفارات والقنصليات السعودية.

وبعد السعودية، أعلنت الإمارات أنها ستمنح أيضًا تأشيرات سياحية متعددة الدخول لحاملي بطاقات "هيا".

وفي 14 أكتوبر/تشرين الأول الماضي، أعلنت السعودية السماح بأداء العمرة لحاملي بطاقات "هيا" دون الحاجة إلى تأشيرة خاصة، وذلك من 11 نوفمبر/تشرين الثاني إلى 18 ديسمبر/كانون الأول 2022.

وبخلاف السياح من خارج المنطقة، من المتوقع أن تستقبل قطر عددا كبيرا من مشجعي كرة القدم في السعودية والإمارات. وكانت الدولتان من أعلى 10 دول طلبا لتذاكر كأس العالم خلال فترة البيع الأولية. ويعزز ذلك فرصة الاندماج بين مواطني مجلس التعاون، ويساعد في استعادة هوية الخليج الجماعية.

وخلال الأزمة الخليجية، تم استدعاء مواطني دول الحصار من قطر، وأعطت الإمارات والسعودية والبحرين الزوار القطريين 14 يومًا لمغادرة أراضيها. وبين عشية وضحاها تقريبا، كانت حركة الأشخاص بين دول مجلس التعاون الخليجي مقيدة بشدة، وفصل إغلاق الحدود العديد من الأسر التي تمتد عبر دول الخليج.

وكان أحد الشواغل الرئيسية حول الأزمة هو التراجع الكبير في الهوية الخليجية المشتركة، بالنظر إلى الصدع الكبير الذي كشفه الحصار. وشاركت وسائل الإعلام، بالإضافة إلى مستخدمي الإنترنت المتحمسين، في المعركة الكلامية، ما أدى إلى تفاقم التوترات.

ويأتي المونديال بعد نحو عامين من قمة العلا التي أسفرت عن رفع الحصار الذي قادته السعودية والإمارات ضد قطر. ومنذ انتهاء الأزمة في أوائل عام 2021، تم إحراز الكثير من التقدم فيما يتعلق بإصلاح علاقات الدوحة مع كل من الرياض وأبوظبي، بالرغم من بعض التوترات المستمرة.

وقال "جورجيو كافييرو"، المدير التنفيذي لمركز تحليلات دول الخليج العربي بواشنطن: "كأس العالم فرصة فريدة لجميع دول مجلس التعاون الخليجي لتحقيق فوائد اقتصادية والجمع بين مواطني الدول الست بطرق لم تكن لتحدث لو استمر الحصار المفروض على قطر".

وتساهم البطولة أيضا في تعزيز الهويات الوطنية في جميع أنحاء الخليج، حيث يستعد مشجعو كرة القدم من الدول المتأهلة لدعم منتخباتهم بفخر وطني.

وفي ظل الظروف الحالية في الخليج، يمكن أن تكون كرة القدم بمثابة وسيلة لإعادة بناء الثقة بين دول مجلس التعاون الخليجي وإعادة تأسيس هوية خليجية مشتركة.

التعليقات (0)