- ℃ 11 تركيا
- 21 نوفمبر 2024
ناشيونال إنترست: الناتو العربي الإسرائيلي يضر بالشرق الأوسط
ناشيونال إنترست: الناتو العربي الإسرائيلي يضر بالشرق الأوسط
- 20 يوليو 2022, 10:09:25 ص
- تم نسخ عنوان المقال إلى الحافظة
اعتبر الباحث في مركز التحكم بالأسلحة ومنع انتشارها "صموئيل ميكي" أن فكرة تشكيل حلف عسكري "عربي-إسرائيلي" تضر بالشرق الأوسط، مشيرا إلى اجتماع سري عُقد مؤخرا في شرم الشيخ لمناقشة إنشاء الحلف بمشاركة الإمارات وقطر والأردن والسعودية وإسرائيل إلى جانب مصر.
وذكر "ميكي"، في في تحليل نشرته مجلة "ناشونال إنترست"، أن الإسرائيليون يصفون الحلف المزمع بـ"التحالف الدفاعي الجوي للشرق الأوسط" (ميد)، مضيفا أن خطة اجتماع شرم الشيخ كانت تقوم على التشارك بالمعلومات حول الصواريخ الإيرانية والتهديدات الدفاعية الجوية للمنطقة، مثل الصواريخ الباليستية وكروز وكذا المسيرات وتقديم تغطية بصرية للكشف المبكر عن هذه التهديدات.
وأضاف أن "نظام الدمج الدفاعي الصاروخي هو مجرد إسعاف أولي لجرح واسع يمكن أن يصبح خطيرا وقد يأتي على الحوار بين إيران وأعدائها لمعالجة المنطقة المصابة بالعدوى".
وتوقع "ميكي" أن يدفع وجود تحالف دفاعي صاروخي السعودية والإمارات نحو المواجهة مع إيران، مشيرا إلى المحادثات الثنائية، التي تجريها الرياض وأبوظبي مع طهران لتخفيف التوتر، دون مبادرة دبلوماسية مكملة لتشجيع هذه المحادثات.
ولفت "ميكي" إلى أن وزير الخارجية الأمريكي "أنتوني بلينكن" كان قدر حذر إدارة الرئيس الأمريكي السابق "دونالد ترامب"، في عام 2017، من أن إنشاء "تحالف مضاد للشيعة يتنكر بصورة التحالف الأمني في الشرق الأوسط سيؤدي إلى تغذية النيران الطائفية وينتج مزيدا من الإرهاب"، معتبرا أنه يجب على واشنطن أن تضغط على الرياض وطهران للتوقف عن تغذية المشروع بدلا من دعم أطراف النزاع.
وتابع أن "مسارا غائبا عن محاولات أمريكا القائمة على إحياء اتفاقية العمل المشتركة الشاملة، وتعرف باتفاقية النووي، وهو دفع البحرين ومصر والأردن وقطر والسعودية والإمارات وإيران للتواصل دبلوماسيا وتحمل مسؤولية أكبر عن المنطقة".
وشدد "ميكي" على ضرورة أن يرفق البناء العسكري-العسكري بمسار دبلوماسي من أجل منع اندلاع الأزمة.
وذكر الباحث بمحاولات الولايات المتحدة، قبل 3 عقود، إنشاء منظومة دفاعية جوية صاروخية بين دول مجلس التعاون الخليجي الست: البحرين وقطر وعمان والسعودية والكويت والإمارات، وهو ما فشل بسبب تحد قديم، وهو: غياب الثقة.
وأوضح: "لم تكن أي دولة مستعدة للتعاون على حساب الضمانات الأمنية الثنائية من الولايات المتحدة، ولم تحاول الجهود السابقة خلق إطار تعاوني يشمل إسرائيل. وكانت المحاولة متناسبة مع أشكال سياسة الأمن بالشرق الأوسط".
وأضاف أن حوار المنامة، عام 2013، أعلن وزير الدفاع الأمريكي "تشاك هيغل" عن إطار حكومي أمريكي مع مجلس التعاون الخليجي، كان سيضم إطارا دفاعيا صاروخيا لمجلس التعاون الخليجي ومبيعات أنظمة أسلحة لكتلة مجلس التعاون الخليجي، واستمرت هذه الجهود في ظل إدارة الرئيس الأمريكي السابق "دونالد ترامب"، الذي فكر بتوسيع ضمانات الأمن لحلف شمال الأطلسي (الناتو) لتشمل الشرق الأوسط، وأنشأ بشكل منفصل التحالف الاستراتيجي للشرق الأوسط (ميسا) ليضم دول مجلس التعاون الخليجي إضافة إلى الأردن ومصر.
إلا أن النظرة إلى "ميسا" استقرت على أنه من أجل خدمة المصالح الأمريكية-السعودية لمواجهة إيران، بحسب "ميكي".
وفي الوقت الذي رغبت فيه السعودية والبحرين والإمارات بمواجهة إيران فإن دولا مثل مصر والأردن والكويت وعمان وقطر ترددت في المشاركة في إطار معاد لإيران.
ورفضت مصر المضي وراء الرياض لأن المبادرة حملت مخاطر زيادة التوتر مع إيران، ما أدى إلى انهيار المعمار الأمني الإقليمي المقترح.
ولو نظر إلى التحالف على أنه تحالف معاد للشيعة، فإن هناك مخاطر لتغذية نزاع طائفي ولن يحظى بدعم واسع في المنطقة، حسبما يرى الباحث في مركز التحكم بالأسلحة ومنع انتشارها.
وأكد "ميكي" أن تحالف الدفاع الصاروخي هو في أحسن حالاته بديل مؤقت عن حل الأزمة دبلوماسيا، ويعاني من عيوب على مجالات عدة، على رأسها الكلفة، موضحا: "يقوم سلاح الجو الملكي السعودي بإطلاق صاروخين من بطاريات باتريوت ضد الهدف بكلفة 3 ملايين دولار للواحد. أما الصاروخ (الإيراني أو الحوثي) القادم فكلفته لا تتعدى الـ20,000 دولار وربما الألف دولار".
وأضاف: "يواكب السعوديون الوضع من خلال خزينة ضخمة، غير متوفرة للدول الأخرى، ويدافعون عن أهداف معينة لو ضربت لكانت الخسائر بالملايين. وهناك مشكلة أخرى في تجديد المخزون من الصواريخ المعترضة نظرا للنقاش في الكونغرس بشأن سجل السعودية الصارخ في حقوق الإنسان".
أما العيب الثاني، بحسب "ميكي"، فهو القدرة على التشبع، فلربما كان من الجيد إدخال تحسينات على التغطية الجوية، ولكنها لن تغير من قواعد اللعبة لأن إيران تحتفظ بقدرة للتغلب على الدفاعات من خلال غمر مناطق الأهداف بالصواريخ القادمة.
وهنا يشير الباحث إلى أن المخابرات الأمريكية تقول إن إيران تستطيع إطلاق حوالي 70 صاروخا مرة واحدة وإن تحريكها لمنصات إطلاق الصواريخ يعقد من عملية مراقبة الغارات المضادة.
وتابع: "بالمزاوجة مع الأسئلة حول حيوية الدفاع الجوي الصاروخي وكونه بديلا عن الدبلوماسية، فإنه سيكون مناقضا لمصالح الدول العربية، لأنها ستجر إلى حرب الظل القائمة بين إيران وإسرائيل".
وأكد الباحث على أن من مصلحة الدول العربية تجنب الحرب مع إيران، معتبرا أن "بناء التعاون الدفاعي وسيلة مفيدة لهذه الغاية. لكنها ليست الوسيلة الوحيدة الموجودة بالجعبة ولو تم الاعتماد عليها بشكل حصري فستؤدي إلى نتائج عكسية".
ودعا "ميكي" الولايات المتحدة إلى ألا تعتمد فقط على الإجراءات العسكرية، مثل تحسين الدفاع الجوي، بل على بناء المحادثات بين إيران والإمارات والسعودية، مشيرا إلى أن السعودية اكتشفت أن "وقف إطلاق النار في اليمن قدم لها منافع أكثر من أي نظام دفاع صاروخي".
واختتم الباحث الباحث في مركز التحكم بالأسلحة ومنع انتشارها تحليله بالتأكيد على ضرورة تركيز الولايات المتحدة في تعاملها مع الشرق الأوسط على الدبلوماسية أولا، معتبرا أن "تحالف دفاع جوي إسرائيلي-عربي سيضر بالشرق الأوسط".