- ℃ 11 تركيا
- 21 نوفمبر 2024
هآرتس: كيف تتوقعون عدم وجود إرهاب بعد ما حدث في الضفة من الجيش؟
هآرتس: كيف تتوقعون عدم وجود إرهاب بعد ما حدث في الضفة من الجيش؟
- 1 سبتمبر 2024, 8:41:51 م
- تم نسخ عنوان المقال إلى الحافظة
نشرت صحيفة “ هآرتس” الإسرائيلية مقالا لـ جدعون ليفي، جاء فيه أنه بعد كل ما عاشه الفلسطينيون في الضفة الغربية خلال الحرب؟.. كيف تتوقعون عدم وجود"إرهاب"؟.
وتابعت الصحيفة الإسرائيلية زاعمة: "يالها من مفاجأة! إن المقاومة الفلسطينية العنيفة في الضفة الغربية ترفع رأسها. ها قد استيقظت "الوحوش البشرية" من سباتها، وبدأت بتفخيخ نفسها. لقد عاد "إرهاب" الانتحاريين، وجيش المحللين الإسرائيلي، لديه تفسير عبقري: إنه المال الإيراني. من دون هذا المال، لكانت الضفة هادئة؛ وفي وجوده، إن الناس هناك على استعداد للتضحية بأنفسهم، فقط من أجل الحصول عليه.
وقالت الصحيفة: "يا لهذا "الأخطبوط" الإيراني! من السهل أن نعلّق كل ذنب وجناية على شمّاعة إيران. الإسرائيليون يحبون ذلك. هناك "شيطان"، وهو إيراني، وهو سبب كل شيء. ربما هناك حقاً مال إيراني، وربما لا - لكن تصاعُد منسوب العنف هو التطور الأكثر احتمالاً، والأكثر معقوليةً، في ضوء ما يحدث في الضفة الغربية على مدار أشهر الحرب الـ 11 في غزة. المفاجأة الوحيدة؟ أن هذا لم يحدث من قبل. طوال أشهر الحرب الـ 11، حرثت إسرائيل الضفة الغربية وقلبتها، رأساً على عقب، كما تحرث الآن طرقات طولكرم وجنين؛ ولم يبقَ منها شيء. هذه الهجمة على الفلسطينيين هي الأكثر شراسةً منذ عملية "السور الواقي" [اجتياح الضفة الغربية، بعد الانتفاضة الثانية]، وهي تفوقها قسوةً، لأنها تجري في ظل هجوم آخر، أكثر وحشيةً في غزة.
وبعكس "السور الواقي"، لا يوجد لهذه الهجمة الحالية أيّ مبرر، أو ذريعة. لقد استغلت إسرائيل الحرب في غزة لكيّ الضفة الغربية. وردّ الفلسطينيين تأخر، لكنه وصل. الهجوم هذه المرة ذو شقين: فهناك الجيش الإسرائيلي وجهاز "الشاباك" وسلاح حرس الحدود، من جهة، والميليشيات الاستيطانية العنيفة، من جهة أُخرى. يعمل الطرفان باتساق، ولا يعرقلان نشاط بعضهما البعض. أحياناً، يتداخل نشاطهما معاً، عندما يرتدي المهاجمون من سكان المستوطنات الزيّ العسكري، الأعضاء في "فرق التدخل السريع" [فرق أمن المستوطنات المكونة من جنود احتياط] التي تمنح كل مذبحة الشرعية. يحرص الجيش على عدم التدخل، سواء في الأمور الكبيرة، أو الصغيرة. في هذا السياق، إن تصريح الضابط الذي حذّر في نهاية الأسبوع من عنف المستوطنين (يانيف كوبوفيتش، "هآرتس"، 29/8/2024)، هو أمر لا يصدَّق، من حيث جرأته. قال الضابط: "يسبّب الإرهاب اليهودي ضرراً هائلاً بالأمن في الضفة الغربية". وبالمناسبة، هو الضابط نفسه الذي كان يستطيع تكليف قواته وقف الإرهاب اليهودي منذ زمن بعيد. لم تُرتكب مذبحة في الضفة الغربية لم يقف الجنود إزاءها موقف المتفرج. بل يشاركون فيها أحياناً. وها نحن نجد أن الضابط الكبير يملك ما يكفي من جرأة لكي يشكو من إرهاب المستوطنين.
إن تاريخ 7 أكتوبر لا يشكل يوم نكبتنا فقط، بل هو يوم نكبة الفلسطينيين أيضاً . فما تفعله إسرائيل في غزة يتجاوز القدرة على التعبير، لكن إسرائيل لم تبقَ مكتوفة الأيدي في الضفة أيضاً، بتشجيع من الوزراء الكاهانيين وصمت رئيس الوزراء، وسائر الوزراء، والشعب الإسرائيلي. لقد قمتُ، خلال الأسابيع الأخيرة، بزيارة كلّ من جنين، وطولكرم، وقلقيلية، ورام الله، والخليل. لا شيء على حاله، ولا شيء يشبه ما ساد حتى تاريخ 6 تشرين الأول/أكتوبر، وعلى الرغم من أن الضفة لم يكن لها أيّ دور في هجوم 7 أكتوبر.
وقالت إن ثلاثة ملايين فلسطيني استيقظوا في الضفة الغربية، غداة اليوم التالي، على واقع جديد. أنا لا أدّعي، لا سمح الله، أن الوضع الذي كان سائداً قبلها كان إنسانياً، أو شرعياً. لكن البسطار الإسرائيلي [نوع من الأحذية العسكرية]، مدفوعاً بشهوة الدم والرغبة في استغلال الفرص، زاد في الدوس على عنق الضفة الغربية بلا رحمة. تمت مصادرة ونهب وسلب عشرات الآلاف من الدونمات خلال هذه الأشهر، ولم تبقَ هناك، تقريباً، تلة في الضفة الغربية، إلا ورُفع عليها علم إسرائيلي، أو أُنشئت عليها بؤرة استيطانية، ستصبح مدينة يوماً ما. لقد عادت الحواجز بكل قوتها أيضاً، فلا يمكن الانتقال من مكان إلى آخر في الضفة من دون الاصطدام بها، والوقوف في طوابيرها على مدار ساعات طويلة، تحت وطأة المذلة. لا يمكن للفلسطيني في الضفة أن يطمح إلى التخطيط لأيّ شيء، في ظل واقع فقد فيه ما لا يقلّ عن 150 ألف شخص مصدر رزقهم، بعد حظر العمل في إسرائيل تماما.
ونشرت الصحيفة: "لقد عوقب الجميع بسبب السابع من أكتوبر، إن آثار 11 شهراً من البطالة بدأت تظهر، فما الذي كنتم تتوقعونه؟ وها قد نوّر الحارة نجم جديد: إنها الطائرة المسيّرة. في ظلمة الحرب، بدأ سلاح الجو بضرب الضفة المكتظة. بحسب معطيات الأمم المتحدة، قُتل 630 فلسطينياً في الضفة الغربية منذ بدء الحرب، وسقط 140 منهم بواسطة هجمات من الجو. ما هو مباح في غزة، مباح في الضفة. لقد استوعب الجنود ذلك، وتغيّر تعامُلهم مع الفلسطينيين، وفقاً لذلك. يقول الجندي الذي يخدم في الضفة الغربية لنفسه "إن لم أكن في غزة، فعليّ، على الأقل، أن أتصرف كما يتصرف الجنود في غزة". اسألوا أيّ فلسطيني عمّا ذاقه من هؤلاء الجنود. إن اليأس في الضفة الغربية لم يكن بهذا الانتشار من ذي قبل. بعد هذا كله، أما زلتم تتساءلون عن منابع "الإرهاب"؟".