- ℃ 11 تركيا
- 21 نوفمبر 2024
هادي جلو مرعي يكتب.. لماذا نحتاج يوم القيامة؟
هادي جلو مرعي يكتب.. لماذا نحتاج يوم القيامة؟
- 8 أغسطس 2022, 7:00:12 م
- تم نسخ عنوان المقال إلى الحافظة
لا يمكن القبول بإستمرار الطغيان والفساد، ونطالب بنسف النظام المنحرف الذي يتسلط علينا، ويحيلنا الى هياكل تتحرك بطريقة مشابهة لحركة الدمى، وحين لايكون من سبيل الى الخلاص إلا بهدم المعبد فلنفعل ذلك على الفور فقد هدم رسول الله مسجدا، وعده مضرا لأنه بني لسبب مخالف للأسباب التي إنطلقت لأجلها دعوة الإسلام.
هناك كم هائل من الكذب والنفاق والخسة والرذيلة والإنحلال والسقوط الأخلاقي وخيانة الأمانة والسرقة والقتل العبثي والتسلط على الناس والإستخفاف بهم، وكلما جاء حاكم ظالم سانده وأيده ناس يظنونه على حق، ويدافعون عنه، ويغضون الطرف عن مظالمه، ومايسببه من عذابات لأناس مثلهم جعلتهم الظروف في خانة الأعداء لذلك الحاكم الذي صار يبحث عن سبل دمارهم وعذابهم، والتنكيل بهم وسجنهم وقتلهم وتشريدهم وإذلالهم، وبرغم ذلك فمؤيدوه كثر، وحين يهلك الله ملوكا، ويستخلف مكانهم ملوكا فإن الناس لايعتبرون، فيتحول المظلوم الى ظالم في لعبة لتبادل الأدوار.
لايعترف مؤيدو الحاكم الظالم الزائل إنه كان ظالما متجبرا في الأرض، فيستمرون في الموالاة والتبرير، وتصويره منزها عن الخطايا، والأفعال الشائنة، بينما ينزاح الناس الى النظام الجديد، الموغل في الفساد، وفي أفعال تشبه أفعال من سبقه، وقد ازاله الله، فنعود الى دائرة السوء والموالاة المحرمة، وندخل في دائرة حاكم جديد ظالم، ونبدأ في تحصيل المنافع والمكاسب، والتسلط على من سوانا، فنكون شبيهين بمن كانوا مع الظالم الأول حين صرنا مع الظالم الجديد وإن تظاهرنا إننا لانقبل الظلم، فنصور الامور كما يتناسب ومصالحنا، ونسوق المبررات دون حساب، وننزه الجديد، كما ينزهون القديم وكلاهما فاسد.
حين تشتبك الأمور، وتنتشر المفاسد، ويعم الظلم، ويغتصب الحق، وينكل بالناس، ويعذبون ويحرمون حقوقهم الطبيعية في الحياة، وحين ينساق كثر الى الرذائل والموبقات والخطايا تكون الدنيا دار بلاء وإمتحان يصعب الصمود فيها، ولذلك تكون الحاجة الى قيامة وساحة فصل ضرورة وحتم، فهذا الكم من البشر ومن خطاياهم لاتقدر قوة أن تضعهم في مراتبهم ومنازلهم وإستحقاقاتهم غير قوة جبارة لايرهقها عناء، ولاتعجز، ولاتحار في القرار، وهي قوة الغيب الكاملة.