- ℃ 11 تركيا
- 23 ديسمبر 2024
"هكذا خدعنا حزب الله".. تفاصيل جديدة عن "تفجيرات البيجرز"
"هكذا خدعنا حزب الله".. تفاصيل جديدة عن "تفجيرات البيجرز"
- 23 ديسمبر 2024, 9:34:25 ص
- تم نسخ عنوان المقال إلى الحافظة
أجرى اثنان من عملاء الموساد السابقين، اللذين شاركا في التخطيط لعملية النداء في لبنان (تفجير أجهزة البيجرز)، مقابلة مع الصحفية ليزلي ستال في برنامج "60 دقيقة" على شبكة "CBS" الأمريكية.
وبوجوه مغطاة وأصوات مشوهة، كشف كل من "مايكل" و"غابرييل" (أسماء مستعارة) تفاصيل العملية التي استمرت عشر سنوات.
وقال مايكل، الذي تم تقديمه كمدير للعملية، "نحن نعرف كيف نخلق عالماً كاملاً حيث نحن الممثلون والمخرجون والمنتجون، والعالم هو مسرحنا".
وبعد عام تقريبًا من الحرب بين إسرائيل وحزب الله، شهد لبنان في سبتمبر سلسلة انفجارات استهدفت آلاف أجهزة البيجر وأجهزة الاتصال اللاسلكي التي كانت بحوزة أعضاء من الحزب.
اثنان من كبار عملاء الموساد المتقاعدين حديثًا، اللذان كانا من بين القائمين على هذه العملية التي استغرقت سنوات، قدما تفاصيل عن كيفية تصنيع هذه الأجهزة وتهريبها إلى أيدي أعضاء حزب الله، مما أثر بشكل كبير على مجريات الصراع بين الطرفين.
تسليح أجهزة الاتصال اللاسلكي
كانت عملية أجهزة الاتصال اللاسلكي جزءًا من استراتيجية الموساد التي تعتمد على الخداع والمكر. وبدأ العمل على تسليح أجهزة الاتصال اللاسلكي قبل أكثر من عقد من الزمن، قبل أن يتم تفجيرها في سبتمبر.
وصف "مايكل"، أحد العملاء الذين تحدثوا في مقابلة مع برنامج "60 دقيقة" تحت اسم مستعار، هذه الأجهزة بأنها أدوات استراتيجية قائلاً: "كان جهاز الاتصال اللاسلكي سلاحًا، تمامًا مثل الرصاصة أو الصاروخ".
وأشار إلى أن بطاريات أجهزة الاتصال اللاسلكي، التي تم تصنيعها في منشآت تابعة للموساد، تضمنت مكونات متفجرة، وأنها صُممت لتكون جزءًا من السترات التكتيكية. وأوضح أن حزب الله حصل على أكثر من 16,000 جهاز من هذه الأجهزة، واستخدم بعضها لاحقًا في سبتمبر.
وقال مايكل: "لقد حصلوا على صفقة تبدو مغرية. لم يكن السعر منخفضًا جدًا حتى لا يُثير الشكوك".
تطوير أجهزة البيجر
في وقت لاحق، طوّر الموساد أجهزة بيجر مفخخة. ووفقًا لما قاله "جابرييل"، عميل موساد آخر تحدث في المقابلة باسم مستعار، فإن هذه الأجهزة صُممت لتكون جزءًا من الحياة اليومية للمستخدمين، حيث يمكنهم حملها في جيوبهم.
وأشار جابرييل إلى أن الموساد نفّذ اختبارات متعددة لضمان أن تكون الأجهزة مصممة بدقة بحيث تقتصر الأضرار على المستهدفين فقط. وأكد أن الأجهزة لم تُصمم لأغراض جمع المعلومات أو التتبع، بل كوسائل تفجير صغيرة الحجم.
إقناع حزب الله بشراء الأجهزة
عمل الموساد على خلق واجهات تجارية تبدو حقيقية للتعامل مع الموردين وإقناع حزب الله بشراء الأجهزة. كما استُخدمت إعلانات مزيفة وشهادات وهمية على الإنترنت للترويج للأجهزة.
تم إنشاء شركات وهمية لتسويق الأجهزة، بما في ذلك شركة في المجر. وقال غابرييل: "لم يكن لدى موظفي شركة أبولو أي فكرة أنهم يعملون مع الموساد". كما أكد أن الموساد استعان بأشخاص كانوا على علاقة بشركة "أبولو" لإدخال الأجهزة إلى حزب الله.
تفجير الأجهزة
في 17 سبتمبر، تم تفعيل العملية، حيث انفجر 1530 جهاز استدعاء في لبنان. وأوضح غابرييل أن الهدف لم يكن بالضرورة قتل عناصر حزب الله، بل كان تذكيرًا لهم بأن "لا تعبثوا معنا".
وقال مايكل: "كل من قتلته، قتلته، ولكن أولئك الذين جرحتهم، يجب عليهم الذهاب إلى المستشفى وتكريس مواردهم لعلاج الجرحى".
وبعد ذلك بيوم، تم تفجير أجهزة الاتصال اللاسلكي. وأدت هذه العمليات إلى حالة من الارتباك والخوف في لبنان.
النتائج
بحسب عملاء الموساد السابقين، فإن الهدف الأساسي من هذه العمليات كان إضعاف القدرات العسكرية لحزب الله وزرع حالة من عدم الثقة في تجهيزاتهم.
وأضاف مايكل أن الهدف كان زرع الخوف في قلوب حزب الله: "في اليوم التالي، كان الناس في لبنان يخشون تشغيل مكيفات الهواء خوفًا من انفجارها". وأكد أن هذه العملية كانت بمثابة "حرب نفسية" لتحطيم معنويات الحزب.
وفي المجمل، قُتل نحو 30 شخصًا، بينهم طفلان، في الهجومين، وأصيب نحو 3000 شخص.
التحول الاستراتيجي
وفي النهاية، أشار إلى أن العملية قد تركت حزب الله في وضع صعب، مشيرًا إلى أنه رغم عدم تدميره بالكامل، فإن الهجمات والعمليات الصهيونية قد أثرت على الروح القتالية له بشكل كبير.
الردع العسكري والصورة الأخلاقية
حينما سُئل عن صورة الكيان الأخلاقية، قال: "من الواضح أن الحماية هي الأولوية، وعندها فقط سمعتنا".