- ℃ 11 تركيا
- 19 نوفمبر 2024
هل تتسبب الأزمة السياسية داخل إسرائيل بضرب غزة؟ (تقرير)
هل تتسبب الأزمة السياسية داخل إسرائيل بضرب غزة؟ (تقرير)
- 25 أغسطس 2023, 11:52:33 ص
- تم نسخ عنوان المقال إلى الحافظة
غزة/ نور أبو عيشة/ الأناضول
- الخبير وديع أبو نصار: تهديدات نتنياهو جادة في ظل أزمته ومن المحتمل أن يشن عملية عسكرية على غزة أو يغتال قيادات في المقاومة خارج الأراضي الفلسطينية.
- المحلل السياسي إبراهيم مصطفى: الظروف الدولية والإقليمية والداخلية في إسرائيل قد تمنع مؤقتا توجيه أي ضربة محتملة لغزة.
- المحلل السياسي حسام الدجني: لا بد من حراك دولي للجم الحكومة المتطرفة التي تبحث عن مبرر لتصدير أزمتها وأزمة نتنياهو.
قال محللون سياسيون فلسطينيون إن الأزمة السياسية في إسرائيل تخلق فرصة لعودة التوتر والتصعيد العسكري في قطاع غزة، مرجعين ذلك إلى عوامل إسرائيلية وفلسطينية، ومحذرين من تداعيات محتملة محليا وإقليميا.
المحللون أوضحوا، في أحاديث منفصلة مع الأناضول، أن العوامل الإسرائيلية تتمثل في تراجع "مستوى الردع" جراء تزايد العمليات الفلسطينية التي تسفر عن مقتل مستوطنين ردا على اعتداءات إسرائيلية متواصلة، ولذلك قد تلجأ إسرائيل إلى تصعيد على أمل استعادة الردع والحفاظ على صورتها.
أما العوامل الفلسطينية، فتتمثل في استمرار العمليات المسلحة في الضفة الغربية واتهام حركة المقاومة الإسلامية (حماس) بالتحريض عليها، فضلا عن عودة الحراك الشعبي والعسكري على حدود القطاع مع إسرائيل، والتي قد تعتبره الأخيرة استفزازا يتطلب الرد، وفقا للمحليين.
وربما تلجأ إسرائيل، بحسب المحللين، إلى سيناريو آخر قائم على عملية اغتيال لقيادات في المقاومة و"حماس" خارج فلسطين؛ لتفادي تداعيات ومخاطر محتملة لأي عملية عسكرية جوية في ظل الأزمة الإسرائيلية الراهنة.
ومنذ أشهر، تعاني إسرائيل من انقسام سياسي وشعبي حاد؛ على خلفية مشاريع قوانين لتعديل القضاء تدفع بها حكومة رئيسة الوزراء بنيامين نتنياهو بزعم محاولة استعادة توازن مفقود بين السلطات القضائية والتشريعية والتنفيذية، بينما تقول المعارضة إنها تقلص صلاحيات المحكمة العليا (أعلى هيئة قضائية)، "وتقوض الديمقراطية في إسرائيل".
وأطلقت مستويات سياسية وعسكرية في إسرائيل تهديدات بالانتقام، منذ عملية نفّذها فلسطيني بمدينة الخليلي جنوبي الضفة، في 21 أغسطس/ آب الجاري، وأسفرت عن مقتل مستوطنة وإصابة زوجها بجراح، في ظل اعتداءات مستمرة على الفلسطينيين من جانب مستوطنين والقوات الإسرائيلية.
ووفقا للمحللين، فإن كافة الخيارات التي قد تلجأ إليها إسرائيل واردة، وبينها الرد عبر "التوسع الاستيطاني في الضفة الغربية، وتزايد عنف المستوطنين بحق الفلسطينيين وممتلكاتهم.
وقال نتنياهو، في كلمة عقب عملية الخليل، إن إسرائيل في خضم "هجوم إرهابي تشجعه وتوجهه إيران وأذرعها، وسنحاسب القتلة ومرسليهم أيضا من قريب أو بعيد".
فيما قال وزير الدفاع يوآف غالانت: "سنصل إلى الإرهابيين ونتخذ إجراءات إضافية تضمن سلامة مواطني إسرائيل وتحصيل الثمن من المسؤولين عن ذلك".
ومحذرا تل أبيب، قال رئيس المكتب السياسي لـ"حماس" إسماعيل هنية إن دائرة المواجهة والتصعيد ستتسع في حال وسّعت إسرائيل رقعة الاستهداف للفلسطينيين، والذي تهدد به المستويات السياسية والعسكرية.
تهديدات جادة
المحلل السياسي والخبير في الشؤون الإسرائيلية وديع أبو نصار قال للأناضول إن "التهديدات التي أطلقها نتنياهو جادة، خاصة في ظل الأزمة التي يمر بها".
وأرجع أبو نصار أزمة نتنياهو إلى أسباب أولها "تصاعد العمليات الفلسطينية ضد المستوطنين بما يدل على تراجع مستوى الردع، ما من شأنه أن يخلق مشكلة مع حلفائه في اليمين المتطرف (داخل الائتلاف الحاكم)".
وأما السبب الثاني، فأوضح أبو نصار أنه يتمثل في "المشهد المعقد الذي يمر به نتنياهو، فإقدامه على تنفيذ عملية عسكرية قد يحمل الكثير من المخاطر، فيما أن الابتعاد عنها قد يعد ضعفا".
وتابع: "في هذه الفترة يكاد لا يكون هناك دعم دولي لنتنياهو، ووضعه في المجتمع الدولي ضعيف جدا.. في السابق كان المجتمع الدولي يغمض عينيه عن أي عملية عسكرية يشنها، لكن اليوم الأمر بات مختلفا، ما يزيد من تعقيد المشهد بالنسبة له".
أبو نصار أردف أن إسرائيل قد تلجأ لعدة سيناريوهات بحثا عن الانتقام من الفلسطينيين، بينها تنفيذ عملية عسكرية أو تصعيد ضد غزة التي تحاصرها تل أبيب منذ صيف 2007.
واعتبر أن الحراك الشعبي والعسكري الذي شهده قطاع غزة والمنطقة الحدودية مع إسرائيل في الفترة الأخيرة من شأنه أن "يرفع احتمالية سيناريو العملية العسكرية".
والأسبوع الماضي، أطلقت فصائل من المقاومة الفلسطينية نحو 50 صاروخا تجريبيا باتجاه البحر المتوسط، فيما اعترضت القبة الحديدية الإسرائيلية قبل نحو ثلاثة أيام "قطعة جوية مسيرة" في سماء غزة.
ونظّمت الفصائل الفلسطينية، في 21 أغسطس/ آب الجاري، تظاهرة حدودية شرقي مدينة غزة في الذكرى الـ54 لحرق المسجد الأقصى، وعمل الجيش الإسرائيلي على تفريقها، ما أسفر عن إصابة 12 فلسطينيا بجراح مختلفة.
أبو نصار أعرب عن اعتقاده بأن الفصائل تحاول، عبر هذا الحراك، "فحص قدرة إسرائيل على الردع وإمكانية الرد والمراقبة"، في ظل الأزمة التي تعيشها.
لكن هذا الحراك، كما أضاف، يحمل بعض المخاطر إذ يمكن أن تعتبره إسرائيل استفزازا لها، ما يدفعها إلى "اتخاذ خطوات غير محسوبة".
ومن المحتمل أن تلجأ إسرائيل إلى سيناريوهات أخرى للانتقام بعيدا عن غزة، منها "تنفيذ عملية اغتيال خارج الأراضي الفلسطينية" ضد قيادات تعتقد تل أبيب أنها على صلة بتنفيذ عمليات ضد المستوطنين، بحسب أبو نصار.
استهداف "حماس"
أما الكاتب والمحلل السياسي مصطفى إبراهيم فرأى أن الحراك الذي شهدته حدود غزة مؤخرا "يحمل رسالة بجهوزية المقاومة واستعداداها لأي معركة قادمة".
وأضاف إبراهيم للأناضول: "غزة ليست بعيدة عما يحدث في الضفة.. صحيح أن المقاومة اتخذت قرارا بدعم وتعزيز مقاومة الضفة، لكن بهذا الحراك تقول الفصائل إن فكرة وحدة الساحات ما زالت قائمة".
إبراهيم اعتبر أن استعراض المقاومة في غزة لقدراتها العسكرية يأتي للتأكيد على "امتلاكها أدوات تشكل خطرا على إسرائيل".
وتابع: "كما يشير إلى استمراريتها في الجهوزية، كونها تتوقع ردا أو ضربة في ظل التهديدات الإسرائيلية ووسط استمرار وازدياد عمليات في الضفة أسفرت عن مقتل عدد كبير من المستوطنين".
ورأى أن "استمرار هذا الاستعراض من شأنه أن يرفع من مؤشر توجيه ضربة لغزة، لكن يبقى الاستفزاز الأكبر والأخطر بالنسبة لإسرائيل قادما من الضفة".
وكنوع من الانتقام الإسرائيلي، توقع إبراهيم أن يُقدم الجيش على توجيه ضربة للمقاومة في غزة أو تنفيذ عملية اغتيال لبعض القيادات خارج فلسطين؛ في ظل استمرار العمليات الفلسطينية في الضفة.
وقال إن إسرائيل بمستوياتها السياسية والإعلامية لديها يقين بأن "حماس" هي مَن تقف وراء التحريض لتنفيذ عمليات بالضفة ضد مستوطنين.. في السابق كان عنوان التحريض بالضفة، وفقا لتل أبيب، هو حركة الجهاد الإسلامي، وتم توجيه ضربة لها في مايو/ أيار الماضي، واليوم الأنظار تتجه نحو حماس".
ومؤخرا، دعا مستشار الأمن القومي الإسرائيلي السابق مئير بن شبات إلى "تصفية قادة حماس في الخارج والمسؤولين عن توجيه العمليات في الداخل لقطع حلقة الاتصال مع الداخل".
واعتبر إبراهيم أن الظروف الدولية والإقليمية والداخلية في إسرائيل قد تمنع توجيه أي ضربة محتملة لغزة، لكن "بشكل مؤقت".
انفجارات متعددة
متفقا مع أبو نصار وإبراهيم، قال الكاتب والمحلل السياسي حسام الدجني إن "التهديدات الإسرائيلية يجب أن تؤخذ على محمل الجد من المستويات الفلسطينية والإقليمية والدولية".
وتابع الدجني للأناضول: "يجب أن يكون هناك حراك دولي للجم الحكومة المتطرفة (برئاسة نتنياهو) التي تبحث عن أي مبرر لتصدير أزمتها الداخلية وأزمة نتنياهو على المستوى الشخصي والحكومي، وكي لا تأخذ هذه الحكومة المنطقة لمزيد من التوتر".
ومعتبرا أن اتجاهات التهديدات "غير معروفة (لقلة المعلومات)"، شدد على أنه "لا يمكن الجزم حول المنطقة التي من الممكن أن تتعرض لضربة، سواء جبهة غزة أو لبنان أو سوريا".
وأعرب الدجني عن اعتقاده بأن "كافة الخيارات واردة ومحتملة في ظل هذه الحكومة الفاشية".
وبالنسبة لاحتمال أن تغتال إسرائيل قيادات للمقاومة خارج فلسطين، توقع أن يؤدي ذلك إلى "انفجار في أكثر من منطقة وأكثر من جبهة، وربما تكون غزة على رأس الانفجار.. الفلسطينيون لا يقبلون بأن يستفرد الاحتلال بساحة أو قائد".