- ℃ 11 تركيا
- 15 نوفمبر 2024
واشنطن بوست : الإمارات تجسست على إحدى زوجات خاشقجي قبل اغتياله
واشنطن بوست : الإمارات تجسست على إحدى زوجات خاشقجي قبل اغتياله
- 22 ديسمبر 2021, 5:36:44 م
- 529
- تم نسخ عنوان المقال إلى الحافظة
كشفت صحيفة "واشنطن بوست" الأمريكية قيام السلطات الإماراتية بوضع برنامج التجسس "بيجاسوس" الذي تنتجه شركة "إن إس أو" الإسرائيلية على هاتف "حنان العتر" الزوجة الرابعة للصحفي "جمال خاشقجي" قبل أشهر من اغتياله.
وذكرت الصحيفة في تقرير مطول نشرته الثلاثاء أن السلطات الإماراتية كانت تحاول التجسس على "العتر" منذ نوفمبر 2017، وفق نتائج تحليل أجراه مختبر أمني تابع لمنظمة العفو الدولية.
وذكرت الصحيفة أن تلك الفترة كانت فترة تعارف ورسائل مغازلة بين "خاشقجي" و"العتر"، مشيرة إلى أن الإثنين كانا دائميِّ التنقل والسفر وكانت تطبيقات الدردشة هي الوسيلة الأبرز للتواصل.
وأوضحت "العتر" أنها وصلت إلى مطار في الإمارات مساء يوم 21 أبريل 2018، على متن طائرة قادمة من تورنتو بعد رحلة مرهقة استمرت 15 ساعة، وجعلتها بحاجة للخلود إلى النوم والراحة.
وأضافت أنها عندما دخلت دائرة الهجرة كالمعتاد في مطار دبي الدولي، لاحظت على الفور وجود مجموعة من الرجال يرتدون ملابس رسمية يحدقون فيها.
وذكرت أنها كانت تعلم أن "خاشقجي" كان مستهدفا بسبب دفاعه عن حقوق الإنسان، ولذلك هرعت إلى الحمام للاتصال بأختها، لتخبرها بأن "هناك أموراً ليست على ما يرام" لتواجهها بعد وصولها للمطار، ثم قامت بحذف تطبيق "واتساب" الذي استخدمته للتواصل مع "خاشقجي".
وعندما خرجت "العتر" من الحمام، حاصرها رجل أمن من جهة والمرأة الوحيدة التي كانت في تلك المجموعة من جهة أخرى. وهمس الرجل في أذنيها بأن تسير معهم بهدوء، وحينها بدأت ترتجف بشكل لا يمكن السيطرة عليه.
وذكرت أن رجال الأمن الإماراتيين اقتادوها إلى منزلها، معصوبة العينين ومقيّدة اليدين، للبحث عن وثائق وأجهزة كمبيوتر، بحسب إفادة خطية مشفوعة بقسم (يمين) في قضية اللجوء التي قدمتها بعد مقتل "خاشقجي".
بعد ذلك اقتادوها إلى سجن العوير المركزي، وهو مجمع كبير يخضع لحراسة مشددة، على أطراف مدينة دبي. وتم أخذ بصمات أصابعها. وأخذ المسؤولون الأمنيون مسحة من الحمض النووي من فمها.
ثم قام الأمنيون بتصوير وجه "العتر" من زوايا مختلفة. ثم بدأت تلك المجموعة في طرح أسئلة أكثر حدة حول "خاشقجي" في وقت متأخر من الليل وحتى الصباح.
وتقول "العتر" إنها تتذكر الموقف وهم يستجوبونها وكذلك الأسئلة التي كانت كالتالي: ما هي نشاطات جمال؟ من هم أعضاء شبكة جمال؟ ما هو دخل جمال؟ كيف حال جمال؟، وقالت إنها أجابت على كل سؤال.
وأضافت أنها أبلغتهم أنه لا توجد شبكة تستعد للإطاحة بملوك الخليج، وأن كل ما أراده خاشقجي إطلاق سراح ناشطين سياسيين من السجون السعودية. لقد أراد الديمقراطية واحترام حقوق الإنسان في العالم العربي، لكنه كان يرى أنه يجب أن يكون للعائلات المالكة أدوار أيضًا، مثل تلك الموجودة في بريطانيا والسويد.
وتابعت أنه عندما تركها مستجوبوها وشأنها، نامت على الأرض. وبعد ذلك تم إعادتها لمنزلها بعد 17 ساعة، لكنها وضعت رهن الإقامة الجبرية لمدة 10 أيام.
وقالت إن الاستجوابات والمضايقات الهاتفية استمرت على مدار العام التالي، من قبل مسؤول المخابرات، الذي أطلق على نفسه اسم "محمد عبده".
كما تم استجواب أشقاء "العتر" في دبي ومصر ومصادرة جوازات سفرهم عندما حاولوا السفر لرؤية والدتهم المريضة أو زيارتها.
ووثقت الصحيفة المحاولات السابقة من قبل العملاء الإماراتيين لإصابة هاتف "العتر" قبل استجوابها في مطار دبي ونشرت صورا منها. وكلها كانت تستهدف إرسال رسائل نصية محملة بروابط ضارة أو برمجيات خبيثة، تمكن الجهة المرسلة عند فتح "العتر" لها من التجسس عليها، ومن ثم مراقبة تحركات "خاشقجي" من خلالها.
وذكرت الصحيفة أنه تم استخدام بيجاسوس في هجوم على أحد هواتفها في 15 أبريل 2018، برسالة نصية "SMS" باستخدام عنوان موقع الويب "myfiles [.] photos".
استمر الزوجان في التواصل عبر الهاتف، باستخدام العديد من التطبيقات الجديدة التي أخبرها "خاشقجي" أنه يأمل أن تجعل من الصعب مراقبته.
وبعد منتصف ليل السابع من سبتمبر، كان آخر لقاء شخصي بينهما، إذ راسلته "العتر" بعد أن وصلت إلى مدينة نيويورك. حيث خططا للبقاء معاً في فندق شيراتون.
وكان نص الرسالة "مرحبا جمال. أنا في الحافلة في طريقي إلى الفندق. أين أنت جمال"، وأجابها بأنه "في بهو الفندق".
وبعد ثلاثة أسابيع، أرسلت له جدول رحلتها، والتي كانت تصل إلى مطار دالاس الدولي في رحلة 20 أكتوبر إلى واشنطن، حيث خططا للقاء مرة أخرى.
وفي 30 سبتمبر، كان "خاشقجي" في تركيا للترتيب للزواج من "خديجة جنكيز" ، لكنه أرسل لـ"العتر" تحيات عيد ميلادها هاتفيا.
وذكرت الصحيفة أن "العتر" تعتزم مطالبة السلطات التركية بالحصول على هواتف زوجها "خاشقجي".
وأضافت "العتر" أنها مع دفء العلاقات حاليا بين تركيا والسعودية والإمارات، فإنها تشكك في الاستجابة لطلباتها.