- ℃ 11 تركيا
- 2 نوفمبر 2024
هلال نصّار يكتب :تشكيل حلف القدس الدولي الجديد
هلال نصّار يكتب :تشكيل حلف القدس الدولي الجديد
- 26 فبراير 2022, 9:49:04 م
- تم نسخ عنوان المقال إلى الحافظة
تداعيات الحرب الروسية الأوكرانية على الصعيد الدولي والاقليمي في ظل انقسام العالم ما بين مؤيد ومعارض ومحايد اتجاه ما يجري هو فرض سيطرة وهيمنة الدب الروسي على حدود دول شرق أوروبا واستعادة الأقاليم والولايات التي كانت تتبع للاتحاد السوفيتي سابقاً قبل انهياره عام 1991،
هذه حرب كشفت عن العجز الأمريكي والأوروبي عن حماية من اعتمدت على مساندته في تمديد الغاز الطبيعي وتحقيق الأمن الغذائي لنصف العالم أمام قوة الموقف الروسي، ومدى الخذلان الذي تعيشه أوكرانيا رسمياً وشعبياً بعد تخلي الإدارة الأمريكية وحلف الناتو عن التدخل العسكري لانقاذهم من الهجوم عليها ومباغتة روسيا باستهداف الدفاعات الأرضية والمطارات ودخول القوات الروسية باجتياح بعض الاقاليم الأوكرانية، كذلك حالة القلق والخوف لدى الحلفاء في منطقة الشرق الأوسط من أن يتعرضوا لذات المصير، وهذا إجماع على أن الأنظمة العربية منذ فترة ما قبل الحرب الروسية الأوكرانية وهم في حالة هستيرية واليوم وكأنهم في جحورهم صامتون ينتظرون دورهم ومصيرهم.
هذه تُعد معالم اللحظات الأولى وتداعيات إنهاء الحالة القطبية الوحيدة (الولايات المتحدة الأمريكية) وذلك بعد اتخاذ روسيا زمام المبادرة الدولية، وهذه التوقعات تمثل حالة طبيعية للحالة الرخوة التي تشهدها المنطقة العربية والعالمية ونتاج الحالة الجيوسياسية المتوترة من أمد بعيد، ولكن السؤال لماذا الكيان الصهيوني يصطف مع النظام الحاكم في أوكرانيا؟ فلا يخفى أن رئيس الدولة والحكومة في أوكرانيا، كلاهما "يهودي صهيوني" ويحملان الجواز (الإسرائيلي)، وعشر وزراء آخرين كذلك، 27 دولة أجنبية منها بريطانيا قررت تقديم مزيد من الدعم العسكري والاسلحة الفتاكة والإمدادات الطبية لأوكرانيا،
رغم أنها دولة تمتلك جيشا كاملا مجهزا بأحدث أنواع الاسلحة، وهذا ما يدفعنا للتساؤل لماذا يتم تشديد الحصار على قطاع غزة من قبل الدول العربية في ظل الحرب الصهيونية المستمرة عليها ناهيك عن تحريم وتجريم نقل أي قطعة سلاح لها، في ظل أن الرئيس الأوكراني أولى تضامنه مع الكيان الصهيوني خلال معركة سيف القدس على غزة منتصف 2021م، واستنكر الأحداث العدوانية وطالب بوقف التصعيد فورا نظرا لاستهداف صواريخ المقاومة التي كانت تجوب أجواء الأراضي المحتلة تلبية لأهل القدس ودفاعا عن المقدسات الإسلامية والثوابت الفلسطينية، كما لا ننسى أن المخابرات الأوكرانية قامت بتسليم المهندس الفلسطيني ضرار أبوسيسي للموساد الإسرائيلي مجاناً بدون مقابل.
لتشكيل التاريخ الحديث والنهوض بالأمة الإسلامية، بينما العالم شرقاً وغرباً يتشكل من جديد، ويقيم تحالفات دولية وإقليمية، فإننا كمسلمين يجب علينا توحيد قوتنا وتشكيل جسم سياسي وعسكري ودولي يجمع العالم الإسلامي تحت مظلة حلف القدس الدولي على قاعدة رمز السلام العالمي ورفاهية الشعوب تمهيداً لقيام الدولة الإسلامية، فهناك 2 مليار مسلم يمثلون ثلث سكان العالم ويشكلون حلف القدس الدولي هذا الإطار الطبيعي لمسلمي وأحرار العالم في ظل ولادة أقطاب دولية جديدة وبعد انحسار النفوذ الأمريكي والأوروبي ودعمهم للكيان الصهيوني في كافة المحافل نُصرة للوبي اليهودي في بقاع الأرض، الإسلام اليوم يمثل كتلة ديمغرافية وقوة كبرى وهو القطب الأكبر والأقوى والأهم جغرافياً وسياسياً وتاريخياً، وفى ظل ظهور أنظمة عالمية متعددة الأقطاب، يجب أن نصنع قطبنا الأقوى والمستقل لا أن نكون تُبع لأي كان،
فنحن الأقدر والأجدر على جمع طاقاتتا وتوحيد جهودنا وتشكيل جيشنا تحت لواء إسلامي موحد كونفدرالي متعدد اللغات لكنه موحد على العقيدة الإسلامية من المغرب العربي حتى شرق إندونيسيا والمالديف ومن كوسوفو شمالاً حتى جنوب إفريقيا وهذا يعد تطوراً جيوسياسي لاستعادة النظام الإسلامي بعد سقوط الخلافة الإسلامية والدولة العثمانية.
ومما لا شك في موقف تحالف الاسلاميين للحرب، تصريحات الرئيس التركي "رجب طيب أردوغان"، تؤكد أن رد حلف الناتو لا يرقى مع مستوى الحدث ويأتي في سياقات متعددة ورسائل مبطنة وحاجة في نفس يعقوب، بينما ولاء الرئيس الشيشاني "رمضان قديروف" باعلان مشاركته روسيا الحرب وانضمام جيشه للاستعداد باجتياح أجزاء من أقاليم أوكرانية، أما عن قادة الاحتلال فيشعرون بالقلق مما يحدث بتلك الحرب ويسعون لتصليح علاقاتهم مع الدب الروسي بأقل الخسائر، هذا وقد أعلن موقع والا العبري عن قيام جندي من الجيش الإسرائيلي بالتطوع والمشاركة في القتال بجانب الجيش الأوكراني،
بعد إعلان السفارة الأوكرانية في إسرائيل عن حاجتها لمتطوعين إسرائيليين للقتال ضد روسيا، وأن كان هذا تسويق اعلامي فالحقيقة أن جنود الاحتلال كانوا يتساقطون على حدود غزة ويهربون من الخدمة العسكرية، وحتى الأوروبين ذاتهم يشعرون بمدى هشاشة وعجز الموقف الأمريكي وتردده أمام موقف روسيا وتعرضهم لذات الموقف الأوكراني، وهذا سيكون له تداعيات كبيرة، وربما تمهد هذه الحرب لتغييرات في النظام الدولي، وتضع حد للهيمنة الأمريكية وتدفع بعض حلفائها للتراجع وتغيير سياساتهم ومواقفهم اتجاه كثير من القضايا وخصوصاً القضايا العالقة مثل القضية الفلسطينية، أما عن غياب مؤسسات الأمم المتحدة والمجتمع الدولي لاستقبال المهاجرين الاوكرانيين يدل على شبه انهيار المنظمة الدولية العجوز.
الخلاصة: في اعتقادي ما يجري هو مناورة مشتركة من الحلف الشرقي (روسيا والصين وكوريا الشمالية والهند والشيشان وإيران وباكستان وتركيا) بهدف مناظرة إسقاط النظام الغربي (الولايات المتحدة الأمريكية والاتحاد الأوروبي) وتغيير الولاء واكتساب انتماء سياسي لبعض الدول والأقاليم التي ارتكزت حمايتها على وهم الولايات المتحدة وتخليها عن حلفاؤها، لست بصدد استباق الأحداث ولكن هذا العام 2022م، قد يحمل في طياته بشريات وانتصارات للأمة الاسلامية والمجتمعات الحضارية.
أما دورنا في غزة العزة نترقب أملاً في تغيير المواقف الدولية اتجاه قضيتنا الفلسطينية ومقاومتنا المشرعة في مواجهة الاحتلال الصهيونى بعد تراجع الهيمنة الأمريكية، أما دورنا العربي والاسلامي في فرض أنفسنا كقوة على العالم الجديد وتنظيم تحالف مع القوى بشرط تحقيق الانتماء الى شعوبنا وأوطاننا وتبني قضايا أمتنا لاستعادة حقوقنا وأمجدانا وإقامة دولتنا الإسلامية.