- ℃ 11 تركيا
- 24 نوفمبر 2024
نبيل عمرو يكتب: الفصائل.. تتلمس الدفء في صقيع موسكو
نبيل عمرو يكتب: الفصائل.. تتلمس الدفء في صقيع موسكو
- 21 فبراير 2024, 10:12:14 ص
- تم نسخ عنوان المقال إلى الحافظة
وفد من حماس برئاسة إسماعيل هنية يلتقي وزير الخارجية الروسي لافروف - أرشيفية
يبدو أن مصر، المتعهد الأهم لإنجاز المصالحة الفلسطينية، يئست ولو إلى حين من تكرار ما فعلت على مدى سنوات دون نتيجة.
وغني عن التذكير بأن أوراق مصر في هذا الشأن هي الأقوى والأكثر فاعلية من أوراق غيرها، بما في ذلك الجزائر التي لم تقصّر في المحاولة ويبدو أنها يئست هي الأخرى.
ثم موسكو.. التي لم تيأس بعد وأغلب الظن أنها لن تيأس حتى لو فشلت جهودها للمرة العاشرة، ذلك لأن الأمر يتعلق بحاجتها لمزيد من الأسهم الشرق أوسطية، والاستثمار في الشأن الفلسطيني حاضراً ومستقبلاً لم يفقد أهميته، ذلك دون الإجحاف بحق موسكو علينا بالاعتراف بمواقفها القوية لصالح الشعب الفلسطيني وقيام دولته، ولا ينسى لموسكو "الاتحاد السوفياتي" ثم الروسي فيما بعد، افتتاح سفارة لدولة فلسطين تتمتع بكل المزايا الممنوحة لأهم سفارات العالم.
سوف تتوجه الوفود التي أدمنت تلبية الدعوات إلى كل العواصم خلال الأيام القادمة إلى موسكو، وسيسمع الأصدقاء الروس، بوغدانوف ولافروف وناؤومكين، لمرافعات كل فصيل، كما لو أنها مسجلة على شريط من اللقاء الأول، وستقدم موسكو نصائحها المعتادة وأهمها ضرورة انخراط الجميع في منظمة التحرير التي تعتبرها موسكو كما يعتبرها كل العالم، وعاء الشرعية الصحي المعترف به ليس كمفاوض بالنسبة للفلسطينيين وحسب، وإنما كقيادة شرعية شاملة لكل الفلسطينيين أينما وجدوا.
ذات مرة، فضّت موسكو اجتماعاً فلسطينياً جرى تحت رعايتها بما يشبه الطرد، حين لم تنجح فيما ظنته بديهياً، وهو موافقة الجميع على الاعتراف بمنظمة التحرير كممثل وحيد للشعب الفلسطيني، والذريعة المستخدمة لدى الفصائل المتحفظة بأن المنظمة بحاجة إلى إصلاح، وبعد أن يتم ذلك يفكرون في الأمر.
الذين سيذهبون إلى موسكو هم ذاتهم الذين كانوا يذهبون إلى القاهرة والجزائر واليمن، وأماكن أخرى، لا نفوذ لهم فيما يجري على الأرض، لا في غزة ولا في الضفة، وأعتقد أن موسكو تعرف ذلك، إلا أنها مضطرة للتجاهل لتأمين مسوّغ منطقي للمحاولة ولكي لا أبدو كما لو أنني ألقي ببعض لوم على الأصدقاء الروس، فإنني وقد عملت معهم سنوات طويلة، لا أشك في إخلاصهم لموقفهم المبدئي من القضية الفلسطينية ومن حقوق شعبها، ومن قيام الدولة المستقلة على جميع الأراضي التي احتلت في العام 1967 بما في ذلك القدس الشرقية.
هذا الموقف لم يتغير حين كان الاتحاد السوفياتي دولة قائمة بكل نفوذها الكوني. وحين ولدت من جديد جمهورية روسيا الاتحادية ورمزها في البدايات بوريس يلتسن ورئيسها الحالي فلاديمير بوتين.
حرف واحد لم يتغير، حتى أن روسيا شاركت كعضو رسمي في الرباعية الدولية، يحدوها أمل بأن تساعد في إنجاح عملية السلام، وبلوغها أهدافها وأهمها قيام دولة فلسطين. غير أن العملية انهارت ولسوء حظ موسكو ولسوء حظنا وحظ كل من راهن على أن سلاماً أوشك على التحقق بين الفلسطينيين والإسرائيليين، كمقدمة لسلام عامٍ في المنطقة كلها، قائم على الحق والعدل ووفق الشرعية والقرارات الدولية.
عودة إلى حكاية المصالحة لأقول كلمة أخيرة فيها: إن لم ينجز الفلسطينيون وحدتهم على أرضهم وبمحض إرادتهم، وبفعل حاجة قضيتهم وكفاحهم الوطني، فلن تنجح أي قوة غير فلسطينية في ذلك، واسألوا أكثر من سبعة عشر عاماً من السياحة على كل العواصم ولم تتحقق الوحدة، بل ظل الوطن كله ليس في حالة انقسام، بل وعلى حافة انفصال.
تقول العجائز تفاءلوا بالخير تجدوه.
وهذا قول يمكن أن ينفع إلا في السياسة والمصائر.