- ℃ 11 تركيا
- 21 نوفمبر 2024
"هآرتس": خوف نتنياهو من شركائه يقضي على أي إنجاز للجيش
"هآرتس": خوف نتنياهو من شركائه يقضي على أي إنجاز للجيش
- 8 فبراير 2024, 6:08:45 م
- تم نسخ عنوان المقال إلى الحافظة
سامي بيرتس
الجميع يعرفون أن بنيامين نتنياهو يتصرف قبل أي شيء آخر وفق أمر واحد – بقاء حكومته الاصلية. وكل ما بقي هو ثانوي.
ولكن الواقع الصعب الذي فرض على إسرائيل في 7 أكتوبر يقتضي اتخاذ قرارات كثيرة مهمة جدا، كل قرار منها يمكن أن يؤثر على شراكته مع بتسلئيل سموتريتش وايتمار بن غفير، وفي كل مفترق طرق كهذا من اتخاذ قرار هو ينظر قبل كل شيء الى شركائه في حكومة الفشل، وفقط بعد ذلك ينظر الى الشراكة المؤقتة مع المعسكر الرسمي، والى العلاقات مع الولايات المتحدة والفرصة التي تنتظره خلف الزاوية.
صحيح، هناك فرص وليس فقط تهديدات. ولكن من يتصرف حسب تهديدات شركائه المسيحانيين فيبدو أنه سيصعب عليه الاعتراف بذلك.
المعضلات كثيرة. الدفع قدما بصفقة لاطلاق سراح المخطوفين بثمن باهظ، التقرير حول من سيحكم في غزة في اليوم التالي لحماس، تشكيل وجه السلطة الفلسطينية المستقبلية، قرار حاسم بشأن الجبهة الشمالية، إعادة العمال الفلسطينيين الى العمل في إسرائيل (لمنع انهيار فرع البناء وانهيار الاقتصاد الفلسطيني في يهودا والسامرة)، وكل ما يشتق من ذلك فيما يتعلق بإعادة سكان الشمال وسكان الجنوب الى بيوتهم.
إعطاء حق الفيتو لسموتريتش وبن غفير في هذه القضايا يعني الشلل لسياسة إسرائيل، والشلل لا يعني الوقوف في المكان بل السير الى الوراء.
من الآن اصبحنا نرى ذلك في شمال القطاع، عندما اضطر الجيش الإسرائيلي الى العودة الى الأماكن التي احتلها من اجل ابعاد نشطاء حماس الذين يعودون الى الميدان. هذا يحول الجهود العسكرية الى أمر غير ناجع ويعرض للخطر حياة الجنود بدون حاجة.
قادة الجيش ووزير الدفاع يوآف غالنت، الذي قال في هذا الأسبوع "هذا هو الوقت المناسب لاتخاذ قرارات صحيحة كي نحقق الأهداف السياسية التي حددناها"، يوضحون أن هناك حاجة ملحة لاتخاذ قرار من الذي سيسيطر على الحياة المدنية في غزة.
ولكن الخوف من الشركاء هو الذي يحرك نتنياهو، لذلك هو يفضل كسب الوقت والمماطلة كالعادة، رغم أن كارثة 7 أكتوبر اثبتت أيضا للمماطلين أن تأخير القرارات للمستقبل هو استراتيجية سيئة وخطيرة.
المذبحة في الغلاف وما حدث بعد ذلك يقتضي النشاط واتخاذ قرارات نوعية، لكن نتنياهو لا يمكنه ذلك عندما يكون يعتمد على بن غفير وسموتريتش، والمعنى هو عدم وجود قرار، الامر الذي يعمل على تآكل إنجازات الجيش الإسرائيلي ويمنع التقدم.
في غضون ذلك أيضا في يهودا والسامرة الوضع متوتر جدا والجيش يحذر من انتفاضة ثالثة وانهيار السلطة الفلسطينية. بالنسبة لليمين المتطرف هذا لا يعتبر تحذير، بل أمنية.
في الحقيقة نتنياهو لا يعمل بنجاعة على تدمير السلطة، ولكن بالسير وراء سموتريتش وبن غفير هو يساهم فعليا في القضاء على السلطة كحل ليهودا والسامرة وقطاع غزة. وهذا سيضع في يد إسرائيل المسؤولية عن حياة 5 ملايين فلسطيني والمدخل للفوضى التي ستكلفنا عمليات تخريبية وأزمة إنسانية وسنوات اقتصادية ضائعة على إسرائيل.
غالنت ورؤساء المعسكر الرسمي، بني غانتس وغادي ايزنكوت، يدركون ذلك جيدا، لكنهم يتصرفون وكأنهم عالقون في هذه الحكومة طالما أن الـ136 مخطوف ما يزالون في غزة وحماس لم تتم هزيمتها والخطر في الشمال لم ينقضي.
الخط المتشدد الذي يتبعه نتنياهو في هذه الفترة ضد صفقة المخطوفين (مرفق بحملة قبيحة ضد عائلات المخطوفين)، يدل على أنه هو أيضا يعتقد أن المعسكر الرسمي أسيرا لحكومته.
مواقف حماس في المفاوضات على اطلاق سراح المخطوفين تخدم هذا الخط. يبدو أن هذا هو "الانتصار المطلق" الذي يتحدث عنه نتنياهو: واقع يعيق التوصل الى حل لمشكلة غزة وإعادة سكان الشمال والجنوب الى بيوتهم، لكنه أيضا يعيق انسحاب المعسكر الرسمي من حكومته (وزيادة الضغط الأميركي عليه)، ويعيق صفقة المخطوفين التي لن تروق لقاعدته، ويعيق تشكيل لجنة تحقيق رسمية تحقق في الفشل، ويعيق احتجاج ضخم ضد الحكومة، وبالاساس يؤخر تبكير موعد الانتخابات وانهاء حكمه.