نور الدين إبراهيم يكتب : الإنتماء الفكري

profile
  • clock 1 يوليو 2021, 3:00:08 م
  • eye 1090
  • تم نسخ عنوان المقال إلى الحافظة
Slide 01

ليس من الأدب مع خالق الكون أن نتحدث عن مصائرنا أو مصائر غيرنا يوم القيامة. ولكن يمكننا الحكم على الأفعال في الدنيا حيث لدينا منهج رباني يوضح لنا الصواب من الخطأ والحق من الباطل، وبفضل الله أن البشرية بالفطرة السليمة يدركون ذلك.

كيف يمكننا دعم الفطرة الإلهية في سلوكنا؟ بداية نحن بشر وأخطاؤنا وارد حدوثها، المهم أن لاتكون متعمدة وأن لاتكون منابعها هوى فاسد أو تعبيد النفس لغيرنا من البشر. هذا التعبيد للغير له مظاهره وهو صياغة وجدانية بأن ما يفعله فلان أو فلان صوابا مطلقا أو حلالا مطلقا ولاتعلوه ولو شبهة الخطأ أو الحرام، بمعنى أننا نقر صفة تنزه بعض البشر عن أفعال فاسدة وبالتالى نحن نسلب من الله سبحانه أمرا نحن لانملكه، فهذا النقاء السلوكي وضعه الله لرسله الكرام ولانبي بعد حبيبنا رسول الله.

البعض يعيش توصيف غيره بالمثالية استنادا الى تقارب فكري أو الى حبيبي هو عدو عدوي. وهذا من أعظم الجرائم التي نرتكبها في حق أنفسنا وفي حق غيرنا وحقوق مجتمعنا.

الأفضل دائما لكي نخرج من تلك الدائرة المظلمة أن نتعامل مع الأحداث من حولنا من زاوية قياسها على الثوابت الواضحة، وبالتالي نخرج من دائرة التعبد لغير الله الى متظومة الفكر الحر وأن كل إنسان يصيب ويخطئ، ولانلجأ الى تصنيف البشر الى ملائكيين وشياطين.

من الأسئلة التي تصلني من أصدقاء أو قراء لما أكتبه أسئلة عن خط انتماءاتي.. وإجابتي أنني أنتمي الى خط الحق والوضوح وحب المجتمع بغض النظر عن العقيدة والجنس وصلة الرحم والسياسة وكل هذه الأمور. للحقيقة، أنا أمازح من يسألني بكلمات أنا أقصدها مزاحا لتخفيف توتر السائل عن انتماءاتي. وبالتالي، يجب الحكم على الفعل لا الفاعل. ولذلك، أنا دائما أرجو عدم تصنيفي إلا بمدى قربي من الحق والعدل والرحمة والصدق... بالطبع، هذا ثقافة تكوين فكري جديد نسبيا بعيدا عن الانتماءات السخيفة لما يسمى ديني أو يميني أو يساري، أو أي تصنيف تقليدي آخر. وأؤكد أنني مسلم وأبذل جهدا لممارسة المنهج القرآني في حياتي وعلاقاتي مع الآخرين، ولي مواقف نجاح وأخرى يكسوها الفشل.

التعليقات (0)