- ℃ 11 تركيا
- 26 ديسمبر 2024
هل ستدفع أميركا ثمن هجوم بايدن على بوتين؟
هل ستدفع أميركا ثمن هجوم بايدن على بوتين؟
- 24 مارس 2021, 8:16:42 م
- 993
- تم نسخ عنوان المقال إلى الحافظة
نشرت مجلة "ناشيونال إنترست" الأمريكية مقالاً للخبير العسكري مارك إبيسكوبوس، وتناول فيه الثمن الذي ستدفعه أمريكا على إثر هجوم بايدن على بوتين جاء فيه.
في وقت سابق من الأسبوع الماضي، أجرى الرئيس الأميركي حواراً شاملاً مع جورج ستيفانوبولوس من شبكة "إيه بي سي نيوز"، وانتقل الحوار إلى الأمن القومي، وعلى وجه الخصوص التقرير الأخير لمكتب مدير المخابرات الوطنية الذي يزعم أن بوتين "أذِن بعمليات" للتأثير على انتخابات 2020 لصالح دونالد ترامب. وقال بايدن: إن بوتين "سيدفع الثمن"، مضيفاً: إنه أبلغ بوتين في حوارٍ سابق بـ "الاستعداد" للتداعيات إذا تم التحقق من مزاعم التدخل الروسي في الانتخابات.
وشرع ستيفانوبولوس في توجيه الحوار باتجاه شخصي، فقال: "قلت، إنك تعلم أنه ليس لديه روح". ورد بايدن بالمثل بإعادة سرد الحكاية القديمة لاجتماعه السابق مع بوتين: "لقد قلت ذلك له، نعم… قلت: نظرت في عينيك ولا أعتقد أن لديك روحاً". ورد بوتين قائلاً: "نحن نفهم بعضنا".
ولأنه يعتقد أنه لم يبلغ مراده بعد، ضغط ستيفانوبولوس على هذه النقطة، قائلاً: "إذاً، أنت تعرف فلاديمير بوتين. هل تعتقد أنه قاتل؟ ومرة أخرى، رد بايدن بالمثل. "نعم. أعتقد ذلك"، وقال مكرراً: إن بوتين سيدفع ثمن أفعاله "المؤذية"، لكنه أشار أيضاً إلى أن الولايات المتحدة وروسيا يجب أن تكونا قادرتين على العمل معاً في مجالات "المصلحة المشتركة".
وفي اليوم التالي لتصريحات بايدن، أعلنت المتحدثة باسم وزارة الخارجية الروسية، ماريا زاخاروفا، أن الكرملين استدعى سفير روسيا لدى الولايات المتحدة، أناتولي أنتونوف، وقالت: إن "أنتونوف استُدعِيَ إلى موسكو للتشاور من أجل دراسة ما يجب القيام به في سياق العلاقات مع الولايات المتحدة".
وردّ بوتين على تصريحات بايدن خلال ظهوره على التلفاز الروسي في وقت لاحق من ذلك الأسبوع. "كما قال بايدن: نحن نعرف بعضنا جيداً وبشكل شخصي، وبماذا سأرد عليه؟ أقول له: كن بصحة جيدة.. وأتمنى له صحة جيدة.. أقولها دون سخرية ولا مزحة".
وتابع الرئيس الروسي: "في تاريخ كل أمة وكل دولة يوجد العديد من الأحداث الصعبة والدرامية والدموية.. ولكن عندما نقيِّم الآخرين أو حتى عندما نقيِّم الدول الأخرى، فإننا دائماً ما نبدو وكأننا ننظر إلى المرآة. فنرى أنفسنا دائماً فيها؛ لأننا دائماً ما نصف الآخرين بما نحن عليه. وكما تعلم، فإنني أتذكر في طفولتي، عندما كنا نتجادل في الساحة اعتدنا أن نقول: "أنا أعلم ما أنت عليه، ولكن ماذا أكون أنا؟" وهذه ليست مصادفة، كما أنها ليست مجرد مزحة صبيانية، إنها ذات معنى نفسي عميق جداً".
وفي موسكو، أثارت تصريحات الرئيس الأميركي عاصفة من الغضب، حيث كتب "كونستانتين كوساتشيف"، نائب رئيس مجلس الشيوخ بالبرلمان الروسي، أن "تصريحات بايدن في مجملها لا تبشّر بتوقعات جيدة لسياسة الإدارة الأميركية الجديدة إزاء روسيا". فيما قال السياسي الروسي، أندريه تورتشاك: إن تعليقات بايدن هي "انتصار للجنون السياسي الأميركي والخرف المرتبط بعمر زعيمها. وهذه درجة شديدة من العدوان ناجمة عن العجز… إن هذا البيان الجسيم والوقح يمثّل تحدياً لبلدنا بأسره".
بينما افترض رئيس الدوما، فياتشيسلاف فولودين، الطبيعة غير المسبوقة لتعليقات بايدن: "كان لدى الولايات المتحدة قادة مختلفون، لم يحب الكثير منهم روسيا، إلا أنهم تصرفوا جميعاً بمسؤولية. تصريحات بايدن اليوم تخرج عن نطاق الفطرة السليمة. لا يمكن لقائد بلد يصف نفسه بأنه بلد المبادئ الديمقراطية والأخلاق أن يتصرف على هذا النحو". وأضاف "فولودين" في منشور على وسائل التواصل الاجتماعي: إن تعليقات بايدن هي "إهانة لمواطنينا الذين انتخبوا رئيسهم ودعموه".
وهناك إجماع في موسكو على أن روسيا يجب أن ترد بطريقة ما على واشنطن بعد تعليقات "بايدن"، ولكن لا يوجد إجماع مماثل حول استجابة سياسية ملموسة، ففي حين طرح عدد قليل من المعلقين الروس فكرة التعليق المؤقت لمعاهدة ستارت الجديدة للأسلحة النووية التي تم تجديدها مؤخراً كإجراء عقابي، إلا أنه لا يوجد ما يشير إلى أن الكرملين، الذي أيد باستمرار تمديد المعاهدة، يستمتع بمثل هذا الإجراء الصارم. فمن جانبه، يوصي "إيجور كوروتشينكو"، عضو المجلس الاستشاري العام بوزارة الدفاع، بزيادة عدد الجواسيس الروس في الولايات المتحدة، فيما اقترح آخرون بشكل عام أن على الكرملين أن يقلّل من رغبته في الدخول في حوار بنّاء مع الولايات المتحدة عبر مجموعة واسعة من الجبهات الاقتصادية والعسكرية والسياسية.
ومع ذلك، لم يصدر الكرملين بعد رداً سياسياً رسمياً، وحتى كتابة هذا التقرير، لم يتضح ما إذا كانت "مشاورات" أنتونوف الموسعة في موسكو ستتبعها أي مبادرات روسية لمراجعة – وربما تقليص – العلاقات الدبلوماسية الرسمية بين الولايات المتحدة وروسيا.
ومع ذلك، اتخذ بوتين الخطوة غير التقليدية بدعوة بايدن إلى حوار يبث على الهواء مباشرة. فقد قال لأحد المراسلين في وقت سابق من الأسبوع الماضي: "لقد فكرت في هذا الآن للتو.. أريد أن أدعو الرئيس بايدن لمواصلة حوارنا، ولكن بشرط أن نقوم بذلك على الهواء مباشرة. ولكن دون تأخير، مباشرة في حوار مفتوح ومباشر"، لم يقترح بوتين أجندة أو صيغة محددة لهذه المحادثات المحتملة، ولكنه أشار إلى أن الحوار بين القوتين العظميين في العالم سيكون "مثيراً للاهتمام لشعبي روسيا والولايات المتحدة".
وفي المقابل، اعترضت السكرتيرة الصحافية للبيت الأبيض، جين باساكي، عندما سُئلت عن عرض بوتين بإجراء حوار مع الرئيس بايدن، حيث قالت: "ليس لديّ أي شيء أبلغكم به فيما يتعلق باللقاء المستقبلي". وأضافت: "سأبلغكم بأي شيء نتوصل إليه… وأود أن أقول لكم: إن الرئيس أجرى بالفعل محادثة مع الرئيس بوتين".
وأوضح المتحدث باسم الكرملين، ديمتري بيسكوف، يوم الجمعة الماضي، أن عرض بوتين كان محاولة للحفاظ على العلاقات الثنائية، قائلاً: "من المنطقي إجراء حوار للحفاظ على العلاقات الروسية الأميركية، بدلاً من تبادل الانتقادات اللاذعة"، مضيفاً: إن الشكل العام للحوار المباشر من شأنه أن يساعد في نزع فتيل التوترات. وتابع: "نظراً لأن كلمات بايدن كانت غير مسبوقة، فلا يمكن استبعاد التنسيقات غير المسبوقة، فقد اقترح الرئيس بوتين مناقشة الوضع علانية؛ لأن ذلك سيكون مثيراً لاهتمام شعبي البلدين".