واشنطن بوست: ديمقراطية تونس تختفي أمام أعيننا وأميركا تتجاهل ذلك

profile
  • clock 5 فبراير 2022, 1:47:54 م
  • تم نسخ عنوان المقال إلى الحافظة
Slide 01

يقول جوش روغين، كاتب العمود بصحيفة “واشنطن بوست” (Washington Post) الأميركية- إنه في حين يتشتت انتباه الأميركيين بسبب الحرب المحتملة في أوكرانيا، والألعاب الأولمبية في الصين، وجائحة كوفيد-19، يتلاشى الأمل الأخير في ديمقراطية عربية ناجحة في الشرق الأوسط.
وأوضح روغين -في مقال له- أن قصة النجاح الحقيقية الوحيدة في الربيع العربي، التجربة التونسية، تنزلق إلى الهاوية الاستبدادية، والولايات المتحدة لا يمكن رؤيتها في أي مكان.
وأضاف أنه في يوليو/تموز الماضي، عندما أقال الرئيس التونسي قيس سعيد رئيس الوزراء وحل البرلمان ووجه الجيش إلى خصومه السياسيين، أعرب المجتمع الدولي عموما عن تفاؤل حذر بأن الرئيس التونسي سيعيد السلطة التي كان قد انتزعها للتو. وعلى الرغم من التحذيرات بأنه كان ينفّذ “انقلابا”، فإن إدارة الرئيس الأميركي جو بايدن قررت منحه ميزة الشك.
سعيد عزز قبضته على تونس
وبعد ما يقرب من 7 أشهر- بحسب الكاتب- لم يعد هناك مكان لمثل هذه الشكوك؛ فقد عزز سعيد بشكل فعال قبضته على السلطة الكاملة للحكومة وفكك النظام التونسي.
ونقل روغين عن بعض المشرعين الأميركيين -الذين يؤيدون فرض عقوبات على المسؤولين التونسيين الذين يشاركون في حملات القمع في تونس- قولهم إن إدارة بايدن لا تأخذ هذه القضية على محمل الجد، بل في بعض الحالات امتدحت سعيد، على الرغم من ادعاء واشنطن بأنها تدعم أجندة مؤيدة للديمقراطية.
وانتقد الكاتب الحجة القائلة إن العقوبات على نظام قيس سعيد قد تؤدي إلى تحوّل سعيد أكثر ضد واشنطن بدلا من إقناعه بالتخلي عن مسيرته نحو الاستبداد، قائلا إن رد الحكومة الأميركية لا يتعلق فقط بتونس.
شكوك حول جدية إدارة بايدن
وأضاف أن هناك اعتقادا متزايدا في جميع أنحاء الشرق الأوسط بأن إدارة بايدن لم تكن جادة عندما تولت السلطة ووعدت بوضع حقوق الإنسان في قلب أجندتها السياسية الخارجية، ولم تكن جادة كذلك في وعظها حول الصراع بين الديمقراطيات والأنظمة الاستبدادية.
وقال روغين إن فريق بايدن نظر -إلى حد كبير- في الاتجاه الآخر في حين يتجاهل المستبدون العرب جميع المخاوف الدولية بشأن انتهاكات حقوق الإنسان التي يرتكبونها.
واختتم بقوله إن تونس شريك أمني مهم، لكن التاريخ يظهر أن الدكتاتوريات الاستبدادية على المدى الطويل تولد المزيد من عدم الاستقرار والتطرف، وبالتالي تجعل شركاء الأمن أسوأ بكثير من الديمقراطيات الفوضوية.

المصدر : واشنطن بوست

التعليقات (0)