تكبير الخط تصغير الخط

سلطت مجلة "نيوزويك" الضوء على تجدد الصراع بين روسيا والولايات المتحدة الأمريكية في سوريا، مشيرة إلى إعلان مسؤولو وزارة الدفاع الأمريكية (البنتاجون) أن الطائرات الروسية استهدفت طائرة مسيرة أمريكية يوم الأحد.

وذكرت المجلة، أن تحركات الطائرات المسيرة الأمريكية تأتي في إطار تجديد الولايات المتحدة جهودها في سوريا لمحاربة تنظيم الدولة، حتى مع خسارة التنظيم الذي سيطر على مساحات شاسعة من الأراضي العراقية والسورية قبل عقد من الزمن لحوالي 95% من تلك الأراضي.

وأضافت أن القوات الأمريكية قتلت، هذا الشهر، زعيم تنظيم الدولة، أسامة المهاجر، في غارة جوية شرقي سوريا.

وصرحت نائبة السكرتير الصحفي للبنتاجون، سابرينا سينغ، للصحفيين، الثلاثاء، بأن الولايات المتحدة "لا تسعى للتصعيد ولا تسعى للحرب مع روسيا" مضيفة أنه لا يوجد عذر للطائرات الروسية للاقتراب من طائرة أمريكية مسيرة من طراز MQ-9.

وأضافت سينغ: "سنواصل حث القوات الروسية في سوريا على الالتزام بمعايير السلوك المتوقعة من قوة جوية وطنية".

وفي السياق، نقلت المجلة الأمريكية عن العقيد المتقاعد بالقوات الجوية الأمريكية، جيفري فيشر، قوله إن روسيا تواصل بوضوح الهجمات ضد الطائرات الأمريكية غير القتالية التي تعمل وفقًا لقواعد المجال الجوي الحاكمة.

وأضاف: "إذا رغبت في ذلك، يمكن لروسيا إسقاط هذه الطائرات، لكنها تعرضت لها فقط بمضايقات خطيرة (..) تصرفات روسيا تصعيدية بلا شك".

وتابع: "ربما يأملون في إثارة بعض ردود الفعل من الولايات المتحدة، أبعد من الجهود الدبلوماسية (..) من غير الواضح سبب عدم اتخاذ الولايات المتحدة موقفًا أقوى ضد هذه الهجمات".

وتعرضت الطائرة MQ-9 لأضرار في الساعة 12:23 من صباح الأحد، وفقًا لما ذكره أليكس غرينكويتش، قائد القوات الجوية في القيادة المركزية الأمريكية، مشيرا إلى أن مقاتلة روسية "حلقت بشكل خطير بالقرب من الطائرة المسيرة أثناء قيامها بمهمة ضد تنظيم الدولة، وألقت قنابل ضوئية من موقع فوقها مباشرة، ومن مسافة أمتار قليلة".

وأصابت إحدى تلك القنابل الطائرة الأمريكية، ما ألحق أضرارًا جسيمة بها قبل أن يتمكن الطاقم من إبقائها في الهواء وإعادتها بأمان إلى قاعدتها الرئيسية.

وقال غرينكويتش: "إن تجاهل روسيا الصارخ لسلامة الطيران ينتقص من مهمتنا لضمان الهزيمة الدائمة لتنظيم الدولة"، مضيفا: "ندعو القوات الروسية في سوريا إلى وضع حد فوري لهذا السلوك المتهور وغير المستفز وغير المهني".

ونوهت المجلة الأمريكية إلى حالة مماثلة، في 5 يوليو/تموز الجاري، مشيرة إلى أن البنتاجون أعلن أن طائرات مقاتلة روسية من طراز "سوخوي 35" قامت بمضايقة 3 طائرات مسيرة من طراز MQ-9 كانت تقوم بمهمة ضد أهداف ضد تنظيم الدولة.

وألقى الطيارون الروس آنذاك عدة مشاعل مظلية أمام الطائرات الأمريكية، ما أجبر الأخيرة على "إجراء مناورات مراوغة".

وقال السكرتير الصحفي للبنتاجون، العميد بات رايدر، في 6 يوليو/تموز، إن تصرفات روسيا "غير مهنية"، قائلا: "الطيارون المحترفون يجب أن يكونوا أقل تهوراً".

وبعد تصريحات رايدر، أبلغ المسؤولون العسكريون الأمريكيون عن حادثة أخرى لمضايقة طائرة MQ-9s فوق سوريا، وذلك عبر إطلاق قنابل ضوئية في مسار رحلة طائرة مسيرة من قبل طائرة روسية "حلقت بشكل خطير بالقرب من الطائرة الأمريكية".

وكانت وكالة أسوشيتد برس قد نقلت عن مسؤول دفاع أمريكي، لم تذكر اسمه، الأسبوع الماضي، أن الولايات المتحدة تدرس خيارات عسكرية متعددة لمعالجة المضايقات الروسية في الأجواء السورية.

واشارت الوكالة إلى أن القوات الأمريكية لن تتنازل عن مهامها عبر الطائرات المسيرة في المنطقة الغربية لسوريا، التي تشهد عمليات مكافحة تنظيم الدولة.