تكبير الخط تصغير الخط

أظهرت نتائج العينات الانتخابية التي بثتها القنوات الإسرائيليّة بعد إغلاق صناديق الاقتراع الساعة العاشرة مساء الثلاثاء، والتي تُعبّر عن النتائج الأولية لانتخابات الكنيست الـ25، تصدر حزب الليكود، وحصول معسكر بنيامين نتنياهو على قوة تصل إلى 62 مقعدًا، وسط تصاعد فرصه في تشكيل الحكومة المقبلة.

في حين تتراوح قوة الأحزاب العربية، حتى هذه اللحظة، بين 9 و10 مقاعد، ولم يتمكن حزب التجمع الوطني الديمقراطي، من تجاوز نسبة الحسم، حسب عينات القنوات الإسرائيلية. وبينت نتائج العينات الانتخابية، هيمنة الأحزاب اليمينية على الكنيست المقبل وحصولها على قوة تتراوح بين 66-67 مقعدا على الأقل من أصل 120.

وأفادت هيئة البث الإسرائيلية ("كان 11") التي جمعت عيناتها الانتخابية من 70 صندوقا من بينها 8 في المجتمع العربي، بأن التجمع الوطني الديمقراطي يقف الآن على نسبة 3.1% من أصوات الناخبين وهو قريب من تجاوز نسبة الحسم (3.25%)، الأمر الذي من شأنه قلب خريطة المعسكرات ويؤدي إلى تراجع معسكر نتنياهو إلى نحو 60 مقعدا. وأشارت عينات القناة 12 و13 الإسرائيلية إلى النتائج ذاتها.

نتائج العينات التلفزيونية الإسرائيلية:

وفقا لنتائج العينات الانتخابية، حصد حزب "الليكود" بقيادة نتنياهو ما بين 30 و32 مقعدا، وحلفاؤه حزب "الصهيوينية الدينية" العنصري المتطرف على ما بين 13 و15 مقعدا (ليصبح ثالث أكبر حزب في الكنيست)، وحزبا "شاس" و"يهدوت هتوراه" الحريديان على 10 و7 مقاعد على التوالي.

وفي المعسكر الآخر، حصل حزب "ييش عتيد"، بقيادة رئيس الحكومة الحالي يائير لبيد، على 23 مقعدا، و"المعسكر الوطني" بقيادة وزير الأمن، بيني غانتس، على ما بين 11 إلى 12 مقعدا، وحزب "العمل" على 5 مقاعد، و"ميرتس" على 4 مقاعد، و"يسرائيل بيتينو" على ما بين 5 و6 مقاعد، والقائمة العربية الموحدة على ما بين 4 و5 مقاعد.

فيما حصلت قائمة الجبهة/ العربية للتغيير على ما بين 4 و5 مقاعد، ووفقا للنتائج المحدّثة للعينات الانتخابية للقناتين 12 و13 فإن حزب "ميرتس" بات في دائرة الخطر ويتأرجح فوق نسبة الحسم.

يشار إلى أن هذه النتائج ليست نهائية، غير أنها تعكس النتائج الأولية عبر استطلاع العينات الانتخابية ميدانيًا من صناديق اقتراع من أشخاص أدلوا بأصواتهم بالفعل حتى الساعة التاسعة مساء، على أن يتم تحديثها على رأس كل ساعة مقبلة.

بينما جاءت المعسكرات على النحو الآتي:

ووصلت نسبة التصويت العامّة لانتخابات الكنيست الـ25، إلى 71.3% بعد إغلاق صناديق الاقتراع، في الساعة العاشرة من مساء الثلاثاء، وهي أعلى بـ4.1% من الانتخابات الأخيرة التي وصلت نسبة التصويت العامة فيها إلى 67.2%، بحسب المعطيات الصادرة عن لجنة الانتخابات المركزية.

نتنياهو: نحن على وشك تحقيق نصر كبير

من جانبه، قال زعيم اليمين الإسرائيلي ورئيس حزب "الليكود"، بنيامين نتنياهو، إن اليمين الإسرائيلي "على وشك تحقيق نصر كبير"، مشددا على أن النتائج النهائية لم تصدر بعد، مشيرا إلى أنه "يعتزم تشكيل حكومة قومية تهتم على مصالح الجميع".

وفي خطاب من المقر الانتخابي المركزي لحزبه، قال نتنياهو: "لدي خبرة، لقد خضت عدة انتخابات وعلينا انتظار النتائج النهائية، لكن طريقنا، طريق الليكود، أثبت أنه الطريق الصحيح، نحن على وشك تحقيق نصر كبير".

وأشار نتنياهو الذي بات أقرب من أي وقت مضى لتشكيل حكومته السادسة، إلى أنه سيواصل العمل على توسيع دائرة تطبيع العلاقات بين إسرائيل ودول عربية، مضيفا أنه "من المهم أن نعمل على إعادة السلام واللحمة الداخلية للمجتمع الإسرائيلي".

وتابع نتنياهو الذي خاض الانتخابات لأول مرة وهو على رأس المعارضة أن "الشعب الإسرائيلي يريد نهجا آخر يعيد الهيبة القومية ويحافظ على الأمن ويعيد هوية الدولة اليهودية، الشعب يريد حكومة مستقرة قادرة على الحكم وعلى الاهتمام بالشرائح الضعيفة".

التجمع: ثقتنا كبيرة أننا سنعبر نسبة الحسم

وفي بيان صدر عن التجمع، أكد الحزب أن "صوت الناس قلب الموازين"، مشددا على أنه "نحن في أوج معركة على كل صوت في الصناديق. ثقتنا كبيرة أننا سنعبر نسبة الحسم"، مشددا على أن الحزب يقود "تيار وطني ديمقراطي حر لا يرتهن المعسكرات الصهيونية. يحمي الهوية العربية الفلسطينية ويفرض خطاب دولة المواطنين".

نتنياهو يهاتف زعماء الأحزاب اليمينية

وفي حين شدد على أن نتائج العينات لا تعبر عن النتائج النهائية، قال نتنياهو، معلقا على نتائج العينات الانتخابية إنها "بداية جيدة"، علما بأن فروقات طفيفة في الأرقام مع فرز الأصوات وصدور النتائج الرسمية، قد تبدّل المشهد بشكل كبير.

وأجرى نتنياهو محادثة هاتفية مع رؤساء الأحزاب التي تشكل معسكره ("الصهيونية الدينية"، "شاس"، "يهدوت هتوراه")، تمهيدا للمفاوضات الائتلافية التي قد يشرع بإدارتها خلال الساعات المقبلة، وذلك في ظل ابتعاد المعسكر المناوئ عن حصد أغلبية برلمانية.

بدوره، قال لبيد في خطاب ألقاه أمام أنصاره إن "هذه الليلة ستستمر طويلا، حتى يتم فرز جميع الأصوات، لم يتم إقرار أي شيء، سنتحلى بالصبر"، وادعى أن "ييش عتيد نمت وتزايدت وتصاعدت قوتها، تصرفنا بمسؤولية تجاه جميع شركائنا في المعسكر".

وأضاف أنه "لقد شكلنا حكومة جاءت لخفض تكاليف المعيشة، وليس لدينا أي نية للتوقف، يجب على كل مواطن إسرائيلي أن يعرف أننا سنواصل النضال من أجل إسرائيل لتبقى يهودية وديمقراطية".

في المقابل، قال زعيم حزب "يسرائيل بيتينو" اليميني، أفيغدور ليبرمان، إنه "أشعر بخيبة أمل، وسوف نحترم نتائج الانتخابات وقرار الناخب". وأضاف أنه "سوف نحافظ أيضًا على طريقنا كحزب يميني ليبرالي. هاتان القيمتان مهمتان جدًا بالنسبة لنا ونحن حقًا في مكان فريد جدًا في السياسة الإسرائيلية".

المعسكر الوطني: لن نشارك في ائتلاف يقوده نتنياهو

وقال زعيم قائمة "المعسكر الوطني"، غانتس، إنه "سننتظر النتائج النهائية، ولكن مهما كانت النتائج - لقد بدأنا للتو مسار المعسكر الوطني"، مشيرا إلى أنه سيعمل "على خلق إطار عمل واسع يخدم الشعب الإسرائيلي وجميع مواطني إسرائيل"، وأضاف "أنا أؤمن بأهدافنا كاملة وبالطريق الذي سلكناه. فعلنا كل ما في وسعنا للوصول إلى الوحدة".

من جانها، أكدت الوزيرة أوريت فركاش هكوهين عن "المعسكر الوطني"، أن القائمة التي يتزعمها وزير الأمن الإسرائيلي، بيني غانتس، إن الحزب يتنظر صدور النتائج النهائية، مشددة على أن القائمة "ستفعل كل شيء لمنع تشكيل حكومة متطرفة. لن نجلس (في حكومة) مع نتنياهو".

من جانبه، قال زعيم حزب "شاس"، أرييه درعي، الذي يقرب حزبه من المقعد الـ11، وفقا لنتائج العينات المحدّثة، إن "شاس حققت إنجازا هائلا وستعود قريبا إلى قيادة الدولة"، مشيرا إلى أن "شاس أثبت مرة أخرى أنه حزب قوي له جذور عميقة في جميع أنحاء الدولة. أتعهد بأننا سنواصل العمل الجاد. من أجل شعب إسرائيل بأسره".

وشرع نتنياهو بالترويج إلى "تزوير" مزعوم في المجتمع العربي، وذلك في أعقاب بدء قنوات التلفزة الإسرائيلية الحديث عن زيادة قوة التجمع واقترابه من تجاوز نسبة الحسم، وطالب نتنياهو زعماء أحزاب اليمين، بـ"زيادة الانتباه إلى تقارير حول التزوير المحتمل في صناديق الاقتراع".

لجنة الانتخابات: لا أساس لمزاعم التزوير في المجتمع العربي

وفي أعقاب الحديث عن ارتفاع قوة التجمع في نتائج العينات الانتخابية، قدم الليكود شكوى للجنة الانتخابات المركزية وزعم أن هناك شبهات بحدوث تزوير في صناديق اقتراع في البلدات العربية، الأمر الذي نفته اللجنة مشددة على أنه "لا حوادث استثنائية في المجتمع العربي ولا أساس لمزاعم التزوير".

وأفادت اللجنة، في بيان، بأنه "بعد التحقق من مقر الشرطة في لجنة الانتخابات المركزية، تأكد أنه لا يوجد أي حوادث غير عادية في المجتمع العربي"، وأضافت أنه "مع العلم بأن فرز الأصوات بدأ في هذه الوقت، فمن المؤكد أنه لا يوجد أي أساس للشائعات التي لا أساس لها من الصحة حول ما يزعم بأنه ‘تزوير‘ في هذا المجتمع أو ذاك".