- ℃ 11 تركيا
- 21 نوفمبر 2024
هل تستطيع تركيا الانضمام إلى منظمة شنجهاي رغم عضويتها في الناتو؟
هل تستطيع تركيا الانضمام إلى منظمة شنجهاي رغم عضويتها في الناتو؟
- 24 سبتمبر 2022, 9:49:11 ص
- تم نسخ عنوان المقال إلى الحافظة
قبل زيارته إلى نيويورك لحضور اجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة، أشار الرئيس التركي "رجب طيب أردوغان" إلى أن تركيا (عضو في الناتو) تستهدف عضوية منظمة "شنجهاي" للتعاون، وهي منصة تهيمن عليها روسيا والصين. وبمجرد وصوله إلى الولايات المتحدة، كرر "أردوغان" نفس الرسالة في مقابلة تليفزيونية.
وعند سؤاله عن كيف يمكن لتركيا التوفيق بين عضويتها المحتملة في "شنجهاي" و"ناتو"، أجاب "أردوغان" أن بلاده وضعت نفسها على أنها قوة عالمية بدلاً من غربية أو شرقية. وقال: "لقد أبقانا الاتحاد الأوروبي على أبوابه لمدة 52 عامًا ومن الطبيعي أن ننظر إلى بدائل أخرى".
وبالرغم من المناقشات المتكررة حول ما إذا كان ينبغي أن تكون أنقرة - أو يمكن أن تكون - عضوًا في شنجهاي، فإن المتخصصين في الشأن التركي يتذكرون أن طريق "أردوغان" إلى شنجهاي بدأ بمزحة. فقد أبدى "أردوغان" لأول مرة إمكانية ذلك في برنامج تلفزيوني في 25 يوليو/تموز 2012 حيث قال "أخبرت بوتين مازحا اعترف بنا في شنجهاي وسنراجع طلبنا في الاتحاد الأوروبي".
ولكن عندما كرر "أردوغان" نفس الحكاية بعد 6 أشهر، أصبحت حقيقة واقعة. تمكن "أردوغان" و"أحمد داود أوغلو"، وزيره في ذلك الوقت والمنافس السياسي الحالي، من الحصول على وضع شراكة للحوار في المجموعة. وأشاد "داود أوغلو" بالأمر باعتبار ذلك "يوما تاريخيا".
وفي عام 2017، انضمت الهند وباكستان بشكل كامل للمنظمة إلى جانب روسيا والصين وكازاخستان وقيرغيزستان وطاجيكستان وأوزبكستان. ومن المتوقع أن تصبح إيران عضوًا في عام 2023. كما أعربت أفغانستان ومنغوليا عن نيتهم في الحصول علي العضوية الكاملة. وتعد أذربيجان وأرمينيا شركاء حوار، فيما وقّعت مصر للتو مذكرة تفاهم لتصبح شريكة، وقد تكون إسرائيل في الطريق.
وغيرت هذه التوسعات المتتالية أجندة المنظمة التي بدأت كإطار للتعاون السياسي بين روسيا والصين وجيرانها لكنها أصبحت تركز أيضا على معالجة البنية التحتية والتنمية الاقتصادية وكذلك التعاون ضد الإرهاب.
والأسبوع الماضي، حضر "أردوغان"، اجتماع شنجهاي للمرة الأولى، وبرز في التجمعات غير الرسمية واللقاءات الثنائية مع "بوتين" والرئيس الصيني "شي جين بينج" وغيرهما.
وقد سلط مؤيدو الحكومة التركية الضوء على لقطة لـ"أردوغان" وهو يقدم مزحة للقادة الحاضرين حول طاولة منخفضة للتأكيد على وزن "أردوغان" في الساحة العالمية. وقال الكاتب "عبدالقادر سيلفي": "لا يوجد تركي لن يفتخر بهذه الصورة".
وقد مدح "أردوغان" المنظمة وهو في طريقه إلى الأمم المتحدة. وقال "أردوغان" للصحفيين "اتخذت منظمة شنجهاي خطوات كبيرة في مجالات الأمن والاقتصاد والتجارة"، مشيرًا إلى أن الدول الأعضاء في المنظمة "يمثلون أكثر من 30% من الناتج الإجمالي العالمي بحجم يصل إلى 20 تريليون دولار".
وأضاف أن هدفه من حضور القمة كان نقل التعاون بين تركيا والمنظمة إلى مستوى أعلى، قائلا: "سألني الصحفيون ما إذا كانت الخطوة التالية هي العضوية الكاملة، نعم هذا ما نستهدفه".
لكن دبلوماسيًا روسيًا كبيرًا حذر من أنه قد لا يكون ذلك رحلة سهلة بسبب عضوية تركيا في الناتو.
وقال "باختيور خاكيموف"، وهو مبعوث للرئيس الروسي "فلاديمير بوتين" إلى "شنجهاي": "سيتم تقييم طلب انضمام تركيا بمجرد تقديمه". وقال إن المعايير تشمل عدم كونها جزءًا من الكتل المعادية أو الموجهة ضد أعضاء شنجهاي"، مشيرا إلى أن تركيا هي عضو في الناتو الذي أعلن أن "روسيا ليست مجرد خصم لكنها العدو رقم 1".
وقال دبلوماسي سابق مطلع على الملف بشرط عدم الكشف عن هويته: "لا يمكن أن تصبح تركيا عضوًا في شنجهاي بينما هي عضو في الناتو، وعلى مدى عقد من الزمان بحثنا عن صيغة مع 3 وزراء خارجية مختلفين، لكننا لم نعثر على شيء".
وأضاف: "إذا قدمت تركيا طلبًا، فليس من الواضح كيف سيكون رد فعل الصين - التي لديها مشكلة فيما يتعلق بدعم تركيا للإيجور - أو حتى روسيا".
وأكد "أونال تشفيك أوز"، الدبلوماسي السابق نائب رئيس حزب الشعب الجمهوري المعارض، أنه بينما كان دور تركيا كشريك في الحوار في منظمة شنجهاي للتعاون إيجابيًا، فإن أي شيء يتجاوز ذلك قد يأتي بنتائج عكسية. وقال: "مع نظرة العالم الغربي لروسيا - خاصة بعد غزوها لأوكرانيا - وتجاه الصين، لا يمكنك الادعاء بأنك عضو في كلتا المنظمتين وتقول إنك تتبنى سياسة متوازنة".
وأضاف: "العضوية ستكون خطوة في الاتجاه الخاطئ، لا سيما أن علاقتنا مع العالم الغربي تمر بمرحلة حرجة".
وقال "سرحات جوفينش"، أستاذ العلاقات الدولية في جامعة "قادر هاس": "يُشار إلى البراجماتية أحيانًا على أنها سياسة التوازن، لكن يجب ألا تتعارض قرارات السياسة الخارجية مع بعضها البعض".
ولكن بشكل عام فإن تصريحات "أردوغان" بشأن منظمة شنجهاي تشير إلى أنه لم يحصل على ما يريده من الولايات المتحدة والحلفاء الأوروبيين، لذلك يحاول إيصال رسالة مفادها أنه يستطيع تحويل اتجاه البلاد إلى مكان آخر.