- ℃ 11 تركيا
- 22 ديسمبر 2024
"هآرتس": 7 أكتوبر خرق جدار النفي وأعاد فلسطين إلى مركز الخطاب الدولي
"هآرتس": 7 أكتوبر خرق جدار النفي وأعاد فلسطين إلى مركز الخطاب الدولي
- 16 فبراير 2024, 12:56:02 م
- تم نسخ عنوان المقال إلى الحافظة
بقلم: شاؤول اريئيلي وسيفان هيرش
هجوم حماس في 7 أكتوبر، خرق جدار النفي وأعاد القضية الفلسطينية إلى مركز الخطاب الإسرائيلي والإقليمي والدولي.
بعد سنوات من إقصاء القضية الفلسطينية إلى الهامش؛ والتصريحات الكاذبة لرئيس الحكومة حول العقد الأكثر هدوءا من ناحية أمنية؛ على إدمان الجمهور على وهم الوضع الراهن؛ والكلام المدهش عن القدرة على إقامة علاقات مع الدول العربية وتجاوز المشكلة الفلسطينية، فإن النزاع رفع رأسه وأجبرنا على النظر إلى الواقع المؤلم.
في السنة الأخيرة، نحن في مجموعة "مَعلَم" نقوم بمتابعة متعددة الجوانب وواسعة لتطورات النزاع والنظرة إليه.
يبدو أنه في هذه الفترة كثيرون في إسرائيل والعالم، كانوا شركاء في تجاهل القضية الفلسطينية، وفقط قلائل استمروا في التحذير من أن تجاهل الفيل الذي يوجد في الغرفة وعدم وضع خطة سياسية لمواجهته، يتوقع أن يضرنا.
نحن هنا نعرض تحليلا اجتماعيا عن الفشل متعدد الجوانب، والذي أدى إلى الوضع الصعب الموجود الآن.
الدكتور معوز روزنطال، وجد أن قرارات الحكومات الـ 35 و36 و37 (من الأعوام 2020 – 2023).
ووجد أن نقاشات اللجان في الكنيست الـ 23 و24 و25 في هذا الموضوع، كانت محدودة وتناولت الخطوات التي تستهدف الضم فقط. خطاب القيادة في الشبكات الاجتماعية عكس صورة مشابهة.
في تحليل 70 ألف تغريدة لرؤساء جميع الأحزاب في منصة "إكس"، بين ديسمبر 2018 ومايو 2023، وجد اهتمام قليل بالموضوع الإسرائيلي – الفلسطيني. المغردون الأساسيون كانوا رؤساء أحزاب اليمين المتدين وأحزاب اليسار العلماني، الذين غردوا بالأساس بخصوص إمكانية الضم، (بين تأييد ومعارضة الضم).
رؤساء أحزاب الوسط اختاروا عدم التطرق لهذا الموضوع. القضية الفلسطينية تم "حشرها في الزاوية" وأصبحت قضية زائدة في الخطاب العام في إسرائيل.
القيادة الفلسطينية، قامت بفحصها الدكتورة رونيت مارزين من خلال تحليل 33 خطابا لمحمود عباس و15 خطابا لاسماعيل هنية في الأعوام 2021 – 2022.
لقد أراد الإثنان إحداث تغيير فكري وإعادة القضية الفلسطينية إلى مقدمة الأجندة والعمل على تكرار كثيف للرواية الوطنية الفلسطينية.
محمود عباس يريد التوصل إلى إنهاء الاحتلال وتحقيق اتفاق دائم عن طريق تركيز الجهود الدبلوماسية أمام المجتمع الدولي والزعماء العرب، وشراكة في النضال ضد الإرهاب في المنطقة وفي العالم.
إسماعيل هنية أراد إقناع المجتمع الدولي والزعماء العرب، بالاعتراف بشرعية المقاومة المسلحة. كلمة "سلام" ظهرت عشرات المرات في خطاب عباس مقابل مرة واحدة في خطاب هنية، بمعنى "السلام الكاذب".
نحن أردنا أن نفحص إذا كان تجاهل النقاش في النزاع وفي الحل السياسي، انزلق أيضا إلى الصحف الإسرائيلية.
الدكتور روزنطال، فحص تناول الصحف الإسرائيلية عن طريق تحليل 38.774 عنوان ظهر في الصفحات الأولى في صحيفة "هآرتس" وصحيفة "يديعوت آحرونوت" وصحيفة "إسرائيل اليوم" منذ بداية العام 2018 وحتى نهاية شهر أيار مايو من العام 2023.
صحيفة "هآرتس" قامت بتغطية النزاع بوتيرة أعلى من الصحف الأخرى وركزت على موضوع الضم. في حين أن الصحف الأخرى ركزت على الأحداث الأمنية. جميع الصحف امتنعت عن عرض حلول محتملة للنزاع. عمليا، الصحافة في إسرائيل عكست توجه المستوى السياسي، تجاهل الحديث عن حلول جغرافية.
موضوع آخر تم فحصه وهو هل مزاج الجمهور الإسرائيلي والجمهور الفلسطيني يعكسان مزاج القيادات السياسية.
البروفيسورة موران يرحي قامت بتحليل الخطاب العام في إسرائيل في موضوع النزاع بين فبراير من العام 2021 والخطاب ذاته في العام 2023، (عينة شملت 14.972 منشور في "فيسبوك" و24.410 منشور في "إكس"، ووجدت أن مشاركة الجمهور (الإعجاب والرد والمشاركة) في المنشورات التي تتناول البدائل السياسية المختلفة، منخفضة مقارنة مع كل الخطاب السياسي في الشبكات.
الخطاب يميل إلى عرض حلول تؤيد الاتفاق والانفصال وانتقاد الحلول على شكل الضم والوضع الراهن.
البروفيسور، جلعاد هيرشبرغر والبروفيسور تسيون هيرش – هابلر أجريا 14 استطلاعا في المجتمع اليهودي و3 استطلاعات في المجتمع العربي في إسرائيل، منذ العام 2018 وحتى 2023.
أيضا تم إجراء استطلاعات في أوساط المستوطنين في الضفة المحتلة في الأعوام 2016 و2018 و2023.
تحليل الاستطلاعات يشير إلى تطرف المجتمع اليهودي في كل ما يتعلق بالنزاع والحلول الجغرافية المفضلة.
قبل 7 أكتوبر، أظهرت الاستطلاعات انخفاضا مستمرا لتأييد حل الدولتين في أوساط الجمهور اليهودي، وتفضيل متزايد للوضع القائم، الذي هو عمليا عملية ضم زاحف.
7 أكتوبر غير بشكل قليل التوجه.
في الحقيقة تأييد اتفاق دائم مع الفلسطينيين وصل إلى حضيض جديد، لكن ظهر ارتفاع كبير في تأييد الانفصال وانخفاض في تأييد الوضع القائم.
أي أن الإسرائيليين ما يزالون يريدون الانفصال عن الفلسطينيين، ولكنهم لا يؤمنون بإمكانية التوصل إلى اتفاق معهم.
المستوطنون، 5 % من الجمهور الإسرائيلي، لديهم توجه التطرف. إذا كانت في العام 2016، نسبة كبيرة من المستوطنين مستعدة لفحص إخلاء المستوطنات في إطار اتفاق سلام أو في إطار عملية الإخلاء – تعويض، فإنه مع مرور الوقت، انخفض هذا الاستعداد بشكل واضح، ليس فقط في أوساط المستوطنين الأيديولوجيين، بل أيضا في أوساط مستوطني "جودة الحياة".
المواطنون العرب في إسرائيل هم المجموعة الوحيدة التي ما تزال في أغلبيتها تؤيد حل الدولتين، رغم أنهم لا يعتقدون أن هذا الحل مقبول على الإسرائيليين اليهود أو على الفلسطينيين. هناك أمر آخر، وهو أن المواطنين العرب زاد تماهيهم مع إسرائيل بعد 7 تشرين الأول أكتوبر.
الدكتورة مارزين، فحصت خطاب 25 مؤثرا فلسطينيا في الشبكات الاجتماعية (في الشتات وإسرائيل والضفة وشرقي القدس وقطاع غزة) في الأعوام 2021 – 2023.
هؤلاء الأشخاص ركزوا على عدالة القضية الفلسطينية ومعاناة الشعب الفلسطيني وتكرارها للعالم الخارجي، والحصول على تعاطف إسرائيلي، عربي وغربي، وعلى الحقوق القومية للفلسطينيين – أكثر من التركيز على حل الدولتين أو الدولة الواحدة.
الاستطلاعات في أوساط الفلسطينيين تؤيد هذا التحليل، وتظهر أنه منذ فترة طويلة توجه الفلسطينيين هو نحو المواجهة لتحقيق الاستقلال.
في الساحة الإقليمية تم فحص مواقف الدول العربية، مصر والإمارات والبحرين والسعودية وقطر.
الدكتورة موران زاغا قامت بفحص 538 وثيقة من العام 2018 وحتى منتصف العام 2023، شملت الخطابات والتصريحات والقرارات وتقارير في وسائل الإعلام ومقابلات، والتي وجد فيها تناول للساحة الإسرائيلية – الفلسطينية.
وقد وجد أن قطر هي الدولة التي لها التأثير الاقتصادي الأكثر أهمية، لكن الدول القريبة جغرافيا من الساحة الإسرائيلية – الفلسطينية، مصر، هي الدول التي تنشط أكثر من أجل الدفع قدما بحل سياسي.
المنظومة الدولية، قام بفحصها الدكتور نمرود نوفيك من خلال محاضر جلسات البرلمان الأوروبي والفرنسي والبريطاني والألماني والكونغرس الأميركي، وإعلانات رئاسية وإعلانات وزراء خارجية منذ بداية العام 2020 وحتى نهاية سبتمبر 2023.
نوفيك وجد توجها متواصلا من فقدان التركيز على القضية الإسرائيلية – الفلسطينية. عمليا، الوحيد الذي صرح بخصوص حل الدولتين هو الرئيس الأميركي جو بايدن، وفي المقابل، الكونغرس ووزارة الخارجية الأميركية أظهرا ارتفاعا في التصريحات التي تتجاهل حل الدولتين.
الجلوس على الجدار وعدم الرغبة في بلورة سياسة ووضع خطة شاملة، تتطلع للمستقبل في سياق النزاع بين إسرائيل والفلسطينيين، أدى إلى الفراغين السياسي والأمني، حيث فامت حماس بهجوم 7 أكتوبر.
إذا كان يبدو أنه يمكن أن تكون مع وتتصرف ضد، فإنه واضح الآن أن هذه هي المشكلة الرئيسية لدولة إسرائيل.
وإذا اعتقدنا أن المجتمع الدولي، قد توقف عن الاهتمام بالنزاع فإن القضية الفلسطينية تصرخ الآن من الجامعات الأميركية إلى محكمة العدل الدولية في لاهاي.
وإذا كنا نحلم بالسلام في الشرق الأوسط ونتجاهل القضية الفلسطينية، فقد أصبح واضحا الآن، أنه لن يكون هناك سلاما في المنطقة إلا إذا تم ايجاد تسوية مستقرة لهذا الصراع الدموي، وتقديم تنازلات مؤلمة للفلسطينيين والحفاظ على مصالح إسرائيل الأمنية.