هادي جلو مرعي يكتب: مرقة كراعين الدجاج للتخلص من آلام المفاصل

profile
هادي جلو مرعي مرعي باحث وكاتب صحفي عراقي
  • clock 29 ديسمبر 2024, 12:35:18 م
  • تم نسخ عنوان المقال إلى الحافظة
Slide 01

   خسر نادي الطلبة واحدة من مبارياته في دوري الكرة المحلي مطلع ثمانينيات القرن الماضي، وأتذكر أن المدافع واثق أسود ضرب الكرة برأسه، ومضت فوق العارضة بمسافة بعيدة، ولم أنم تلك الليلة وأنا أبكي على خسارة الطلبة. الذي فاز بكأس الدوري عام 1986 وتزامن ذلك مع صعود العراق الى بطولة كأس العالم في المكسيك، وحينها أتذكر لاعبين مثل (حسين سعيد وباسل كوركيس وعدنان درجال وغانم عريبي وناطق هاشم ومعد إبراهيم وباسم قاسم والشقيقين كريم وخليل محمد علاوي وحارس محمد وسمير شاكر وعلي حسين ورعد حمودي وفتاح نصيف) وكان المدرب الشهير عمو بابا الذي سلم المهمة للبرازيلي إيفرستو الذي قاد منتخبنا في النهائيات.


    مازلت أكره برشلونة أكثر من حبي لريال مدريد، وأشجع الزمالك المصري وليفربول الإنكليزي والأنتر ميلانو الطلياني كما يسميهم المعلق الكويتي خالد الحربان، ولعل الهوس بكرة القدم يجعل الواحد منا يخرج عن إتزانه فيقول ما لاينبغي من القول، وخاصة حين يتعلق الأمر بالمنتخب الوطني. لكن من الواضح إن كثيرا من العراقيين لايتابعون الدوري المحلي، وهزالة مستوى الفرق كما أتابع أنا، وأستمتع بذلك، وقد يعود سبب الإستمتاع لولعي بمباريات الفرق الشعبية الذين يمارسون كرة القدم على التراب، ويتعرض اللاعبون الى إصابات بليغة غالبا فالأندية تلك تذكرني بتلك الفرق الشعبية بإستثناء إن الأندية الرسمية تمتلك ملاعب مغطاة بالنجيل الأخضر، وتحيط بها المدرجات الفارهة، وتتوفر فيها خدمات جيدة بعد الثورة الرياضية التي إنعكست نتائجها الإيجابية على كل شيء بإستثناء المستوى الذي ظل هزيلا في الداخل والخارج بالرغم من الإعتماد على المحترفين، والذين يحملون جنسيات أجنبية وهولاء لم يؤثروا كثيرا في المستوى، بينما لايوجد مستوى مطلقا في الدوري المحلي وحتى المحترفين الأفارقة والعرب والأوربيين لايكاد يتضح لهم مستوى في المنافسة.


    المهم أيضا الإلتفات إليه هو الفرق في المستوى، وهل يعود لهزالة الاداء العراقي، أم ترتبط بذلك أسباب تقنية. فدول الخليج تطورت كثيرا، وحين كنا نفوز على السعودية بالأربعة صرنا نخسر بالخمسة، وإذا فاز الرشيد في منتصف الثمانينيات على إتحاد جدة بثلاثية، وعلى النجم الساحلي التونسي بالخمسة. فالجوية والشرطة اليوم يخسران بالخمسة أمام الهلال والنصر والتعاون والإتحاد، وهذا أمر طبيعي بسبب النشاط العالي في الرياضة السعودية والخليجية، ومن جوانب عدة تتعلق بالمنشآت، والإحتراف العالي، ووجود إدارات واعية، وملتزمة، ومدربين عالميين، وخبرات وأجهزة ومعدات تدريب، وتنمية قدرات بمستوى تقني هائل وتعليمات وإنضباط وتدريب وطعام وإلتزام.
    

ملعب الشعب الدولي إنشأ ستينيات القرن الماضي، وإحتضن بطولات عدة بعد الإهمال الكامل لملعب الكشافة في منطقة الكسرة، وكان ملعب الشعب لايحتفظ بنجيل أخضر طوال العام، وفي الشتاء يصفر، بينما المطبات والحفر لاتتيح للاعبين القيام بواجباتهم، وبرغم ذلك كان الدوري ممتعا مع قلة الملاعب وجودتها المنعدمة في بغداد والمحافظات، بينما اليوم فالملاعب مثل الأبراج التي تعلو في بغداد، ولكن بلاجدوى بسبب إرتفاع الأسعار، فالمستوى يتراجع والمنصات ومواقع التواصل تعج بالشتائم والصراخ والتسقيط والصراعات البينية ومقدمي البرامج الرياضية وضيوفهم يتعاركون مع أعضاء الإتحاد وواحد كاره الثاني ولاتعاون بينهم..
   أنصح بتناول مرقة كراعين الدجاج للتخلص من ألم المفاصل..


هام : هذا المقال يعبر فقط عن رأي الكاتب ولا يعبر عن رأي فريق التحرير
التعليقات (0)